أخبار سارة للاجئين السوريين في تركيا

"السوريون في تركيا على موعدٍ مع انتعاشة جديدة"، هذا ما تؤكده عديد من التطورات الأخيرة فيما يتعلق بالجهود الخاصة بدعم السوريين في تركيا، والتي يأتي في مقدمتها المبادرة التي أطلقتها منظمات مجتمع مدني تركية لدعم السوريين في إطار الحصول على فرص عمل جديدة لهم.

كانت جمعية اللاجئين، قد أعلنت في مطلع الثلث الأخير من الشهر الماضي عن تطبيق مشروع جديد بين مؤسسة العمل التركية ومنظمة البنك الدولي بدعم من الاتحاد الأوربي، في عدد من الولايات التركية (اسطنبول وأضنة وشانلي أورفا وغازي عنتاب). ويهدف ذلك المشروع إلى تأمين فرص عمل جديدة للسوريين.

يتضمن المشروع كذلك دعم أصحاب الأعمال السوريين والشركات السورية، وتقديم الدعم المالي لهم من أجل تغطية النفقات والرواتب، ذلك بالإضافة إلى التأمين الصحي للعاملين الجدد لمدة نصف عام. ويستفيد من المنحة أيضاً الأتراك.

ولا توجد شروط لاستفادة السوريين من تلك المنحة إلا أن يكونوا حاملين لوثيقة الحماية المؤقتة التي مضى على استلامه أكثر من ستة أشهر.

ودعت الجمعية الراغبين في الحصول على تلك المنحة التوجه إلى مركز تأمين فرص العمل “İşkur” الموجود في المنطقة الأقرب إليهم.

ومن بين الأمور التي تنذر بتطورات إيجابية في وضع السوريين في تركيا، ما كشفه رئيس الجمعية الدولية لقطاع الأعمال السورية محمود عثمان، الأسبوع الماضي، عندما أكد على أنهم "يسعون إلى تحفيز فرص التنمية الاقتصادية للجاليات السورية في تركيا وجميع أنحاء العالم"، طبقاً للأناضول.

الجمعية التي تم الإعلان عن تأسيسها الأسبوع الماضي، تستهدف العمل على "تمثيل وتمكين مجتمع الأعمال السوري في تركيا.. وخلق فرص عمل، وإدماج المصالح الاقتصادية السورية في الاقتصاد التركي".

ومن وظائف الجمعية أيضاً تحسين بيئة الأعمال، لإقلاع وتشغيل الشركات من قبل السوريين في تركيا، ودعم تطوير الأعمال. وشدد عثمان، على أن تأسيس الجمعية بالنهاية كان "استجابة لحاجة مؤسسية لتنسيق وتوطيد جهود ومصالح قطاع الأعمال السوري المتنامي والمتنوع بشكل متزايد في تركيا".

وأضاف "إذ أن وجود منظمة ذات أسس تنظيمية يعزز من قدرة الجالية السورية، وخصوصا قطاع الأعمال في المشاركة الفعالة مع الحكومة التركية، والوكالات الدولية التي خصصت الموارد للمساعدة في تعظيم الإمكانات الاقتصادية السورية، والاندماج في الاقتصاد التركي، وبناء مهارات تقنية مستدامة لمنظمي المشاريع السوريين الناشئين، بما في ذلك الشباب والنساء". (اقرأ/ي أيضاً: "لسنا عالة على أحد".. بصمات هائلة للسوريين في اقتصاد دول اللجوء (إنفوجراف)).

ومن الخطوات أيضا، وفق المتحدث، "تجميع وتنسيق الموارد من الجاليات السورية، والحكومات الوطنية، والمنظمات الدولية، لتعزيز فرص الأعمال التجارية، بما في ذلك قنوات ومؤسسات التمويل الجديدة".

حزمة مساعدات

وفي مارس (آذار) الماضي، أكدت ممثلة الاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية، فيديريكا موغريني، تخصيص 1.5 مليار يورو لتركيا كجزء من الحزمة الثانية لدعم اللاجئين السوريين المقيمين داخل أراضيها. (اقرأ/ي أيضاً: على مدار 7 سنوات.. السوريون يؤسسون 4 شركات يوميًا في تركيا).

وأوضحت موغريني أن الاتحاد الأوروبي ملتزم بتعهداته تجاه تركيا. وتابعت قائلة: "الاتحاد الأوروبي يؤكد منحه 560 مليون يورو خلال 2019 واستعداده لتقديم المبلغ ذاته في عامي 2020 و2021، كمساعدات لسوريا والمنطقة".

تقرير

وفي منتصف الشهر الماضي، قال أحدث تقرير سنوي يصدر عن الجهاز التنفيذي للاتحاد الأوروبي في بروكسل، إن برنامج المساعدات الأوروبية لصالح اللاجئين السوريين في تركيا أعطى نتائج جيدة بعد أكثر من ثلاث سنوات من انطلاقه. (المصدر)

وأظهر التقرير السنوي الثالث من نوعه، أن البرنامج ساعد 1.5 مليون لاجئ على تلبية احتياجاتهم الأولية عبر تحويلات مالية شهرية، وقدم كذلك 5 ملايين معاينة طبية، بينما استفاد بفضله 470 ألف طفل من فرص التعليم. (اقرأ/ي أيضاً: أخبار سارة للسوريين في تركيا.. خطة لمساعدة اللاجئين).

ووصفت المفوضية المساعدات التي قدمتها بفضل هذا البرنامج للاجئين السوريين في تركيا بـ "الجوهرية". وأكد المفوض الأوروبي المكلف بشؤون التوسيع وسياسة الجوار يوهانس هان، على أن الاتحاد الأوروبي قد احترم التزاماته بالكامل، مبيناً أنه "خصصنا 6 مليارات يورو، ونحرص على مواصلة ما بدأنا به"، وأكد أن بروكسل تعمل أيضاً على دعم المجموعات المضيفة للاجئين والمؤسسات التركية لضمان استمرارية المساعدات".