http://anapress.net/a/740068910218938
منذ تأسيسه وحتى الآن يلاحق "تيار الغد السوري" ومؤسسه أحمد الجربا، جدلًا واسعًا، حول دوره وشبكة ارتباطاته ورؤيته للأوضاع السياسية وأدوات حلحلة الأزمة السورية.
تأسس التيار في العاصمة المصرية "القاهرة المصرية، تاريخ 11 مارس/ آذار 2016، برئاسة أحمد الجربا، الرئيس الأسبق للائتلاف الوطني السوري المعارض. ووجه التيار في بيان تأسيسه دعوة مفتوحة لكل السوريين لـ "التلاقي عند قواسم مشتركة تحترم حق الاختلاف، وتسعى إلى طرح تصور جماعي لمستقبل سوريا القائم على الحرية والعدالة والمساواة، والحقوق الفردية التي تنظر إلى المواطن السوري بصفته، دون أي اعتبار لجنسه أو قوميته أو دينه".
ومن أهداف التيار –وفق بيانه الأساسي- إنتاج حركة سياسية سورية تحمل وعيًا مطابقًا لحاجات الواقع السوري، قوامها ديمقراطيون سوريون، يريدون أن يساهموا في نقل سوريا من حالة القمع إلى فضاء حر يساهم في تقدم المجتمع الإنساني.
بينما على الجانب الآخر، يرى كثير من المعارضين السوريين أن خطوة تشكيل التيار، تأتي في إطار التحركات الروسية لخلق بديل، في حال اضطرت للتنازل عن بقاء الأسد في السلطة، كما أنه يأتي دعمًا لفكرة تقسيم سوريا التي طرحت مؤخرًا.
ويقول المفوض السياسي للحركة الشعبية لتحرير سوريا الدكتور وائل الحافظ لـ "أنا برس": "تيار الغد السوري على أرض المعركة لا يعرف له ثقل غير بعض كتيبات تم تجميعها ودعمها بأموال، وسميت بجيش سوريا الجديدة دخلت في مواجهة مع تنظيم الدولة "داعش" وضمن شريط صحراوي في منطقة المثلث الري العراقي الأردني و بدعم عسكري أردني لم يصل إلى نتيجة، ورغم أن الخطة على ما يبدو كانت تهدف إلى التوسع في محافظة دير الزور لتكون ركيزة رئيسية لها مرافقة مع فشل سياسي أفرادا و مجموعة"، وفق وصفه.
ويوضح الحافظ أن "تيار الغد ليس له مصداقية ولا تاريخ سياسي وطني وليس مجهولا التقاسم في الاحتضان المخابراتي الخليجي السيساوي (نسبة لعبد الفتاح السيسي) وليس لديه مشروع سياسي أكثر من السياحة و الهرولة نحو أن يكون لهم قطعة من جسد الضحية (أي بلدنا) عبر بوابة إعادة شرعنة المجرم و تشارك مع الإخوان و الغلمان الذين شاركوا الجربا مرحلة من مراحل طعن الثورة والثوار".
وحول ما تردد بشأن المؤتمر المزمع إقامته في دمشق يجمع بعض المعارضات وما أثير حوله من جدل وشد وجذب وتكذيب وتأكيد حول ضلوع التيار به، يؤكد الحافظ أنهم يبحثون الآن عن بلبلة إعلامية وليست قيمتها أكثر من هذا، و ليقولوا أن المجرم لم يزل سلطة موجودة وأن الروس والإيرانيين هم ضيوف لبوابة دعوة السفاح و ليسوا احتلالًا وهذا كله عمل لن ينجح، فلا المجرم ستكون أيامه ولا المرتزقة السياسية قادرة على إنقاذه وإنقاذ نفسها من المطاردة والمتابعة القانونية والوطنية.
بينما على الجانب الآخر، يقول الباحث والمحلل السياسي أحمد الرمح لـ "أنا برس" :تيار الغد السوري تيار وطني معارض يضم عددا من المعارضين المعروفين بوطنيتهم.. احترم رؤية التيار وأرى أنه يمارس الواقعية السياسية بعيدا عن العنتريات ويحاول طرق الأبواب كلها لانهاء المأساة السورية بما يتوافق مع تحقيق أهداف الثورة.
ويوضح أن من يقول أن التيار مؤامرة روسية لتعويم النظام فإن "كل من يعمل على الحل نجد اتهامات من مجموعات يبدو كأنها تريد الأزمة والدمار والدم والقتل يستمر دون تقديم بديل نافع وهذه التيارات مستفيدة من الثورة بشكل شخصي وغير متضررة من استمرار معاناة السوريين، فالاتهامات بالتخوين والتكفير لم ينجو منها أحد في الحالة السورية وهذا أخطر ما تعانيه الثورة"، وفق قوله.
