المزيد  
واشنطن تؤكد استعدادها لدعم تركيا فيما يخص إدلب
ميلشيا الحشد الشعبي العراقي يرسل مقاتليه إلى خطوط الجبهة في إدلب
عميد كلية الطب بدمشق: أكثر من 150 ألف حالة إصابة بـ "كورونا" في دمشق وحدها
بينهم قتلى من الحرس الثوري.. غارات على مواقع للميليشيات الإيرانية بدير الزور
ميشيل عون: وجود السوريين في لبنان "عبئاً كبيراً" .. ونطلب مساعدة "الهجرة الدولية" لإعادتهم
آلاف العناصر من "داعش" لا يزالون يتحركون بحرية تامة بين سوريا والعراق
مشافي حلب تعاني من نفاد أكياس الجثث بسبب فيروس "كورونا"
وفد المعارضة لـ "أنا برس": تم إلغاء أعمال اللجنة الدستورية بسبب اكتشاف 3 حالات بـ "كورونا"

يوالي إيران ويرى روسيا مع الحق.. المفتي الجنرال أحمد بدر الدين حسون (بروفايل)

 
   
10:00

http://anapress.net/a/819631625479671
1518
مشاهدة


يوالي إيران ويرى روسيا مع الحق.. المفتي الجنرال أحمد بدر الدين حسون (بروفايل)

حجم الخط:

"ما من مستبدٍّ سياسيّ إلى الآن إلا ويتَّخذ له صفة قدسيّة يشارك بها الله، أو تعطيه مقامًا ذي علاقة مع الله. ولا أقلَّ من أنْ يتَّخذ بطانة من خَدَمَةِ الدِّين يعينونه على ظلم النَّاس باسم الله، وأقلُّ ما يعينون به الاستبداد، تفريق الأمم إلى مذاهب وشيع متعادية تقاوم بعضها بعضاً، فتتهاتر قوَّة الأمّة ويذهب ريحها، فيخلو الجوّ للاستبداد ليبيض ويُفرِّخ".. بتلك الكلمات يصف الشيخ عبد الرحمن الكواكبي في كتابه الأعظم "طبائع الاستبداد" جانبًا من الجوانب التي يرتكز إليها المستبد لتثبيت أقدمه وشرعنة ممارساته.

 

حسون يدافع باستماتة عن نظام الأسد.. ويرى أن  روسيا وإيران أصحاب رسالة حق في الأرض

تنعكس تلك الآليات تمامًا وبوضوح تام على المشهد السوري، فالنظام الحاكم الذي وجد في بطانة من خدمة الدين يعينونه على ما يرتكبه من مجازر ويشرعنونها ويضعون لها ما يُحللها ويجيزها شرعًا ويجعلها دربًا من دروب الدفاع عن النفس والجهاد في مواجهة "أعداء الله".. وجد النظام في المفتي أحمد بدر الدين حسون جنرالًا يُعينه على ما هو ماض فيه من عمليات قتل ممنهجة ضد الشعب السوري الذي يصبو للحرية والديمقراطية والعدالة.

أحمد بدر الدين حسون، أو "المفتي الجنرال" هو من مواليد حلب في العام 1949 (68 عامًا)، ومنذ اللحظة الأولى لانطلاق صيحات السوريين في مارس (آذار) 2011 وقد قرر الانحياز بشكل كامل لربه بشار الأسد، مدافعًا باستماتة شديدة عن سياساته ومناهضًا بصورة ضارية لذلك الحراك، وقد وصف في غمرة تصريحاته المثيرة للجدل والانتقاد الدائم ما يحدث في سوريا بأنه "مخططات خارجية.. ومتطرفون من دول إقليمية يسعون لإسقاط سوريا" متبنيًا نفس النهج الذي تتبعه آلة النظام التي يُعد أحد جنرالاتها في هيئة رجل دين.

"روسيا تدافع عن الحق" تصريح شهير للمفتي الجنرال حسون أدلى به قبل أسابيع قليلة، غاضًا للطرف عن حجم الدمار والخسائر التي أسفر عنها التدخل السوري في سوريا وما أسفر عنه دعم موسكو للأسد سياسيًا وعسكريًا. هو مدافع مستميت أيضًا عن إيران التي اعتبرها "صاحبة حق في الأرض" وذلك في معرض دعمه اللامتناهي لنظام الأسد وحليفته طهران. فيما تدور شكوك حول تشيعه انطلاقًا من دفاعه الدائم عن سياسة طهران ورفضه انتقادها، غير أنه رد على تلك الشكوك بقوله "إن الذين يتحدثون عن تشيعي إنما يسوقون اتهامات مضحكة".

https://youtu.be/0WgaL6sznVQ

يحمل مفتي النظام –كما يطلق عليه- إجازة في الأدب العربي، ودكتوراه في الفقه الشافعي من جامعة الأزهر، وعين مفتيًا لحلب في العام 2002، وهو عضو مجلس الافتاء الأعلى في سوريا، وعضو مجلس الشعب للدورتين التشريعيتين السابعة والثامنة الحالية، وخطيب في جامع الروضة بحلب.

