المزيد  
واشنطن تؤكد استعدادها لدعم تركيا فيما يخص إدلب
ميلشيا الحشد الشعبي العراقي يرسل مقاتليه إلى خطوط الجبهة في إدلب
عميد كلية الطب بدمشق: أكثر من 150 ألف حالة إصابة بـ "كورونا" في دمشق وحدها
بينهم قتلى من الحرس الثوري.. غارات على مواقع للميليشيات الإيرانية بدير الزور
ميشيل عون: وجود السوريين في لبنان "عبئاً كبيراً" .. ونطلب مساعدة "الهجرة الدولية" لإعادتهم
آلاف العناصر من "داعش" لا يزالون يتحركون بحرية تامة بين سوريا والعراق
مشافي حلب تعاني من نفاد أكياس الجثث بسبب فيروس "كورونا"
وفد المعارضة لـ "أنا برس": تم إلغاء أعمال اللجنة الدستورية بسبب اكتشاف 3 حالات بـ "كورونا"

اللاجئون السوريون في لبنان.. بين العنصرية وتحالفات القوى السياسية

   
13:23

http://anapress.net/a/239960769994794
3817
مشاهدة


اللاجئون السوريون في لبنان.. بين العنصرية وتحالفات القوى السياسية

حجم الخط:

اللاجئون السوريون في لبنان كمن يستجير بالرمضاء من النار، لبنان الذي يشكل فيه حزب الله دولة بقلب دولة، حزب الله الحليف القوي لبشار الأسد ونظامه وشريكه في قتل وتهجير الشعب السوري.

شكل لجوء السوريين إلى لبنان قضية مثيرة للجدل بين الفرقاء اللبنانيين منذ بداية عمليات التهجير، حيث أن لبنان كان منقسماً في نظرته حول ما يجري في سوريا، الأمر الذي جعل أمر اللجوء أبعد ما يكون عن العمل الإنساني.

حزب الله وحليفه في الرئاسة اللبنانية ميشيل عون وآخرين وضعوا أنفسهم في وجه الللاجئ السوري بكل ما استطعوا، وبعد سيطرة حزب الله والميليشيات التابعة للحرس الثوري الإيراني على مساحات واسعة علت أصوات تطالب بعودة اللاجئين السوريين إلى مدنهم دون النظر إلى خطورة ما يترتب على هذه العودة.

وفي هذا الإطار نظّم اللبنانيون عدة حملات إعلامية لتشويه صورة اللاجئ السوري بهدف تشكيل رأي عام حول وجوده في لبنان، حملات إعلامية تُحمّل اللاجئين تبعات الأزمات الاقتصادية والاجتماعية، وحتى الأمنية أحيانا، ترافق ذلك مع إخلاء مخيمات للاجئين وحملات منظمة لإقفال محلات تجارية صغيرة يمتلكها سوريون.

السجلات الرسمية اللبنانية تقول إن مليون ونصف المليون من السوريين لجأوا إلى لبنان بعد الهجمات العسكرية التي أصابت مدنهم وقراهم معظمهم من حمص وريف دمشق. يعيشون في مخيمات من صنع أيديهم، دون أبسط مقومات اللجوء، رغم إعلان الأمم المتحدة في أكثر من مرة انها تقدم دعماً للبنان بما يخص ملف اللاجئين.

أولوية العمل:
وفي هذا الإطار، يقول عضو المكتب السياسي في التيار الوطني الحر وديع عقل إن تياره دعا إلى خطوات تدريجية تبدأ بإعادة المخالفين من اللاجئين إلى سوريا، خاصة أن هناك من يقوم منهم بأعمال مخالفة للقانون، كإنشاء مؤسسات ومحلات ومصانع ومشاريع زراعية، إضافة إلى منافستهم للبنانيين في فرص العمل.  

في حديثه للجزيرة نت أكد على اجماع اللبنانيين على إعادة اللاجئين إلى سوريا ولكن تختلف الرؤى حول الكيفية التي سيعيد بها لبنان هؤلاء إلى مدنهم في سوريا.
 

