المزيد  
واشنطن تؤكد استعدادها لدعم تركيا فيما يخص إدلب
ميلشيا الحشد الشعبي العراقي يرسل مقاتليه إلى خطوط الجبهة في إدلب
عميد كلية الطب بدمشق: أكثر من 150 ألف حالة إصابة بـ "كورونا" في دمشق وحدها
بينهم قتلى من الحرس الثوري.. غارات على مواقع للميليشيات الإيرانية بدير الزور
ميشيل عون: وجود السوريين في لبنان "عبئاً كبيراً" .. ونطلب مساعدة "الهجرة الدولية" لإعادتهم
آلاف العناصر من "داعش" لا يزالون يتحركون بحرية تامة بين سوريا والعراق
مشافي حلب تعاني من نفاد أكياس الجثث بسبب فيروس "كورونا"
وفد المعارضة لـ "أنا برس": تم إلغاء أعمال اللجنة الدستورية بسبب اكتشاف 3 حالات بـ "كورونا"

زكي الأرسوزي.. مؤسس الفكر القومي العربي

 
   
11:24

http://anapress.net/a/386259185559951
1030
مشاهدة


زكي الأرسوزي..  مؤسس الفكر القومي العربي

حجم الخط:

يعد زكي الأرسوزي من أبرز مؤسسي الفكر القومي العربي، ولد في اللاذقية عام 1900، ودرس هناك إلى أن انتقل مع عائلته إلى أنطاكية، ثم انتقل مع أسرته إلى تركيا بعد نفي السلطات العثمانية لهم، وهناك واصل دراسته وأتقن اللغة التركية. فيما بعد انتقل الأرسوزي إلى بيروت ودرس اللغة الفرنسية ثم عاد إلى أنطاكية.

 أسهم الأرسوزي في قيادة المظاهرات في معركة المحافظة على عروبة "لواء الاسكندرونة" وأسس جريدة العروبة

عُين الأرسوزي أمين سر دائرة المعارف في أنطاكية، لكنه سافر بعد ثلاث سنوات إلى فرنسا لدراسة الفلسفة في السوربون، وبعد ثلاث سنوات أخرى عاد إلى أنطاكية ليدرس الفلسفة والتاريخ في المدرسة الثانوية، ثم نُقل إلى حلب ومنها إلى دير الزور إلى أن فصل من وظيفته عام 1934 بسبب نشاطه القومي.

أسهم الأرسوزي في قيادة المظاهرات في معركة المحافظة على عروبة "لواء الاسكندرونة"، وأسس جريدة العروبة، وعندما سُلبت اللواء عام 1938 غادر الأرسوزي إلى دمشق  وأمضى هناك ما يقرب من أربع سنوات، وتفرغ وقتها لدراسة اللغة العربية التي شكلت منطلقًا أساسيًا في تفكيره الفلسفي.

مؤلفاته

قام الأرسوزي بتأليف العديد من الأعمال الهامة منها "العبقرية العربية في لسانها"، "رسالة الفن"، "رسالة الفلسفة والأخلاق"، "رسائل المدينة والثقافة"، "صوت العروبة في لواء الاسكندرية"، "التربية السياسية المثلى"، "الجمهورية المثلى"، "الأمة العربية". وكان كتابه "العبقرية العربية في لسانها" أساس لما كتبه فيما بعد عن اللغة والقومية والفلسفة بشكل عام.

أفكاره

يعد الأرسوزي من مؤسسي الفكر القومي العربي، وكان معيار حكمه على سلوك كل إنسان عربي هو مدى الوفاء للعروبة، وكان كفاحه متمحورًا حول حقوق الإنسان العربي في الحرية والاستقلال والتعليم.

في العام 1940 ساهم الأرسوزي في تأسيس حزب عربي قومي تحت شعار بعث الأمة ورسالتها نحو العالم، وعقد المؤتمر التأسيسي الأول للحزب عام 1947، إلا أنه انصرف عن العمل الحزبي نحو تأسيس الفلسفة القومية العربية.

أقواله

*الفلسفة العربية مدخلها رحماني, ونهجها فني, وغايتها الذات, ومستوحاة من الحياة. إنها فلسفة عربية لأن أصولها قائمة في اللسان العربي. ومنهج الفلسفة العربية فني: ذلك أن الفن تجربة رحمانية تقع أصولها في الحياة, وغرضها تأليف صورة شعرية قابلة للنمو, وفيها يُمثّل المستقبل بأسطورة, وتتفاوت دقة هذه الصورة ومداها بتفاوت مواهب الفنانين. وشأن الفن في ذلك شأن الفلسفة والأخلاق والحب, وشأن الفنان شأن البطل وشأن من يتخطى حدود الواقع وحوادثه ليصل إِلى الأعلى.

 الذات أعلى مراتب الوجود الإِنساني وتتحقق عندما يحوّل الإِنسان الحقيقة الكامنة أو المضمرة فيه إِلى واقع

*الذات أعلى مراتب الوجود الإِنساني, وتتحقق عندما يحوّل الإِنسان الحقيقة الكامنة أو المضمرة فيه إِلى واقع: أي عندما تتجسد الحقيقة في البطل ويصير ذاتاً.

*الحياة اتجاهان: السطح والعمق. يبدو السطح في الكائنات الحية المنتشرة في الزمان والمكان. أما العمق فيتصل بالمعنى الذي هو مصدر كل حياة وكل فعل.

*للسان العربي فرادته من حيث ما هو وما يعبر عنه. إنه بدائي بمعنى أنه ليس مشتقاً من شيء آخر سوى الطبيعة. ثم إنه بدئي لأن الابتداء يكون بإطلاق المعنى, ذلك أنه اشتقاقي البنيان, وترجع كلماته أصلاً إِلى صور صوتية ومرئية مقتبسة مباشرة من الطبيعة تقليداً لاحتوائها ومن الطبيعة الإِنسانية بياناً لمشاعرها.

*الأمم تتفاوت بتفاوت تكوينها. ولكل أمة من مستوى معين رسالة تفصح عن حقيقتها وتمكنها من أن تشترك مع بقية الأمم في إِيجاد عالم إِنساني يتقدم باستمرار على طريق تحقيق إِنسانية الإِنسان, وتتجلى هذه الإِنسانية, أكثر ما تتجلى, في الحرية والمساواة والمعرفة.

توفي الأرسوزي بعد رحلة عامرة بالعطاء الفلسفي والفكري عام 1968، تاركًا خلفه تاريخًا من النضال ونظرية رائدة في الفكر القومي العربي وعددًا من المؤلفات البارزة التي تشكل مراجعًا هامة لا بد لكل باحث في الفكر القومي أن يعود إليها.