بالفيديو: رانيا.. صورة من المعاناة السورية

يواجه مرضى السرطان من السوريّين صعوبات كثيرة تجعل من حصولهم على العلاج ضرباً من المستحيل، الأمر الذي يجعلهم بين أشد المتضررين من الحرب في سوريا.

 رانيا فتاة سورية تعيش في تركيا لم تتجاوز الثانية عشر من عمرها، مصابة بورم سرطاني في الدماغ، وهذا الورم ينتج عنه أكياس، وهذه الأكياس تكبر في دماغها ما يسبب لها غيبوبة.

مصطفى شيخ موسى - والد رانيا

يقول والد رانيا لـ "أنا برس": تم اكتشاف المرض معها في العام 2011 عندما كنا في سوريا، وأجرينا لها عمل جراحي في الدماغ لاستئصال الأكياس الموجودة في الدماغ بمشافي دمشق، وتم استئصال كل الاكياس المسببة للمرض، وبعد سنتين (عام 2013) عادت الحالة المرضية مرة ثانية لرانيا. يتابع والدها: اضطررنا لأن نجري لها عمل جراحي بمدينة حلب وذلك لسوء الأوضاع الأمنية في سوريا، ولكن زادت حالتها سوء، مما اضطررنا للسفر إلى تركيا لمعالجتها هناك، ووصلت حالتها المرضية إلى دخول رانيا في حالات غيبوبة، فاجرينا لها عمل جراحي في تركيا.

ويشير والدها إلى أنه تم تقديم طلب الهجرة واللجوء إلى مفوضية اللاجيئن التي بدورها اختارت لنا الولايات المتحدة الامريكية لمتابعة علاج رانيا التي بدأت تسوء حالتها المرضية. موضحا أنه منذ سنتين وحتى الآن لم يتم الإجابة على الطلب المقدم للهجرة إلى أمريكا للعلاج ، مع العلم أن مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة تدخلت لدى السفارة الامريكية في تركيا  بخصوص حالة رانيا إلا أن السلطات الامريكية لم تستجيب حتى الآن. علما أن أمريكا لم تستقبل منذ بداية الازمة وحتى الأن سوى 14,500 لاجئ سوري، وتعد من أقل الدول التي استقبلت اللاجئين السوريين.

https://www.youtube.com/watch?v=wZ13u-wVu7s

والد رانيا أعرب عن حزنه الشديد عن عدم متابعة علاج ابنته في أمريكا ، حيث قال أننا إذا أردنا السفر لدولة أخرى ، فيجب علينا تقديم طلب جديد ، وهذا يستغرق وقت طويلا يتجاوز السنة، مع ازدياد سوء حالة ابنته، وبذلك نكون قد أضعنا سنتين بانتظار الموافقة للهجرة إلى أمريكا، وحالة رانيا لا تسمح تقديم طلب جديد.

رانيا ليست الوحيدة التي تعاني من مرض السرطان ، وليست الوحيدة التي تعاني من صعوبة الحصول على العلاج، فأكثر من 100 الف طفل سوري مصاب بمرض السرطان ، 4000 منهم يتعالجون في تركيا.

ويعزو أطباء ارتفاع نسب الإصابة بمرض السرطان في سوريا، إلى انتشار مخلفات الأسلحة وما يتركه الدمار والقذائف من مواد سامة ومؤكسدة، علاوة على انعدام النظافة، و التلوث البيئي الذي أصاب معظم المناطق السورية، مما يشكل بيئة حاضنة للجراثيم والفيروسات، التي تعد المسبب الرئيسي لبعض أنواع السرطانات, كما تسهم الضغوط النفسية وسوء التغذية وقلة المناعة، في زيادة احتمال الاصابة بمرض السرطان