وأبدى الوزير السابق طارق متري قلقه مما سماها "العصبية" اللبنانية، وقال إنه يرى هوية وطنية لبنانية تتشكل أو يعاد اختراعها على وقع التعصب الطائفي والعداء للفلسطينيين والسوريين، وعلى نحو يجعل من هذه الهوية نافية للقيم.

وقال متري للجزيرة نت إن هذه الأفكار تتضمن شحنا طائفيا مضمراً، وهي بعيدة عن قيم اللبنانيين القائمة على احترام التنوع وحقوق الإنسان.

وبالتوازي، حدد مجلس الدفاع الأعلى في لبنان مهلة لهدم الغرف الإسمنتية للاجئين في مخيمات عرسال، وبررت السلطات قرارها بالخشية من وجود نوايا لتوطين اللاجئين السوريين، إضافة إلى مخالفة هذه الغرف للقوانين.

الصحفية اللبنانية فاطمة عثمان قالت إن حزب الله يعمد إلى تشويه صورة اللاجئين، من خلال عدة ممارساته، مستغلاً علاقة التحالف التي تربطه بالتيار الوطني الحر، حيث يغفل الإعلام اللبناني موضوع المعتقلين السوريين الذين يتم اعتقالهم من المخيمات إما بتهمة الإرهاب أو الانتماء لجماعة مسلحة دون إثباتات، وأول إجراء كان رفض التيار الوطني الحر أي عفو عن هؤلاء المعتقلين.

أيضاً هناك التأثير في الرأي العام بالنسبة اللاجئين، من خلال نشر شائعات تحمّل الللاجئين مسؤولية الازمات الاقتصادية والسياسية التي تعصف بلبنان لإبعاد تهمة التقصير بالأداء وعدم الكفاءة على إدارة الأزمات التي تمر بها البلاد.
وتضيف عثمان “أخطر ما يمكن قوله أن الرئاسة اللبنانية ومن خلفها حزب الله دائماً تدعي الإنفاق على اللاجئين و"تتسول" للحصول على دعم مالي من الدول المانحة والأمم المتحدة، لكن اللاجئين لا يحصلون إلا على ما يعادل 25 دولار شهرياً للفرد وهو مبلغ أقل بكثير ما يخصص من قبل الأمم امتحدة أو الدول الراعية للاجئين على أرض لبنان، بالإضافة إلى أن معظم العائلات لا تحصل على هذا المبلغ.

ونوهت الصحافية اللبنانية إلى مقطع فيديو بث على قناة OTV التابعة للتيار الوطني الحر "حلفاء حزب الله" للاجئ سوري هو الممثل "صدام الشبلي" عندما تم تجريده من ثيابه وإظهاره بشكلٍ عارٍ بعد تهديده بأنه مطلوب للعدالة اللبنانية لليتضح فيما بعد أنه مقلب ضمن برنامج الكاميرا الخفية.
 

واتهمت عثمان حزب الله بضلوعه في تهجير كثير من السوريين، بعد مشاركته في الحملات العسكرية التي شنها نظام الأسد مستغربةً من طلب حسن الله الأمين العام لحزب الله بإرسال مساعدات غير مشروطة إلى لبنان في إطار مساعدات اللاجئين السوريين، متسائلة عن مكان استخدام هذه المساعدات.
 

 

غياب السياسة الحكومية


يقول الخبير في السياسات العامة وقضايا اللاجئين زياد الصائغ إن الخلاف اللبناني حول العلاقة مع النظام السوري، وتدخل حزب الله في سوريا، أثرا سلباً على ملف اللاجئين، حتى أصبحت الحملات ضد تواجدهم يومية ومتعددة، وإذا فتشنا عن السبب الحقيقي لتلك الحملات فإننا سنرى أن حزب الله -حليف نظام الأسد وإيران- هو المسبب الرئيسي لها، وذلك بالتحالف مع التيار الوطني الحر الذي يجاريه في ذلك لتأمين الرئاسة، فهو يرغب في دفع السوريين إلى وطنهم المشتعل ببراميل الأسد وطائرات روسيا مهما كانت نتائج عودتهم، لتحقيق أهداف النظام بإعادة تأهيله دولياً.

