المزيد  
واشنطن تؤكد استعدادها لدعم تركيا فيما يخص إدلب
ميلشيا الحشد الشعبي العراقي يرسل مقاتليه إلى خطوط الجبهة في إدلب
عميد كلية الطب بدمشق: أكثر من 150 ألف حالة إصابة بـ "كورونا" في دمشق وحدها
بينهم قتلى من الحرس الثوري.. غارات على مواقع للميليشيات الإيرانية بدير الزور
ميشيل عون: وجود السوريين في لبنان "عبئاً كبيراً" .. ونطلب مساعدة "الهجرة الدولية" لإعادتهم
آلاف العناصر من "داعش" لا يزالون يتحركون بحرية تامة بين سوريا والعراق
مشافي حلب تعاني من نفاد أكياس الجثث بسبب فيروس "كورونا"
وفد المعارضة لـ "أنا برس": تم إلغاء أعمال اللجنة الدستورية بسبب اكتشاف 3 حالات بـ "كورونا"

نُذر تغيرات على خارطة التقاربات السياسية بشأن سوريا

 
   
11:00

http://anapress.net/a/301750193356362
327
مشاهدة



حجم الخط:

التقارب التركي الأميركي بخصوص المنطقة الآمنة، يبدو أنه قد أزعج روسيا، فبدأت خلافات روسية تركية تطفو على السطح بالرغم مما يجري من أحداث ومؤتمرات تجمع الطرفين كلاعبين أساسيين بشأن الملف السوري.

كما أن التحول في موقف موسكو باتجاه دعم أكراد سوريا، ومطالبتها بمنحهم حكما ذاتيا في الدستور المقترح الذي رفضته أنقرة والمعارضة السورية في اجتماعات آستانا الأولى، ناهيك عن استفزازات روسية" تجسدت في استضافة مؤتمر كردي في موسكو.

وتصاعد الخلافات التركية الروسية حول المنطقة الآمنة والاستراتيجية العسكرية لضرب تنظيم الدولة، والأهم من ذلك تلميحات موسكو إلى أن مدينة الباب يجب أن تسلم للنظام السوري بعد تحريرها من التنظيم، كل ذلك جعل الفجوة بين روسيا وتركيا تكبر وبسرعة أكثر مما كان متوقع.

يقول الأكاديمي والمعارض السوري الدكتور فايز قنطار لـ "أنا برس": إن الزواج التركي الروسي كان محصلة لجملة واسعة من المصالح الاستراتيجية المشتركة، كانت تركيا بأمس الحاجة لإنهاء الأزمة التي نشأت بعد إسقاط المقاتلة الروسية؛ لأنها شعرت بخذلان الغرب لمصالحها الحيوية، إضافة لسياسة المراوغة واللعب بالورقة الكردية، ودعم الانفصاليين من الكرد السوريينوجاءت المحاولة الانقلابية لتشكل منعطفا حاسما في توجه تركيا نحو روسيا، اضافة لمصالح اقتصادية هائلة.

ويوضح القنطار أن هذا الوضع كان له ارتداداته على الوضع السوري بشكل مباشر وأحيانا بأشكال أخرى غير مباشرة، فحاولت تركيا التخفيف من حدة خطابها وسلوكها فيما يتعلق بالثورة السورية، ومناورتها نحو روسيا علها تتمكن من احتواء تصاعد خطر الانفصاليين الأكراد، الذين يتلقون الدعم من الغرب ومن روسيا أيضا.ويضيف: ربما حاولت تركيا أن تلاقي روسيا إلى منتصف الطريق فيما يتعلق بالموقف من نظام الأسد، إلا أن تركيا لا يمكنها الذهاب بعيدا في ذلك، حيث شكل الموقف الروسي دعما حيويا للنظام وشجعه على استخدام العنف الوحشي وزوده بكل آلات القتل والتدمير منذ البداية، كما شكل غطاء سياسيا ومنع محاسبته من قبل المجتمع الدولي.. روسيا لا زالت شريكة في العدوان اليومي في خرق وقف إطلاق النار في درعا وإدلب لذلك كان لا بد من التصادم والتعارض بين الموقفين الروسي والتركي ولو بعد حين. 

 القنطار: تركيا سوف تحاول الابتعاد تدريجيًا عن روسيا في هذه الحالة

ويؤكد القنطار أنه إذا شعرت تركيا بأن هناك تغيرا إيجابيا في الموقف الأمريكي فإنها سوف تحاول الابتعاد تدريجيا عن روسيا، خصوصا فيما يتعلق بدور الأكراد في محاربة "الإرهاب" ودورهم في سوريا المستقبل. معتبرًا أن تركيا لن تساوم على أمنها القومي ولن تسمح بإقامة حكم ذاتي كردي، ويصب ذلك في مصلحة الشعب السوري الذي لا يريد بروز حركات انفصالية، تبدأ بحكم ذاتي وتنتهي بدويلة، فهذا ليس في مصلحة لا الأكراد ولا العرب. بل تستخدمه القوى الكبرى لإدارة الصراعات وتحقيق مصالحها غير مكترثة بدماء العرب او الأكراد.

