المزيد  
واشنطن تؤكد استعدادها لدعم تركيا فيما يخص إدلب
ميلشيا الحشد الشعبي العراقي يرسل مقاتليه إلى خطوط الجبهة في إدلب
عميد كلية الطب بدمشق: أكثر من 150 ألف حالة إصابة بـ "كورونا" في دمشق وحدها
بينهم قتلى من الحرس الثوري.. غارات على مواقع للميليشيات الإيرانية بدير الزور
ميشيل عون: وجود السوريين في لبنان "عبئاً كبيراً" .. ونطلب مساعدة "الهجرة الدولية" لإعادتهم
آلاف العناصر من "داعش" لا يزالون يتحركون بحرية تامة بين سوريا والعراق
مشافي حلب تعاني من نفاد أكياس الجثث بسبب فيروس "كورونا"
وفد المعارضة لـ "أنا برس": تم إلغاء أعمال اللجنة الدستورية بسبب اكتشاف 3 حالات بـ "كورونا"

انطلاق استفتاء كردستان..وتصعيد دول الجوار

 
   
14:19

http://anapress.net/a/169553582916127
443
مشاهدة


انطلاق استفتاء كردستان..وتصعيد دول الجوار

حجم الخط:

فتحت مراكز الاقتراع صباح اليوم الاثنين أبوابها أمام نحو خمسة ملايين ناخب، للتصويت في استفتاء انفصال الإقليم الكردي شمالي العراق، وسط تصاعد التوتر مع الحكومة العراقية ومعارضة إقليمية ودولية واسعة.

ويجري الاستفتاء في محافظات الإقليم الثلاثة، أربيل والسليمانية ودهوك، فضلاً عن مناطق متنازع عليها بين الحكومة الاتحادية في بغداد والإقليم. ومناطق النزاع تشمل محافظة كركوك وأجزاء من محافظات نينوى وصلاح الدين (شمال) وديالى (شرق).

ووفق معطيات مفوضية الانتخابات في الإقليم، فإن بإمكان أكثر من 5 ملايين ناخب المشاركة في عملية التصويت على الاستفتاء في 1730 مركز للاقتراع، في 6746 محطة انتخابية.

وترفض الحكومة العراقية بشدة الاستفتاء، وتقول إنه لا يتوافق مع دستور العراق، الذي أقر في 2005، ولا يصب في مصلحة الأكراد سياسياً ولا اقتصادياً ولا قومياً.

وهددت الحكومة باتخاذ "خطوات" لحفظ وحدة البلاد في مواجهة استفتاء الانفصال، فيما طالبت الإقليم بتسليم المنافذ الحدودية والمطارات، باعتبارها تخضع لسلطة الحكومة الاتحادية.

وفي ذات السياق أعلنت الحكومة التركية، إن أنقرة ستتخذ كل الإجراءات بموجب القانون الدولي إذا أدى استفتاء إقليم كردستان العراق على الاستقلال إلى تهديدات للأمن القومي التركي.

وفي تحذير منفصل قالت وزارة الخارجية التركية إنها توصي بشدة المواطنين الأتراك في محافظات دهوك وأربيل والسليمانية الكردية العراقية بالمغادرة في أقرب وقت ممكن ما لم يُضطروا إلى البقاء.

ومن جانبها أغلقت إيران مجالها الجوي وحدودها البرية مع أقليم كردستان حيث أعلن مجلس الأمن القومي الإيراني عن إغلاق المجال الجوي مع إقليم كردستان العراق بطلب من حكومة بغداد، وذلك بسبب الاستفتاء على استقلال الإقليم.

وفي وقت سابق طلبت الخارجية الأمريكية من رئيس إقليم كردستان العراق مسعود البارزاني تأجيل تنظيم استفتاء على انفصال الإقليم عن العراق، فكان الرد من البارزاني، "التأجيل سيكون مناسبا أكثر"، ولكن ماهي البدائل والضمانات من أجل تحديد سكان الإقليم مستقبلهم ومصيرهم في حال إرجاء تاريخ الاستفتاء؟

 

دول الجوار لن يكون لهم خيار سوى القبول بإرادة شعب كُردستان والتعايش معه
جيان عمر

يقول رئيس منظمة أوربا لتيار المستقبل الكُردي في سوريا، جيان عمر، في حديث خاص لـ أنا برس: "حكومات بغداد المتعاقبة منذ العام 2003 وحتّى اليوم أثبتت أنّها حكومات غير وطنية وتستهتر بمصالح المواطنين وحياتهم ومصيرهم المستقبلي وأضروا بالشراكة التي وقّعوها مع إقليم كُردستان، والقيادة الكُردستانية في إقليم كُردستان العراق وصلت لهذه القناعة المطلقة بعد ثلاث سنوات من القطيعة بين بغداد وأربيل وفشل كل جهود كُردستان لحل الخلافات مع الحكومة المركزية.