ورداً على الانتقادات الموجهة لتيار الغد يقول عضو الأمانة العامة لتيار الغد عبد الجليل السعيد لـ "أنا برس" إنه "لا يوجد تيار أو حزب سياسي في الدنيا لا ينتقد.. نحن نتعامل مع النقد البناء لمن يريد المعرفة والإصلاح بالاستماع والإصغاء، وفي هذا الصدد وبعيد أشهر قليلة من انطلاق تيار الغد قمنا باستطلاع رأي مختصر شمل عدداً من السوريين لنسمع رأيهم بِنَا وتم الأخذ بكثير من المقترحات التي قدموها ونشرنا هذا الإستطلاع في الإعلام".
فيما يتعلق بما وصفه "التهجم والافتراء على تيار الغد" يوضح السعيد "نحن لا مصلحة لنا بأن نتتبع كل من تسول له نفسه ممارسة صنعة (منح شهادات حسن سلوك ثورية) للناس، نقول حسبنا عملنا، ومقبل الأيام، وشعارنا ، وقل اعملوا..".
وبالنسبة لروسيا وتواصل التيار مع روسيا يؤكد السعيد "نحن لنا قناة دبلوماسية مع هذه الدولة منذ كان رئيس تيارنا السيد أحمد الجربا رئيساً للإئتلاف، ومحور علاقتنا بهم قائم على أمرين: الأول: الاعتراض الدائم على نهجهم السياسي في تبني الأسد الذي بات مرفوضاً من قبل السواد الأعظم من الشعب السوري ومحاولة إقناعهم بضرورة الإصغاء إلى مطالب الشعب السوري الثائر. والثاني: هو أن الجرائم الروسية المرتكبة بحق شعبنا مكان رفض وإدانة مستمرة من قبلنا وقلنا ذلك في موسكو ، وجهاً لوجه ، لكننا لا نسلك سبيل غيرنا بالشتم والسب صباح مساء دون جدوى ، الأمريكي نفسه يقول دوماً : لا حل في سوريا دون روسيا ، التركي نفسه وبعد حادثة الطائرة ومصالحة أردوغان بوتين الشهيرة توقف عن إدانة حتى جرائم الروس في حلب ، فضلاً عن النظام ،
يتابع السعيد "إذن بالمحصلة لسنا تبعاً لأحد ولكننا نتشاور معهم فيما يخدم شعبنا إن تتطلب الأمر ولا نتفق مع ما يتصرفون ونعمل ضمن إطار الممكن ، والسياسة فن الممكن ، لا نكيل المدح لموسكو حين نزورها ، مثلما ما فعل بعض المعارضين ومنهم رئيس ائتلاف سابق حين قال : الروس أصدقاء للثورة السورية"، وفق قوله.
وحول موقف التيار بشأن أي مؤتمر ينشد الحل السياسي يقول السعيد "موقفنا واضح ويتخلص في مسألتين : أولهما : هل يتلاقى هذا المؤتمر مع أهداف الثورة السورية ؟ ثانيهما: هل يستطيع هذا المؤتمر أن يكون فاعلاً وفعالاً على المستوى الدولي والإقليمي من أجل فرض الحل في سوريا؟".. والمؤتمر الذي تم الترويج له في الإعلام أنه في دمشق نحن غير معنيين به لأن دمشق محتلة من قبل الأسد وإيران وتوابعهما "بحسب ما أفاد السعيد".
وباستطلاع للرأي حول تيار الغد يقول الناشط مصطفى الإبراهيم: لم يستطع تيار الغد من تجسيد أهدافه على أرض الواقع، وكان بعيداً كل البعد عن الحاضنة الشعبية، ونسق مع الروس، وليس لديه أي مانع ببقاء رأس النظام على السلطة وبقاء كل رموزه بعد كل هذه الدماء، وخاصة حول ما سمعنا عن مؤتمر المعارضة في دمشق.
وبدورها تقول الناشطة هند حاج أحمد نتمنى من تيار الغد وأي تشكيل سياسي أخر، عندما يريد الجلوس إلى طاولة المفاوضات مع النظام، أن لا ينسى الشهداء وأن لاينسى كيف يقوم هذا النظام بإذلال الشعب السوري لكي يركع، وليعلم تيار الغد وغيره أن التاريخ سيحاسبهم إذا ما قاموا بتسليم سوريا للمجرم بشار وللاحتلال الروسي والإيراني.
