المزيد  
واشنطن تؤكد استعدادها لدعم تركيا فيما يخص إدلب
ميلشيا الحشد الشعبي العراقي يرسل مقاتليه إلى خطوط الجبهة في إدلب
عميد كلية الطب بدمشق: أكثر من 150 ألف حالة إصابة بـ "كورونا" في دمشق وحدها
بينهم قتلى من الحرس الثوري.. غارات على مواقع للميليشيات الإيرانية بدير الزور
ميشيل عون: وجود السوريين في لبنان "عبئاً كبيراً" .. ونطلب مساعدة "الهجرة الدولية" لإعادتهم
آلاف العناصر من "داعش" لا يزالون يتحركون بحرية تامة بين سوريا والعراق
مشافي حلب تعاني من نفاد أكياس الجثث بسبب فيروس "كورونا"
وفد المعارضة لـ "أنا برس": تم إلغاء أعمال اللجنة الدستورية بسبب اكتشاف 3 حالات بـ "كورونا"

هل يملك العرب ما يقدمونه لسوريا؟

 
   
11:17

http://anapress.net/a/140795086006945
70
مشاهدة


هل يملك العرب ما يقدمونه لسوريا؟

حجم الخط:

"أنا لست عربيًا.. أنا سوري، سوري وفقط".. وصف كتبه أحد السوريين عبر موقع التواصل الاجتماعي أوجز فيه شعوره تجاه الدور العربي في الأزمة السورية واستياؤه مما لاقاه السوريون من "خذلان" فج. وهو وصف يتقارب مع تعبير أكثر شمولية قاله الروائي السوري خالد خليفة في أحد حواراته الصحافية عندما قال "إحساس العار هو إحساس حقيقي لدى غالبية سكان الوطن العربي".

واليوم، تنعقد القمة العربية في دورتها العادية الثامنة والعشرين بالبحر الميت في المملكة الأردنية وسط أجواء مضطربة تشهدها المنطقة، ووسط أزمات عديدة تتعمق وتتجذر في غياب شبه تام للدور العربي مقابل بزوغ قوى دولية وإقليمية تطرح نفسها كصاحبة القرار الأول والأخير في المنطقة وحاملة مفاتيح الحل. يجتمع "القادة والزعماء العرب" بينما الكثير من الشعوب العربية تئن وتعاني من وطأة الفقر والجهل والظلم، وأخرى تبحث عن مخرج ينهي سنوات الحرب التي دمّرت كل شيء.

 فؤاد عليكو: الأمر كله قد خرج من يد العرب منذ انتهاء دور كوفي عنان الذي كان مبعوثًا مشتركًا للامم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا

تناقش القمة العربية هذا العام الموضوعات ذاتها التي تطرح نفسها على طاولة العرب منذ سنوات دون أن تُحركها القمم قيد أنملة في طريق الحل. القضية الفلسطينية ومستجدات الأوضاع في الأراضي العربية المحتلة على رأس الأجندة، تليها التطورات الخاصة بالأزمات في سوريا وليبيا واليمن والصومال، بالإضافة إلى دعم عملية السلام والتنمية في السودان. وكذا سبل تفعيل العمل العربي المشترك على صعيد مكافحة الإرهاب والتطرف، إلى جانب التعاون في المجالين الاقتصادي والاجتماعي. ومن المقرر أن يصدر عن القمة إعلان عمّان الذي سيتضمن رؤية القادة العرب لآفاق وسبل تعزيز التعاون المشترك خلال المرحلة المقبلة.

يقول مصدر دبلوماسي عربي مسؤول لـ "أنا برس": الذي يُجمع العرب حول سوريا أكثر مما يفرقهم، صحيح هنالك ملفات خلافية تتلخص في الموقف من ترتيب الأولويات في سوريا ما بين الحل السياسي ومكافحة الإرهاب، وكذا مصير بشار الأسد، إلا أن الاتفاق على الخطوط العريضة الرئيسية موجود ومحقق بين كل الدول العربية، لاسيما فيما يتعلق برفض الدور الإيراني والتدخلات الأجنبية، لكنّ الجامعة العربية تُعبر عن رغبة أعضائها، وعليها أولًا أن تحسم الملفات الخلافية بين أعضائها لكي يكون لها دور وموقف موحد تستطيع أن تكون شريكة به في الحل، وهو أمر يحتاج لفترة لبلورته وتوافق ربما يحدث في اللقاءات والمناقشات على هامش القمة بين القادة العرب.

