المزيد  
واشنطن تؤكد استعدادها لدعم تركيا فيما يخص إدلب
ميلشيا الحشد الشعبي العراقي يرسل مقاتليه إلى خطوط الجبهة في إدلب
عميد كلية الطب بدمشق: أكثر من 150 ألف حالة إصابة بـ "كورونا" في دمشق وحدها
بينهم قتلى من الحرس الثوري.. غارات على مواقع للميليشيات الإيرانية بدير الزور
ميشيل عون: وجود السوريين في لبنان "عبئاً كبيراً" .. ونطلب مساعدة "الهجرة الدولية" لإعادتهم
آلاف العناصر من "داعش" لا يزالون يتحركون بحرية تامة بين سوريا والعراق
مشافي حلب تعاني من نفاد أكياس الجثث بسبب فيروس "كورونا"
وفد المعارضة لـ "أنا برس": تم إلغاء أعمال اللجنة الدستورية بسبب اكتشاف 3 حالات بـ "كورونا"

تسلط الزوجات.. كيف ينعكس سلبًا على استقرار الأسرة؟

 
   
09:59

http://anapress.net/a/194836289205496
1051
مشاهدة


تسلط الزوجات.. كيف ينعكس سلبًا على استقرار الأسرة؟

حجم الخط:

لا شك أن الزوجة صاحبة الشخصية القوية المتسلطة تمثل مشكلة حقيقية قد تهدد استقرار كيان الأسرة بأكمله، كما أنها تسبب للزوج الوقوع في الكثير من المواقف المحرجة لرغبتها الدائمة في السيطرة عليه وإلغاء شخصيته مستخدمة بعض أسلحتها لتشهرها في وجه الرجل، ما قد يسبب تعاسة حقيقية للطرفين، ووقوع الزوج في الكثير من المآزق خاصة أن ثقافة المجتمع الشرقي لا تعترف إلا بهيمنة وسيطرة الزوج باعتبار أنه الرجل وأنه المسؤول عن تقلد زمام الحياة ودفتها .

من جانبه، يرى استشاري العلاقات الزوجية والأسرية، الدكتور مدحت عبد الهادي ، أن التسلط هو أحد الأنماط الشخصية المعروفة والتي قد يتسم بها الزوج أو الزوجة والتي تؤثر بالسلب على طبيعة العلاقة بين الطرفين وغالباً ما تكون سبباً في إلغاء شخصية الآخر ومحوها، موضحاً أن اكتساب الشخصية المتسلطة تعود بشكل كبير إلى أسلوب تربية الزوج أو الزوجة، فهناك كثير من الزوجات اللاتي اكتسبن التسلط والشخصية القوية نتيجة لتأثرهن بوالدتهن، حيث نشأن واعتدن على أن تتقلد أمهاتهن زمام الحياة الزوجية مع آبائهن، وغالباً ما يكون الأب ضعيف الشخصية وتابع تام للأم، فتسعى هذه الأم على أن تزرع في ابنتها هذه المعاني منذ ولادتها  وأن تخلق من ابنتها نسخة مصغرة منها، فتنشأ الفتاة الصغيرة على هذا الوضع وتتعامل معه على أنه وضع طبيعي، كما أن تأثرها بوالدتها والاقتداء بها في جميع أمور الحياة يسهم في خلق منها شخصية متسلطة قوية حينما تكبر وتتزوج، فتسعى هي الأخرى إلى سلب شخصية زوجها، بل تبدأ في رسم شخصيته ووضع أسس للتعامل معه .

ويضيف عبد الهادي أن درجة تسلط الزوجة تختلف من شخصية لأخرى، إلا أنها غالباً تظهر من خلال رغبتها في التحكم الكامل على الزوج بدءاً برغبتها في إبعاده عن أهله وأصدقائه واستئثاره لها وحدها مستخدمة كافة أساليبها التهديدية، ولا يجد الزوج سوى الرضوخ لرغباتها نهاية بالتحكم في كل أمور حياته، حيث تتحكم في مرتبه الشهري وعلاقاته بالآخرين ولا تسمح له بمساحة خاصة به من الحرية، حيث تعتبر نفسها واصية عليه، فتفرض نفسها على الآخرين إذا حاول أي شخص الإقتراب من زوجها، بل هناك كثير من الزوجات اللاتي يعطين لأنفسن الحق في التصرف بدلاً من الزوج في العديد من المواقف، فعلى سبيل المثال لا تجد حرجاً في الرد على هاتفه .

من ناحية أخرى، ترى أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس، الدكتورة سامية الجندي ، أن تسلط الزوجة قد ينبع من أسباب عديدة منها طبيعة شخصية الزوجة واتسامها بالقوة سواء كان نمطا مكتسبا أو وراثيا، وقد ينبع في بعض الحالات من خوف الزوجة وغيرتها الزائدة على زوجها، معتقدة أن من يقترب منه يريد أن يستغله ويطمع فيه خاصة إذا كان يتمتع بوضع مادي جيد، فتتعامل مع الجميع أنهم يريدون استغلاله وتحقيق مصالح مادية منه، بينما هناك زوجات أخريات تجدن في ممارسة التسلط وخضوع الزوج لها نشوة خاصة يمارسن من خلاله حريتهن واستقلالهن دون أي تدخل من الزوج، فهناك من النساء اللاتي تهوى الزوج ضعيف ومسلوب الشخصية.

وتوضح الجندي أنه غالباً مايكون رد فعل الزوج على هذا التسلط هو الخنوع تماماً لرغبات زوجته اعتقاداً منه أنه بذلك يحمي الأسرة من الانهيار، فلايجد أمامه سوى التبعية لها، ما يوقعه في العديد من المشكلات والهموم والأحزان، بل أغلب هؤلاء الأزواج يسايرون زوجاتهم ومن ناحية أخرى يكذبون عليها، فيفعلون كل شيء من ورائهن دون علمهن كي يمسكون العصا من النصف، ما يجعل الحياة بينهما تفقد معناها فيصبح طرف منهما كالسارق الذي يتخفى دائماً من الآخر كي لايكشفه، وهو بالطبع ما يؤثر بالسلب على شخصية الأبناء الذين ينشأون في علاقة غير متوازنة بين الأب والأم .