http://anapress.net/a/232461735842960
رمضان سابع في عمر الأزمة السورية يمر حاملاً في طياته ذكريات أصبحت موجعة بالنسبة للاجئين السوريين في دول الشتات، حرك حلول شهر رمضان مواجع غربتهم مع ما يمثله في الذاكرة السورية إضافة إلى قساوة تأمين لقمة العيش وانتظار فرج يعيدهم ولو إلى بيوت مدمرة.
سوريون بالملايين شتتهم المأساة وفرقتهم في أصقاع مختلفة، وقد تفرقت بهم السبل والبلدان وبات اجتماعهم ضربا من المحال في معظم الأحيان، هنا من ترك عائلته داخل سوريا ورحل عنها تحت ضغط الخوف والملاحقة وقلبه معلق بمن تركهم هناك.
وهناك من يفتك الحزن والانتظار بذكرياته وهو يستحضر أحبته في معتقلات الموت فيبث ألم الفراق والحنين لذكريات الشهر الفضيل معهم، وآخرون باتوا في بلدان غريبة هائمون دون صدر أم وحنان أب.
أحمد العلي سوري لاجئ في تركيا تطبق الغربة على روحه التي يوقظها شهر رمضان، وهو يحمل معه مراحل معاناته حيث خرج من حلب برمضان 2012، تاركاً أهله وعائلته خوفاً من بطش النظام لئلا يتم القبض عليه وزجه على جبهات القتال ضد فصائل المعارضة، يقول أحمد: صار لي خمس سنوات وأنا لاجئ في تركيا، وبكل مرة أقول في شهر رمضان المقبل سأكون في حلب، وهذا خامس رمضان لي في تركيا وأنا أمني النفس بالعودة إلى وطني.
وبقلب محروق يحكي ياسر الأحمد عن ألم الفراق والبعد عن عائلته منذ أربع سنوات، التي كانت تجتمع في كل رمضان، ويقول ياسر بعد أن استشهد أخي بأحدى غارات لطيران النظام في حلب في شهر تشرين الثاني عام 2016، ويتساءل ياسر كيف سيستقبل أولاد أخي الصغار رمضان هذه السنة وأبوهم ليس معهم، يقول ياسر رمضان سوريا يحمل في ذاكرتي لحظات لن أنساها وللأسف لن تتكرر أبداً، وأتمنى العودة إلى بلدي وأنا أكون مع عائلتي في هذه اللحظات المباركة.
أما مريم فهي لاجئة سورية منذ ثلاث سنوات في تركيا بعد وفاة زوجها ببرميل متفجر، تستقبل شهر رمضان مثل كل مرة وحيدة مع أطفالها بعيدة عن أهلها المقيمين في مدينة الباب بحلب، تبدأ مريم بالبكاء وتقول لم أعد أحس بطعم الحياة بعد وفاة زوجي وبعدي عن أهلي، وكل ما جاء رمضان تحركت كل مواجعي وأبدأ أتذكر كيف كان رمضان يجمع عائلتي، ليس هناك أجمل من رمضان في سوريا.
ويشعر بسام الأغا بالغصة، وهو لاجئ سوري في تركيا منذ أربع سنوات، يقول في أول يوم من رمضان كنت آخذ أولادي ونفطر عند أبي وأمي ويأتي كل أخوتي ومعهم أولادهم ونجتمع في بيت العيلة، وسكت بسام وبدأت دموعه على خده، وقال لم يعد يبقى أي عائلة وأي بيت للعيلة، ففي السنة الماضية قصف بيتنا وخسرت معظم أفراد عائلتي، استشهد أبي وأخي منذر وزوجته.
ويقول بسام: كم كنت أدعي في نفسي أن يجمعني الله بأهلي، وتعود تلك الأيام الحلوة وخاصة شهر رمضان الذي كان يجمعنا ولم أكن اتخيل أن يأتي رمضان وهم غير موجودين، كم أصبحت الحياة قاسية جداً عندما يأتي شهر رمضان المبارك وأنت بعيد عن الأهل.
للعام السابع على التوالي، يقضي الملايين من اللاجئين السوريين شهر رمضان في دول الشتات وهم بعيدين عن أهلهم وعائلتهم، أكثر ما يفتقده هو اجتماع العائلة والأصدقاء حول مائدة الإفطار، رغم محاولاتهم التأقلم مع الوضع وخلق جو عائلي ينسيهم مرارة اللجوء وآلام الحرب.