http://anapress.net/a/32681697655495
لغط واسع أثارته "تهديدات" مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا ستيفان دي ميستورا حول وفد المعارضة المشارك في الجولة التالية من مفاوضات جنيف والتي تحدد العشري من فبراير (شباط) الجاري موعدًا لها. واختلف معارضون سوريون في تحليلهم لتلك التهديدات حول تفسيرها وكذا أبرز تداعياتها المتوقعة.
وهدد دي ميستورا المعارضة السورية –في كلمة له أمام مجلس الأمن الدولية وكذلك في تصريحات للصحافيين عقب انتهاء جلسة المجلس حال عدم شمولية وفدها، بقوله إنه حال لم تكن لدى المعارضة الجاهزية الكافية للمشاركة بفاعلية وموقف موحد في جنيف "سوف أتدخل بتحديد وفد المعارضة ليكون شاملًا".
"هذه التهديدات غير مقبولة، هو يريد أن يخضع المعارضة أو يعين وفدًا، ولا أعتقد أنه سينجح؛ لأن المعارضة منقسمة"، بتلك الكلمات يعلق المعارض السوري منصور الأتاسي لـ "أنا برس" على تهديدات دي ميستورا.
بينما يقول الأتاسي إنه "من المفيد أن تتفق المعارضة على برنامج سياسي وتوحد قواها العسكرية، فإذا وافق حزب صالح مسلم على تشكيل مكتب عسكري يقود كامل فصائل المعارضة المسلحة وربطها بالعمل السياسي ووافقت القوى الأخرى على بناء الدولة المدنية الديمقراطية متجاوزة الصراعات الطائفية والقومية وتساوي الجميع، وكذلك إذا وافقت كل تجمعات المعارضة على تنفيذ مقررات جنيف 1 وخصوصا تشكيل هيئة كاملة الصلاحية لنقل السلطة، فإن وحدة المعارضه بكل تجمعاتها ضرورية وهامة.. أما إذا كانت الوحدة هي إعادة انتاج الصراع بما ينسجم والسياسة الروسية بتثبيت النظام فهذا ما تسعى إليه روسيا وما يرفضه الشعب السوري وخصوصا أن كافة غالبية فصائل المعارضه معينه من قبل الخارج".
ودعا مجلس الأمن الدولي الأطراف السورية للمشاركة في جولة جديدة من المفاوضات في جنيف، من المقرر عقدها يوم 20 شباط/فبراير من دون شروط مسبقة. وجاء في بيان لمجلس الأمن أن "أعضاء المجلس يتوقعون استئناف المفاوضات السورية – السورية ويدعمون جهود المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا، ستيفان دي ميستورا، لاستئناف المفاوضات بأسرع ما يمكن، ويدعون الأطراف السورية للمشاركة في المفاوضات من دون أي شروط مسبقة".
ويلفت المحلل السياسي السوري جميل عمار إلى أن "هذه ليست أول مرة يلجأ دي ميستورا لتصريح أو تهديد كهذا.. سابقًا صرح بأنه سوف يعتمد على المجموعة التي سماها المجموعة الاستشارية والتي تضم رندة قسيس ومعارضة الداخل ومنصة القاهرة ومنصة حميميم، وقبلها صرح أنه سيعقد المؤتمر بمن حضر.. للأسف المعارضة السورية تصدق وتهرول حتى من قبل أن يصل التهديد لها" وفق تصريحاته.
فيما يتبنى المعارض السوري منذر خدام وجهة نظر مختلفة، وذلك بقوله "يفعل خيرًا إذا فعل ذاك (أي اختيار وفد المعارضة وتشكيله بنفسه) لأن المعارضات السورية من الصعب أن تتفق على تشكيل وفد موحد من جهة لارتباطات بعضها بجهات خارجية ومن جهة ثانية كل منها يبحث عن الموقع وليس عن الدور" وفق تصريحاته.
وأردف قائلًا: السوريون حقيقة لا يملكون من أمرهم شيئا، النظام خاضع لإرادة ايران وروسيا، والمعارضات خاضعة لجهات دولية عديدة؛ لذلك فإن المفاوضات سوف تجرى بين الدول الراعية. مشددًا على أن العقبات لا تزال كبيرة ليس فقط من جهة إيران بل ومن جهة دول إقليمية عديدة مثل تركيا وقطر والسعودية.
واستطرد خدام في معرض تصريحاته لـ "أنا برس" قائلًا: المهم في هذه المعادلة هو الدور الروسي الحاسم والذي بدأ يحظى بدعم دول أخرى مثل بريطانيا وربما أمريكا؛ لذلك أقول إن ثمة فرصة حقيقية للنجاح في المجال السياسي كما نجح المجال العسكري في أستانا.
واعتبر مجلس الأمن المفاوضات حول التسوية السورية، التي جرت في العاصمة الكازاخستانية أستانة يومي 23 و24 كانون الثاني/يناير الماضي، خطوة هامة نحو استئناف الحوار السوري- السوري برعاية الأمم المتحدة. وجاء في البيان بهذا الخصوص أن "أعضاء مجلس الأمن الدولي يعتبرون اللقاء الدولي حول سوريا في أستانة خطوة هامة نحو استئناف المفاوضات السورية – السورية برعاية الأمم المتحدة".