ويختتم القنطار تصريحاته بالقول: ربما ترك غموض هذه المرحلة وعدم بلورة السياسة الأمريكية ظله على مفاوضات جنيف القادمة، فالنظام ومن خلفه إيران، يعمل على إفشال أية عملية انتقال سياسي؛ فالبقاء في السلطة غير قابل للمساومة. ولن يذعن إلا للقوة الدولية او لحدوث تغير جوهري في موازين القوى، فهو لا يقيم وزنا لمعاناة السوريين الذين انهكتهم حربه.

وبدوره يؤكد المحلل السياسي حسام نجار لـ "أنا برس": مخطئ من يعتقد أن هناك توافقًا كاملًا بين الروس والأتراك. فالتوافق السابق كان بناءً على مصالح مشتركة لكل واحد منهما وكل دولة أرادت تحقيق مصالحها بالقدر الأكبر من خلال الآخر، فمن المصلحة الروسية ألا تكون تركيا عدوًا أو خصمًا لها في المنطقة واستفادت منها بدرجة كبيرة خاصة في معركة حلب وتوابعها.

كذلك كانت تركيا تقف منفردة بعد ابتعاد الغرب عنها بما يخص اللاجئين ومحاولة انضمامها للاتحاد الاوروبي وابتعاد سياسة أوباما المفروضة عليه من قبل إسرائيل فكان لا بد لكل طرف من الحصول على حليف له في المرحلة الحالية استفادوا من بعضهما البعض.لكن بعد التقدم التركي في الباب وتصريحات أردوغان بالعمل على تحقيق المنطقة الآمنة والرغبة بالحصول على منبج والرقة من دون تدخل كردي  والرغبة بإعادة المهجرين لهما أثار ذلك حفيظة موسكو والتي تنوي تنفيذ دستورها الموضوع لسوريا من خلال اعتبار المنطقة هذه كمنطقة نفوذ كردي يحقق للأكراد المتفق عليه اسرائيلياً أمريكياً روسياً.

 محلل سياسي: موضوع "الدستور السوري" نقطة الخلاف الأبرز بين روسيا وتركيا

ويوضح النجار أنه كان من أول نقاط الاختلاف بينهما موضوع الدستور والنقطة الأهم فيه الكونفدراليات غير المعلنة التي تتيح للكرد حكم ذاتي مستقل الأركان وكذلك دولة علمانية في سوريا مع أن الاتفاق التركي مع الفصائل لم يتطرق لهذه النقطة بالعمق والذي على أثره حضرت الفصائل مجبرة على استانا واحد. النقطة الثانية قيام الطيران الروسي بقصف مواقع تركية وقيل إنه بالخطأ وهذه رسالة بعيد المدى الهدف منها قول الروس للأتراك أن تقدمكم سيكون تحت نيران طيراننا مما استدعى التصريح التركي بأن طيرانهم سيرافق القواتت  البرية للجيش الحر، والنقطة الهامة تتعلق بوجود خط تماس في الباب بين الاتراك وقوات النظام هي للضغط على التركي بأماكن متعددة.

ويعتقد النجار بأن الموقف التركي أصبح هشاً جداً حتى مع تحرير الباب والوصول لمنبج فبعد معركة حلب انخفض التأييد لها وانخفض دعمها بشرياً حتى فصائلياً، الآن سيأتي الدور الأمريكي ليستفيد كالمعتاد من ضعف تركيا ويستغل هذا الخلاف ليجعل العجلة تدور لمصلحته ومنها اللعب على المنطقة الأمنة مع التأكيد أمريكياً على تحقيق الحل الكردي بالحكم الذاتي أولا والانفصال ثانياً.

ويشير إلى أن الدور التركي في جنيف 4 أصبح في مهب الريح بعد خسارة حلب وضعف القوى العسكرية الثورية فلو كانت تلك القوى على نفس الوتيرة كانت ورقة تركية قوية لكن الان أصبح الدور التركي محدود الامكانيات، ولن يتم تعطيل جنيف 4 لأن تركيا اصبحت بلا أنياب على الارض السورية ( تجاوزاً الفصائل الثورية ) التي أضعفتها تركيا. معتبرًا أن جنيف 4 هو عبارة عن إرادة دولية عالمية تتحكم فيه منذ البداية امريكا وروسيا ودي مستورا عبارة عن ساعي بريد لا أقل ولا أكثر، بالتالي المماطلة من جنيف 1 إلى الان هي مقصودة الهدف والغاية.

ويرى المحلل السياسي أن الروس لم يضعوا الدستور المقترح لوحدهم وتشتيت المعارضة بمنصات ومعارضات مقصودة الغاية منه ما يتكلم عنه الدستور الروسي وهو التقسيم غير المعلن عبر جمعية المناطق أي كنتونات أو كونفدراليات لاحقاً تكتل ورغبة بالانفصال لأسباب متعددة يليه موافقة الدول على هذا الانفصال ويصبح المخطط مكتمل الوجه. هذا يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن السياسية التركية في سورية كانت ضعيفة وأضاعت فرصاً كثيرة جداً من عدة سنوات لذلك لن تتصدر المشهد أو تكون هي القوة الوحيدة المتحكمة بمفاصل العملية.