المزيد  
واشنطن تؤكد استعدادها لدعم تركيا فيما يخص إدلب
ميلشيا الحشد الشعبي العراقي يرسل مقاتليه إلى خطوط الجبهة في إدلب
عميد كلية الطب بدمشق: أكثر من 150 ألف حالة إصابة بـ "كورونا" في دمشق وحدها
بينهم قتلى من الحرس الثوري.. غارات على مواقع للميليشيات الإيرانية بدير الزور
ميشيل عون: وجود السوريين في لبنان "عبئاً كبيراً" .. ونطلب مساعدة "الهجرة الدولية" لإعادتهم
آلاف العناصر من "داعش" لا يزالون يتحركون بحرية تامة بين سوريا والعراق
مشافي حلب تعاني من نفاد أكياس الجثث بسبب فيروس "كورونا"
وفد المعارضة لـ "أنا برس": تم إلغاء أعمال اللجنة الدستورية بسبب اكتشاف 3 حالات بـ "كورونا"

المنطقة الآمنة مجدداً.. لماذا تطرحها واشنطن بهذا التوقيت؟

 
   
11:38

http://anapress.net/a/643132487720476
79
مشاهدة


المنطقة الآمنة مجدداً.. لماذا تطرحها واشنطن بهذا التوقيت؟

حجم الخط:

تساؤلات عديدة برزت إلى الواجهة مجدداً في أعقاب تصريحات وزير الخارجية الأمريكي تيلرسون بالأمس حول، حول نية واشنطن إقامة مناطق آمنة في سوريا بالتنسيق والتعاون مع أنقرة.

قال وزير الخارجية الأمريكية ريكس تيلرسون، إنّ بلاده تأمل في العمل مع تركيا من أجل إنشاء منطقة آمنة في شمال غربي سوريا، لتلبية احتياجات أنقرة الأمنية. بحسب رويترز

وأضاف تيلرسون: نبحث مع المسؤولين الأتراك وبعض القوى العاملة على الأرض أيضا، كيفية تهدئة الوضع والاستجابة لمخاوف أنقرة الأمنية والمشروعة على حدودها الجنوبية.

وكان رئيس الوزراء التركي، بن علي يلدريم قد أكد إن عملية "غصن الزيتون" تهدف إلى إقامة منطقة آمنة على عمق 30 كيلومترا في منطقة عفرين شمال غربي سوريا.

مفهوم المنطقة الآمنة:

المنطقة الآمنة أو المنطقة العازلة أو منطقة حظر الطيران، ويُقصد بها الأراضي التي لا يُسمح للطائرات الحربية بالطيران فوقها، وعادة ما تُعيّن هذه المناطق في سياقٍ عسكري إلى حدٍّ كبير كمنطقة منزوعة السلاح، وعادة ما تمنع فيها طائرة عسكرية تابعة لقوة محاربة عاملة في المنطقة. والطائرات التي تخرق منطقة الحظر الجوي قد يتم إسقاطها، وهو ما يتوقف على الشروط التي قامت المنطقة عليها.

ظهر مفهوم المنطقة الآمنة لأول مرة وطالبت به تركيا، إذ دائمًا ما كانت ترغب تركيا في إنشاء منطقة عازلة داخل سوريا. واقترحت تركيا والمعارضة السورية إنشاء منطقة آمنة تتضمن بعض مناطق شمالي سوريا في عام 2013، ولكن الولايات المتحدة والحكومات الغربية الأخرى لم تكن على استعداد لقبول هذه الخطط.

يرى الكثير من المراقبين إن سبب عدم إقامة المنطقة الآمنة في سوريا حتى الآن، هو بسبب خلافات بين الحكومتين التركية والأميركية، ويتمثّل وجه الخلاف الرئيس حول الجهة الأولى التي من المفترض أن يُقضى عليها في سوريا، وكانت تركيا آنذاك ترغب في إزالة نظام الأسد في أقرب وقت ممكن، في حين تبنت الولايات المتحدة خيار أولوية القضاء على تنظيم الدولة "داعش".

إيقاف اندفاع تركيا

تعليقاً على تصريحات وزير الخارجية الأمريكية حول طرح المنطقة الآمنة مجدداً وبهذا التوقيت يرى الكاتب والباحث في العلاقات الدولية الدكتور باسل الحاج جاسم: أميركا تريد من جديد وربما للمرة الرابعة خلال أقل من ثلاث أعوام تضليل تركيا، لعرقلة عمليتها العسكرية التي بدأت قبل أيام ضد الارهاب والانفصالية وحملت اسم غصن الزيتون.

تصريحات تيلرسون الهدف منها الاستفادة من الوقت بإيقاف الاندفاع التركي نحو عفرين
باسل الحاج جاسم

ويؤكد الحاج جاسم حلال حديثه لـ "أنا برس"، إن التصريح الأخير لوزير الخارجية الأمريكي حول المنطقة الآمنة الهدف منه الاستفادة من الوقت بإيقاف الاندفاع التركي، وواشنطن اليوم تدرك أن أنقرة كشفت نواياها، وتحركت بالتنسيق مع روسيا أكثر من واشنطن في عملها العسكري الأخير،ويضيف الباحث الحاج جاسم لذلك لا تريد واشنطن أن تفقد أوراق أكثر في الساحة السورية، لذلك عادت من جديد لمحاولة طمأنة تركيا....

ويوضح الحاج جاسم، إن واشنطن من جديد تعول على عامل الوقت، لتغيير الواقع على الأرض في سوريا، وزلت لسان أحد مسؤوليها سرعت بكشف نواياها عندما تم الإعلان إنها تعمل مع قوات سوريا الديموقراطية، والتي يشكل عمودها الفقري الامتداد السوري لحزب العمال الكردستاني التركي، على تشكيل قوة حدودية جديدة قوامها 30 ألف مقاتل للانتشار على الحدود السورية مع تركيا شمالاً والعراق باتجاه الجنوب الشرقي وعلى طول وادي نهر الفرات، وفق الباحث.

الخوف من التقسيم

قد تكون هناك مخاوف أيضاً تتعلق بأن إنشاء مثل هذه المناطق يمكن أن يدعم فكرة التقسيم، ويعتمد ذلك أساساً على مكان وجود المنطقة ومدى استمراريتها زمنياً، وإلى أي مدى ستستمر الإدارة الأمريكية في إدارتها، فمن الممكن أن تأخذ المعارضة المسلحة هذه الفرصة للاستفادة من المناطق الآمنة كملاذ، ولإعادة التموين، بخاصة أنه يُفترض ألا يكون للنظام السوري أي دور في تلك المنطقة، وهو سبب معارضة النظام وروسيا لإقامتها.

هنا ثمة تساؤل، وهو في أي وقت سيكون من الآمن تفكيك هذه المناطق حال إقامتها؟ ...ويبقى السؤال ما هو الهدف النهائي لسياسة الولايات المتحدة في سوريا الآن؟ هل لا تزال متمحورة حول رحيل الأسد واستمرار الدعم العسكري واللوجيستي للأكراد والفصائل المتمردة التي تعتبرها الولايات المتحدة "معتدلة"؟!!!

أقرأ أيضاً: تيلرسون يوضح الاستراتيجية الأمريكية في سوريا