إجراءات ومعاناة

ويلفت الكاتب الإيطالي إيمانويلي مانيتي إلى أن الحكومة اللبنانية تبنت منذ 2014 سلسلة إجراءات كان من نتائجها صعوبة حصول اللاجئين السوريين على تصاريح إقامة قانونية، والتي من دونها يصبح مستحيلا الحصول على الخدمات العامة أو العمل أو شهادة الميلاد. 

كما يواجه الأطفال السوريون هناك ظروفا مأساوية -يقول الكاتب- وبلغة الأرقام فإن 75% منهم لا يذهبون إلى المدرسة، فضلا عن انتشار واسع لعمالة الأطفال في أوساطهم.

تهديد وإرغام


ويوضح الكاتب أن معظم السوريين الذين وصلوا لبنان من المسلمين السنة، وأن هذا يعتبر جانبا غير مرحب به من جانب النخب المسيحية والشيعية التي بدورها تشعر بالتهديد من إمكانية وجود أغلبية سنية، بينما تعمل أحزاب مثل التيار الوطني الحر حزب الله على تسهيل عودة اللاجئين السوريين إلى وطنهم أو إرغامهم على ذلك.

وأضاف أن حزب الله يريد الاستفادة من تحالفه مع رئيس النظام بشار الأسد في تدبير عودة اللاجئين إلى سوريا وأن حزب الله يتعامل مع وكالة الاستخبارات اللبنانية ونظام الأسد لإنشاء مراكز تدير عملية إعادة اللاجئين إلى سوريا، وبهذا يكون الحزب قد حقق أهدافاً سياسية لصالح حلفائه في المنطقة. كما أنه يسعى إلى تخليص لبنان من عقبة اللاجئين وبهذا يكون بنظر اللبنانيين المخلص من أسباب الأزمات المتتالية على لبنان.

ويرى مانيتي أن إعادة معظم اللاجئين إلى مناطق سيطرة المعارضة في شمال سوريا يبعدهم عن مسار الهلال الشيعي الواصل بين طهران وبغداد ودمشق وبيروت.

من خلال ما بيّن الكاتب الإيطالي فإن حزب الله ينفذ أجندة معينة تهدف إلى المساهمة الفعّالة في نشر المشروع الإيراني وإزاحة كل العقبات أمامه مستغلاً ازمة اللاجئين في لبنان ليضغط بها بشكل أكبر على المعارضين لهذا المشروع من اللبنانيين.

عاد الجدل إلى منصات التواصل الاجتماعي بعد تداول مقطع فيديو يدعو لإخراج السوريين من لبنان، وهو ما أحدث ضجة واسعة عبر منصات التواصل بلغت حد أن وصفه البعض "بالمقزز"؛ بسبب احتوائه على عنصرية تجاه السوريين. في حين عدّه لبنانيون رد فعل عادي في ظل ما وصفوه بالعبء الكبير الذي يعانيه بلدهم جراء النزوح.


 

ويظهر مقطع فيديو تداوله نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي وقفة احتجاجية أمام محل للمأكولات السورية، هتف خلاله المتظاهرون مطالبين بخروج السوريين من لبنان.

بعد هذا الانتشار الكبير لخطاب الكراهية والعنصرية من قبل فئة من اللبنانيين أصدرت منظمة العفو الدولية تقريرا تحت عنوان "لبنان.. موجة من العداء تكشف زيف مزاعم أن عودة السوريين طوعية". وقالت في تغريدة مرفقة بالتقرير "

وقالت فيه "رغم مزاعم الحكومة اللبنانية بأن العودة إلى سوريا طوعية، تُظهر حوادث مثل الهجوم على دير الأحمر أن الحياة أصبحت لا تطاق بالنسبة للاجئين، مما يترك كثيرين بلا خيار سوى العودة إلى سوريا".

وبهذا الشكل وقف حزب الله في وجه اللاجئين السوريين في لبنان، مستفيداً من نفوذه الكبير وتحالفه مع التيار الوطني الحر الحاكم في لبنان والذي يتزعمه ميليشيل عون وصهره جبران باسيل.