ويضيف المصدر: لا شك أن الأزمة السورية في صدارة الاهتمامات العربية وستكون حاضرة بقوة وتفرض نفسها على المناقشات العربية داخل القمة وفي أروقتها وخلال اللقاءات التي تعقد على هامشها وهو ما اتضح جليًا من خلال اللقاءات التحضيرية، إلا أن الإعتقاد بأثر فوري وعملي أو نتائج مُحققة هو تفاؤل ليس في محله في ضوء عاملين رئيسيين، الأول هو التدخلات الخارجية التي أقصت العرب عمليًا من مشاورات حل الأزمة، باستثناء الضغط السعودي وربما الدور المصري أيضًا فقط، وثانيًا عدم وجود رؤية عربية مشتركة لسوريا.

ويكتفي المعارض السوري عضو الوفد التفاوضي المعارض في جنيف فؤاد عليكو بالتعليق على الدور العربي والمأمول من القمة العربية القادمة بقوله لـ "أنا برس": إن الأمر كله قد خرج من يد العرب منذ انتهاء دور كوفي عنان الذي كان مبعوثًا مشتركًا للامم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا.

"الثورة السورية" كانت كاشفة لمدى الهوة والضعف العربي

وحسب المعارض السوري رئيس الهيئة العامة للاجئين السوريين بالقاهرة تيسير النجار فإن العرب قد خرجوا من المعادلة في سوريا كلية في مقابل تدخلات واسعة ومباشرة لقوى إقليمية ودولية تتحكم في الملف السوري، وهذه التدخلات مرفوضة كلية. معبرًا عن خذلان الدول العربية لسوريا. وأشار في السياق ذاته إلى أن الدول العربية من الواضح أنها رأت أن تتخذ موقفًا مناهضًا للثورات، وأن تكون ثورة سوريا هي الأخيرة، ما انعكس على مواقفها.

وعلى صعيد اللاجئين الذين يواجهون معاناة واسعة في الدول العربية، أفاد بأن هنالك معاناة كبيرة يواجهها اللاجئون في كثير من الدول العربية، ونحن نطالب بضرورة فتح الطريق أمامهم وتقديم تسهيلات والسماح بحرية الحركة والتنقل، فاللاجئون ليسوا إرهابيين، بل إنهم في الأساس هربوا من الإرهاب الذي يُمارس في بلادهم، مردفًا "نأمل أن يعامل اللاجئ على غرار ما يتم في أوربا".

ولا يعول المحلل السياسي السوري د.عماد الدين الخطيب (الأمين العام لحزب التضامن) على الدور العربي، مؤكدًا في تصريحات سابقة لـ "أنا برس" على أن "الثورة السورية" كانت كاشفة لمدى الهوة والضعف العربي. وقال إنه حتى الدول العربية التي أعلنت دعمها لـ "ثورة" السوريين في مواجهة التدخلات الإيرانية الشيعية إلى جانب النظام ثبت عجزها التام حتى عن الدفاع عن نفسها، وظلت مرتهنة للولايات المتحدة الأمريكية.

ويعتبر مصدر عربي مسؤول بالجامعة العربية في تصريح لـ "أنا برس" أن أقصى ما يمكن تقديمه عمليًا هو اتخاذ قرارات بشأن دعم اللاجئين السوريين، لاسيما أن هنالك استراتيجيات عربية مقدمة في ذلك الشأن، من بينها الاستراتيجية العربية للنهوض بوضع المرأة والتي تتضمن فصلًا عن حقوق المرأة العربية في حالة الحرب، وحقوق المرأة اللاجئة.