يرفض حسون الاكتفاء بدور المشرعن لجرائم نظام الأسد، بل راح يتعرى تمامًا الولاء التام للأسد وكل من يدعمه، فقال مؤخرًا إن " روسيا تقف دائماً مع الحق والحقيقة لا مع السياسة والمصالح الشخصية وأن تاريخ روسيا يشهد على ذلك فهي ليست مستعمرة، إنما تعطي درساً للعالم في مواقفها لاسيما في مجلس الأمن".. واعتبر موقف روسيا  تجاه بلاده رسالة لكل دول العالم، وأن الظالم سيذله الله وأن الذي يقف مع الحق سيعزه الله، وروسيا وقفت مع سوريا التي تعرضت للظلم من أعدائها ومن بعض أقربائها فوقفت سوريا وروسيا وإيران والذين هم أصحاب رسالة حق في الأرض ليقولوا أن الإنسان وكرامته هي الأولى والأخيرة.

ورغم كونه المفتي العام لسوريا إلا أنه لا يوضع موضع العلماء الكبار الذين يرجع إليهم ولا تعرف له الكثير من الأعمال في سياق اختصاصه، وكثيرًا ما تثير فتاويه الكثير من اللغط. غير أن الأمر الذي ربما يُبرر قصة صعوده إلى منصبه هو ما يتردد بشأن كونه كان مخبرًا في شبابه جندته أجهزة الأمن لنقل المعلومات عن الجماعات الإسلامية في سوريا بعد الانخراط فيها. وهكذا –عبر البوابة الأسرع لاعتلاء مراكز السمع والطاعة والولاء إلى جوار النظام- بلغ حسون مبلغًا كبيرًا وصار بوقًا مشرعنًا لإجرام الأسد عقب قربه من قيادات حزب البعث، إلى أن صار مفتيًا عامًا للبلاد في العام 2010 عقب وفاة مفتي سوريا الشيخ أحمد كفتارو، وذلك بمرسوم رئاسي وقعه بشار الأسد.

وكأي مُخبر لا ينسى فضل "الأسياد" الذين رفعوا شأنه، فأبى إلا أن يتخذ نفس المسار دون وازع أخلاقي أو ديني يجعله يفكر في قول كلمة حق لصالح الشعب السوري. حتى أن مئات العلماء قد طالبوا الأزهر الشريف بسحب أية شهادات علمية منه حصل عليها من الأزهر. كما انتقده مجلس علماء المسلمين بشدة.

موضوع ذا صلة

"لا أريد أن أحكم عليه من ناحية مدى علمه، فما التقيته إلا مرتين تقريبًا في مؤتمرين سابقين أحدهما قبل توليه منصبه وبالتالي لا يمكنني الحكم عليه من لقائين، لكن دفاعه عن النظام السوري يؤكد بما لا يدع مجالًا للشك أنه أحد أولئك الذين يتوددون للسلاطين من أجل أن يحظوا بنصيبٍ ما في الحياة الدنيا بائعين آخرتهم بدنياهم"، كذلك يقول أحد مشايخ الأزهر –رفض ذكر اسمه- في تصريح خاص لـ "أنا برس"، مشددًا على أن مجرد السكوت على الجرائم وأعمال القتل والتنكيل التي تتم في أي مكان من العالم مرفوضة مادام لدى الإنسان المقدرة على إنكارها ولو باللسان أو القلب وهذا أضعف الإيمان، فما بالك بمن يدعم تلك العمليات الإجرامية ويقتات منها ويعطي الشرعية لأصحابها ويصبغها بصبغة دينية؟!

قتل ابنه "سارية حسون" وهو في عمر الـ 21 عامًا، وتعددت الاتهامات ما بين النظام والمعارضة. بينما اتهم حسون كلًا من السعودية وتركيا بالتخطيط لعملية قتل نجله وبأنهم قد دفعوا 50 ألف ليرة سورية لإتمام تلك العملية. وتعرض حسون للضرب في الجزائر بسبب مواقفه الداعمة للأسد، إذ لا يحظى بأي قبول خارج دائرة النظام السوري، لا على المستوى العلمي والديني ولا على المستوى الشخصي.

طالب حسون النظام وأيده في تدمير مناطق المعارضة بمزيد من البراميل المتفجرة ويعتبر أن ما يقوم به "الجيش السوري" جهادًا وفرض عين لتطهير البلاد من "الإرهابيين". وعُرف عن المفتي الجنرال عداؤه التام للتنظيمات الإسلامية ورفضه قيام أحزاب على أساس ديني، وكذا سعيه نحو إغلاق المدارس الشرعية والدينية، واشتهر في هذا الصدد تصريحه الذي قال فيه: الذي يريد أن يدرس أبناءه الشريعة الإسلامية فيمكنه ذلك عن طريق سيديات الحاسب الآلي.