ويوضح عمر، "الشعب الكُردي وبقية المكونات التي تعيش في إقليم كُردستان من حقّها تقرير مصيرها بنفسها والبحث عن خيارات تضمن مصيرهم ومصير أبنائهم والأجيال المقبلة وأفضل وسيلة حضارية وديمقراطية هو الاستفتاء الديمقراطي على حق تقرير المصير والاستقلال وهذا الحق لم يخترعه الشعب الكُردي بل مُثبت في ميثاق الأمم المتحدة الذي وقّعت عليه العراق أيضاً."

ويشير عمر إلى أنه "على الحكومة العراقية وساستها عدم التعنّت والاستفادة من دروس الماضي والنظر إلى الأمام عبر جعل استقلال إقليم كُردستان نقطة تحوّل في سياساتهم المستقبلية وتعاطيهم مع ملفات بقية المحافظات العراقية وخاصةً السنية منها إذا كانوا حريصين على ما تبقى من العراق بدل فتح حزب سياسية أو عسكرية مع كُردستان لن يكون فيها رابحون، هذا إذا كانوا فعلاً حريصين على مصلحة شعبهم."

https://youtu.be/fszdC81YsZY

 أمّا عن دول الجوار وعلى رأسها تركيا وإيران يقول عمر، "لن يكون لهم خيار سوى القبول بإرادة شعب كُردستان والتعايش معه حيث أن تركيا لديها علاقات اقتصادية وسياسية مميزة مع كُردستان وأي ضغوطات وحصار اقتصادي سيعود على الجانبين بشكل سلبي، في حين أنّ إيران تمدّدت كثيراً في الشرق الأوسط وتتدخل في شؤون الكثير من الدول والشعوب وإذا استمرت بسياساتها هذه فستكون هناك عواقب وخيمة على إيران داخلياً وخارجياً وعليها الكف عن التدخل في شؤون هذه الشعوب وسحب ميليشياتها من سوريا والعراق ولبنان والبدء بمصالحة مع شعوب هذه الدول قبل فوات الآوان بدل إضافة صراع جديد بينها وبين إقليم كُردستان."

وخلال حديثه مع أنا برس، أكد مسؤول العلاقات الخارجية في تيار المستقبل الكردي عبد الحميد تمو، إن الاستفتاء هو حق طبيعي لأي شعب، ووسط فشل الحكومات العراقية واتباعها لأجندات خارجية لأكثر من 15 عاماً وعدم استطاعتها إيصال العراق إلى بر الأمان كان من الطبيعي أن يطلب أقليم كردستان الاستقلال عن هذه الحكومات الفاشلة. وأكثر ضحايا العراق هم السنة والأكراد لذلك يجب إعطائهم حقوقهم.

الأمور ذاهبة بعد الاستفتاء إلى عقوبات اقتصادية على إقليم كردستان
عبد الحميد تمو

وفيما يخص تصريحات ومواقف دول الجوار حول الاستفتاء يقول تمو، اعتقد أن تصريحات دول الجوار ومواقفها لا ترفض الاستفتاء رفضاً قاطعاً، فالدول تنبع دائماً من مصالحها، فالتصريحات تدل على وجود احتكار وتنافس بين هذه الدول لاحتكار هذه الدولة حديثة النشأة.

ويرى تمو أن الأمور ذاهبة بعد الاستفتاء إلى عقوبات اقتصادية على إقليم كردستان في الأغلب، أما الخيار العسكري مستبعد كلياً من كل الدول بشكل عام، ويوضح تمو أن الاستفتاء غير ملزم هو تحضير لمرحلة قادمة فلن يكون هناك استقلال كردستان بعد الاستفتاء مباشرة، ولكن هناك ترتيب جديد لكل المنطقة على المدى البعيد.

يذكر أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أكد أنه لن يسمح بانفصال كردستان عن العراق، وأن الاستفتاء غير شرعي ونعتبره لاغياً، وأوضح أنه ستتخذ تدابير أخرى وسنغلق المعابر بشكل كامل مع كردستان وسنغلق تصدير النفط أمام إقليم كردستان.   

ويشار إلى أن مسعود برزاني وخلال تصويته اليوم على الاستفتاء، أكد على التعاون بين الجيش العراقي وقوات البيشمركة سوف يستمر، مبينا أن أربيل ستجري مفاوضات مفتوحة مع بغداد بعد الاستفتاء، مشدداً بأننا "لن نسمح بنشوب حرب بين العرب والتركمان والأكراد، وأنه سيحافظ على علاقة الأخوة بين المكونات الثلاثة."