http://anapress.net/a/332248267596997
أعلن وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، عن وجود تنسيق سعودي روسي بشأن الأزمة في سوريا، قائلا: لا مكان لبشار الأسد ولا ميليشيا حزب الله في مستقبل سوريا أو أي مكان في العالم.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقده الجبير مع نظيره الروسي سيرغي لافروف في موسكو اليوم قال فيه: بحثنا عملية السلام في الشرق الأوسط وأزمة سوريا وأهمية الحفاظ على وحدتها، مشيرا إلى أن النظام السوري خرق اتفاق وقف إطلاق النار مرارا.
ورغم الخلاف الروسي السعودي حول الملف السوري، إلا أن لافروف قال خلال المؤتمر الصحافي إنه لا توجد ملفات عصية على تجاوزها بين البلدين. فهل زيارة الجبير إلى موسكو مختلفة عن سابقاتها وخاصة الكل يتحدث عن تسوية شاملة للصراع في سوريا؟ وهل يمكن أن تكون هناك صفقة ما، روسية سعودية للضغط على إيران والنظام السوري؟
يقول المحلل السياسي والمعارض السوري الدكتور جودت الحسيني لـ "أنا برس": هناك صفقة سعودية روسية للضغط على النظام وإيران من قبل الروس.. لقاء مصالح روسية قادمة مع السعودية، والملف السوري سيكون أفضل حالا في حال تم نجاح اللقاء والصفقة القادمةفي حال تخلت روسيا عن دعمها لإيران.
ويوضح الحسيني أن السعوديين ضمنوا إدارة ترامب بالحفاظ على العلاقات الثنائية بين البلدين ولكن هناك تخوف سعودي من إيران في حال نشب اصطدام بين الاميركان وإيران، لذلك حتى تأخذ السعودية اطمئنان من الروس بعدم تعرض السعودية للخطر.
وفي حال كانت هناك صفقة تستفيد منها روسيا ستسارع لتوطيد علاقاتها مع السعوديين، لاسيما هناك عجز مالي لدى روسيا، وإيران لاتستطيع مساعدة الروس بدعم هذا العجز لأن الأخيرة أصابها ما أصاب الروس أيضا
ويعتبر محللون أن الروس في هذا الوقت لديهم ورقة رابحة هي الخلافات الإيرانية الأميركية، وبالتالي ستجلب لهم صفقات خليجية سريعة، وبوجود الاتفاق الأميركي الخليجيوأيضا الاتفاق الأميركي الروسيكلها مقابل التنازل الروسي عن دعم النظام السوري وإيران. وبالتالي ستكون اميركا بموقف قوي ضد استدراج النظام لمحاكم دولية مع الالتفاف على إيران حول السلاح النووي والتمدد والتوسع بمنطقة الشرق الأوسط.
بدوره يقول المفوض السياسي للحركة الشعبية لتحرير سوريا الدكتور وائل الحافظ لـ "أنا برس": عمليا تحت الطاولة سيكون هناك الكثير، ولكن ما بين السطور في المؤتمر الصحفي في العلن أن المواقف متناقضة، ولكن يستشف بأن الجميع في عنق الزجاجة، كلهم في مأزق حتى الدول الكبرى، يحاول الجميع كيف يمكن الخروج من هذا المستنقع.
ويشير الحافظ إلى أن وصول الجبير إلى موسكو بهذا التوقيت باعتقاده بأن هناك مفاوضات حقيقية ستحصل لصفقة معينة، بعيداً عن الأكاذيب الروسية أمام الإعلام، فالسعودية تريد أن تنهي أيضاً الملف اليمني، لذلك تسعى السعودية جاهدة كعادتها لشراء الشيء كي يتجنوا أذاه وبما أن واشنطن تغيرت مواقفها تجاه إيران، يعتقد الحافظ أن السعودية ترى أنه أصبح من الممكن أن تتفاوض مع الروس لتبديل الموقف الروسي أيضاً تجاه إيران، وبالتالي تبديل الموقف الروسي تجاه النظام.
وبالتالي -كما يرى الحافظ- فسيكون من تحت الطاولة وفوق الطاولة في موسكو مفاوضات ستؤدي إلى مصالح مشتركة للروس والسعودية، فالروس ما يهمهم الآن ما هو الثمن الكبير الذي سيتم دفعه لهم مقابل التخلي عن إيران والنظام السوري.