http://anapress.net/a/253500820515584
خلافات حادة نشبت بين وفود المعارضة السورية التي اجتمعت في الرياض على مدار يومين، والتي تمثلت بوفد الهيئة العليا للمفاوضات، ومنصتي القاهرة وموسكو لتشكيل وفد موحد للمعارضة في مفاوضات جنيف والذي انتهى بدون اتفاق.
أكدت مصادر قريبة من المعارضة أن الهيئة العليا ومنصة القاهرة اتهمت منصة موسكو بتعطيل الاجتماع وأنها جاءت للرياض بموقف مسبق ومصممة على إفشال الاجتماع والعمل على عدم الخروج بتوافق موحد للمعارضة.
طالبت وفود المعارضة بتأسيس دستور جديد للبلاد والمطالبة بعدم وجود الأسد في مستقبل سوريا، إلا أن وفد موسكو رفض هذا الطلب وأصر على الإبقاء على دستور 2012، كما رفض أي شرط للتفاوض مع النظام كرحيل الأسد.
يقول القيادي في الائتلاف الوطني لقوى الثورة محمد يحيى مكتبي لـ "أنا برس": في الحقيقة كان واضحاً من أن بعض المنصات جاءت بمواقف مسبقة وخاصة منصة موسكو، الخلاف كان يدور حول نقطتين، النقطة الأولى حول الرؤية السياسية لعملية التفاوض وبشكل خاص مصير بشار الأسد، والنقطة الثانية هي الإعلان الدستوري.
ويستطرد: إننا في الهيئة العليا للتفاوض متمسكون بثوابت الشعب السوري ولن نتنازل عنها ولن نقبل بوجود بشار الأسد في مستقبل سوريا، ولن يكون لهذا المجرم مكاناً في سوريا، واعتراض منصة موسكو على أنه يجب عدم وضع شروط مسبقة للتفاوض وخاصة فيما يخص مصير الأسد أنما هو يدل بدليل قاطع أن هذه المنصة لا تنم إلى المعارضة بأي شكل من الأشكال.
ويشير مكتبي إلى أن الخلاف حاليا هو حول مصير الأسد وهذا الخلاف ليس على مستوى المعارضة إنما أيضا على مستوى الدول الإقليمية والفاعلة في الازمة السورية، فالنسبة للهيئة العليا لا يمكنها القبول بالأسد حتى في المرحلة الانتقالية.
وحول الرؤى المستقبلية للمعارضة يقول مكتبي يجب على منصة موسكو أن تنسجم مع تطلعات الشعب السوري وليس ما تريده موسكو منها، ولا يمكن أن نصل إلى أي توافق بين أطياف المعارضة طالما كنا نصغي إلى الدول الداعمة لكل طيف.
ومن جهته يقول المحلل السياسي جميل عمار لـ "أنا برس": مما لا شك فيه أن منصة موسكو هي واجهة حقيقة لوجهة نظر موسكو الداعمة للنظام ولكن بثوب مهترئ يدعي أنه ثوب للمعارضة لذلك من الطبيعي أن تفشل تلك اللقاءات طالما منصة الرياض متمسكة بثوابتها، إضافة إلى أن خطاب بشار جاء ليؤكد أنه لا مجال للتفاوض على زحزحة النظام قيد انملة وهو باق، لذلك تلك الاجتماعات هي أقرب الى فض العتب، والسعودية مازالت متمسكة بموقفها من بشار بانها لا تقبل بوجوده.
وبدوره يرى الخبير السياسي منذ الديواني، أن مؤتمر الرياض يعتبر حاله مثل حال باقي المؤتمرات التي عقدت في جنيف وفينا واﻵستانة ما هي إلا عثرة توضع من قبل الدول الراعية لهذه المؤتمرات في طريق العمل على إفشال الثورة السورية وإطالة عمر نظام الأسد لأجل بقاءه في السلطة وبالتالي استخدام هذه المؤتمرات كورقة ضغط على الشعب السوري لتحقيق مصالح تلك الدول عبر من يسمون أنفسهم (وفد المعارضة)
ويوضح الديواني خلال حديثه لـ "أنا برس": لقد دأبت الدول الكبرى على تشكيل منصات للمعارضة تعمل كل منها على تحقيق أجندة الدولة التي ترعاها وتقوم هذه المنصة بطرح أفكار داعمها والتي تختلف ظاهرياً مع باقي الدول لكنها في الحقيقة ما هي إلا اتفاقات تجري في الخفاء وخلف الكواليس لتساهم جميعها في تحقيق المطامع الاقتصادية والسياسية والعسكرية لهذه الدول.
كما أن رغبة بعض الوفود كما يعتقد الديواني في تحقيق أهداف شخصية أو مكاسب سياسية من خلال وعود قدمت لهم من قبل بعض الدول كانت من اﻷسباب التي أدت إلى إفشال نجاح مؤتمر الرياض والذي تزامن عقده مع ما يجري من أحداث نتيجة اﻷزمة الخليجية وسعي كل طرف من أطراف اﻷزمة إلى إفشال الطرف الآخر وذلك كله على حساب الثورة السورية والشعب السوري.
كانت ولا تزال هذه المؤتمرات واللقاءات ماهي إلا وسيلة ﻹضعاف القبول من الشعب السوري للشخصيات التي تمثله في المعارضة والعمل على إقناعهم بفكرة أن نظام الأسد (أو من تطرحه هذه الدول كبديل عنه) هو اﻷكثر مناسبة لمحاربة الإرهاب وقيادة الدولة، وفق تعبير الديواني.