http://anapress.net/a/28628422087703
تعليقات متعددة من قبل الدول الكبرى صدرت بشأن الأوضاع في حلب، ففي الوقت الذي حمّلت فيه الولايات المتحدة الأمريكية روسيا مسؤولية ما يحدث داخل سوريا، دعت فرنسا إلى اجتماع عاجل لمجلس الأمن، فيما شددت بريطانيا على ضرورة إعلان وقف فوري لإطلاق النار في حلب.
وقالت وزارة الخارجية الأمريكية، إن روسيا تتحمل المسؤولية القصوى فيما يرتكبه نظام بشار الأسد ضد المواطنين السوريين في مختلف أنحاء البلاد. ووفق المتحدث باسم الخارجية الأمريكية جون كيربيفإن روسيا تمتلك تأثيراً كبيراً على بشار الأسد، وعندما أرادوا، في الماضي، أن يظهروا بأنهم راغبين في استخدام هذا التأثير من أجل تحقيق نتيجة إيجابية، فعلوا ذلك.
وتابع –في مؤتمر صحافي له مساء أمس- قائلًا: روسيا تتحمل المسؤولية القصوى بشان ما يفعله النظام السوري وما يتم السماح له بفعله، فيما يتعلق بالخسائر في البنى التحتية المدنية بما في ذلك المستشفيات داخل وحوالي حلب. ولفت إلى أن إحصاءات الأمم المتحدة تشير إلى وجود طبيبين للأطفال فقط في مدينة حلب التي تحتوي على قرابة 120 ألف طفل.
وقُتل 30 شخصاً، وأصيب 250 آخرين بجروح، الاثنين، جراء غارات مقاتلات النظام السوري وروسيا، على الأحياء الشرقية المحاصرة في مدينة حلب. وتستمر هذه الغارات بشكل دوري منذ بضعة أشهر.
بينما دعا وزير الخارجية الفرنسي جان مارك إيرولت اليوم (الثلاثاء) إلى اجتماع عاجل لمجلس الأمن الدولي لبحث الوضع في مدينة حلب السورية التي دمرها القتال. وأضاف إيرولت في بيان: "نحن بحاجة أكثر من أي وقت مضى لوضع سبل لإنهاء الاقتتال والسماح للمساعدات الإنسانية بالوصول من دون عقبات".
وأعلن النظام السيطرة على مساحة كبيرة من الأراضي في شرق حلب من مقاتلي المعارضة أمس الاثنين في هجوم متسارع يهدد بالقضاء على المعارضة في أهم معقل حضري لها. وتمثل السيطرة على شرق حلب أكبر انتصار لقوات الحكومة السورية منذ بدء الانتفاضة التي تهدف إلى الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد إذ يستعيد بذلك سيطرته على المدينة بأكملها باستثناء منطقة واقعة تحت سيطرة الأكراد الذين لم يقاتلوا ضده.
فيما دعا وزير الخارجية البريطاني، بوريس جونسون، اليوم الإثنين، إلى"وقف فوري لإطلاق النار"في حلب، مطالباً روسيا وإيران باستخدام نفوذهما على النظام السوري لتجنب كارثة إنسانية. وقال جونسون في بيان إن "الهجوم ينذر بكارثة إنسانية".
وأضاف "أدعو هؤلاء الذين لديهم نفوذ على النظام وخصوصاً روسيا وإيران إلى استخدامه لوقف الهجوم المدمر على شرق حلب". وتابع "نحن بحاجة لوقف إطلاق نار فوري في حلب ووصول فوري لإطراف إنسانية محايدة لضمان حماية المدنيين الذين يفرون من القتال. هذه ضرورات إنسانية".
ويعيش سكان شرق حلب في ظروف صعبة جداً حيث تنقصهم المواد الغذائية والأدوية بسبب الحصار الذي تفرضه قوات النظام السوري على الأحياء الخاضعة لسيطرة المعارضة منذ يوليو (تموز). وتشكل سيطرة قوات النظام على ثلث الأحياء الشرقية بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، الخسارة الأكبر للفصائل المعارضة منذ سيطرتها على شرق المدينة في 2012، في وقت تعد أكبر انتصارات النظام الذي استعاد المبادرة ميدانياً منذ بدء روسيا حملة جوية مساندة له قبل أكثر من عام.