http://anapress.net/a/81698075898830
أثارت تصريحات وزير الدفاع الأميركي "أشتون كارتر" حول قرب عملية عسكرية تهدف إلى عزل تنظيم الدولة الإسلامية في مدينة الرقة السورية، أسئلة حول إمكانيّة تزامن معركة الرقّة مع معركة الموصل وما هو السيناريو المحتمل لمعركة الرّقة، فضلاً عن توقيت ومجريات المعركة.
المحلل العسكري "فايز الأسمر" أكّد لـ "انا برس" أنّ معركة الرقة هي حقيقة لا يمكن تجاهلها، فالأمريكان جادّون في فتح المعركة والتحضير لها قد بدأ بالفعل، وبحسب قراءة معمّقة لسير معركة الموصل فإنّ معركة الرقّة ستكون على ثلاث مراحل، تبدأ مرحلتها الأولى خلال الأسبوعين القادمين.
وشرح مراحل معركة الرّقة الثلاث التي ستبدأ بمرحلة الإعماء الناري، يتم من خلالها تكثيف للضربات الجويّة وتدمير لأهداف استراتيجيّة وعسكريّة كالجسور ومقرّات وتحصينات للتنظيم فضلاً عن مراقبة جويّة مستمرّة للمدينة بهدف تقطيع أوصالها ومنع المناورة من قبل التنظيم أثناء بد الاقتحام، وهذه المرحلة ستستمرّ لعدّة أيّام.
وبحسب "الأسمر" فإنّ المرحلة الثانية هي مرحلة التطويق وقطع طرق الإمداد، وهذه المرحلة ستستمرّ من 3-4 أسابيع سيتمّ من خلالها تشكيل نصف طوق على مدينة الرّقة من الشمال والشمال الشرقي من منطقة دير حافر في ريف حلب الجنوبي وحتّى بادية أبو خشب في ريف دير الزور الغربي وقد يتخلّلها التفافات من مدينة الطبقة، وبذلك يكونوا قد غطّوا اتجاهين وجزء من الاتّجاه الغربي تاركين لعناصر التنظيم منفذا وحيدا للخروج باتّجاه بادية تدمر وريف حمص الشرقي وذلك من أجل عدم استشراسهم بالقتال في مدينة الرّقة مع بدء المرحلة الثالثة، حيث سيتم اصطيادهم جويّا وبالكمائن وقطع طرق الانسحاب بواسطة القوّات المتواجدة هناك وقد تكون هذه القوّات هي "جيش سوريا الجديد".
وفيما يخصّ المرحلة الثالثة قال "هي المرحلة النهائية يتمّ فيها الاقتحام أو ما يسمّى بدبيب النمل وهي المرحلة التي يتمّ فيها قضم الأراضي متّجهين إلى مدينة الرقّة اعتباراً من المناطق البعيدة حيث سيواجهون جيوب داعش التي ستقاتلهم في خطوط القتال التأخيري بهدف إعاقة وصولهم إلى المدينة، لكن هذه الجيوب ستنسحب في النهاية إن كانت التجهيزات مستوفية في الفترة التحضيريّة.
ولفت إلى أنّ معركة الرّقة ستختلف عن معركة الموصل من حيث الاقتحام، إذ أنّ عدد المقاتلين من الحشد الشعبي وباقي القوى المتحالفة في مدينة الموصل يتجاوز 100 الف مقاتل مقابل 6000 مقاتل من تنظيم الدولة الإسلاميّة، بينما يصعب تأمين مثل هذا العدد لمواجهة تنظيم الدّولة في معركة الرقّة فتعداد القوى الكرديّة إضافة لدرع الفرات لا يتجاوز 7500 مقاتل بينما يصل تعداد مقاتلي التنظيم في الرقّة إلى أكثر 6000 آلاف مقاتل أي يوازي تعدادهم في مدينة الموصل العراقيّة، لذلك سيعمد التحالف الدولي إلى استخدام حوّامات الدعم الناري وغيرها من الطائرات في المعركة بكثافة أكبر.
وحول الدور التركي في معركة الرّقة قال الأسمر "إنّ أمامهم خياران لا ثالث لهما، الاوّل أن يرفضوا بالمطلق مشاركة القوى الكرديّة وبالتالي سينحازون إلى جانب الروس وتخسر الثورة حليفاً قويّاً لها، أمّا الخيار الثاني وهو الأرجح أن يوافق الأتراك على مشاركة القوى الكرديّة في المرحلتين الأولى والثانية لكن قطعا لن تتم الموافقة على إشراكهم في المرحلة الثالثة وهي مرحلة الاقتحام ودخول المدينة".