هذه هي تداعيات فوز ترامب على الموقف الأمريكي من الأزمة السورية

فاز المرشح الجمهوري "دونالد ترامب" برئاسة الولايات المتحدة الأميركية، بعد أن تخطى حاجز الـ270 صوتاً، وحصل على 274 من أصوات المجمع الانتخابي. وحسم "ترامب" المعركة الانتخابية لصالحه، في سباق رئاسي تاريخي من حيث تقارب النتائج في الولايات الرئيسية، ليكون الرئيس الـ45 للولايات المتحدة الأمريكية.

وحملت النتائج العديد من المفاجآت وخالفت الكثير من التوقعات واستطلاعات الرأي العام التي أشارت إلى فوز كلينتون بسهولة في سباق انتخابات الرئاسة الأمريكية.. ولكن يبقى التساؤل لدى كل السوريين: هل سيتغير حالهم بوصول إدارة أمريكية جديدة؟

يقول الكاتب والسياسي السوري وليد بني: إن فوز ترامب هو رسالة لمنطقتنا مفادها أن (اقلعوا أشواككم بأيديكم، وتخلصوا من مستبديكم ومتطرفيكم بأنفسكم أو اذهبوا إلى الجحيم). متسائلًا: "هل سيتعلم السوريون أن خلاصهم وحريتهم تتطلب وحدتهم ووعيهم لذاتهم؟".

وحول ما إذا كان  هناك أي تقارب بين ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين أفاد البني بأن هذا الأمر مستبعد، فالتناقض في المصالح بين روسيا والولايات المتحدة حقيقي، وسيسعى بوتين إلى تجنب الاصطدام مع ترامب وإدارته. مشددًا على أن الإدارات الجمهورية غالبا أقل تحملا من الديمقراطيين فيما يتعلق بهيبة الولايات المتحدة، ولن يجد بوتين أفضل من أوباما لتحقيق طموحاته القيصرية.

وتابع البني: لكن لابد من الانتظار بعض الوقت لنعرف إلى أين ستتجه القوة الأمريكية.. وعمومًا لا يزال من الصعب التوقع، لكن كما تعودنا من الإدارات الجمهوريةً دائما أنها ستكون صريحة وقوية وتضع الجميع أمام مسؤولياتهم.. وإيران والسعودية ستكونان أهم الخاسرين من فوز ترامب كما أتوقع.

وبسؤاله عما يتوقعه من الإدارة الجديدة بخصوص الملف السوري اعتبر البني أن "عملية البحث عن حل في سوريا سوف تتسارع؛ لأن الروس والإيرانيين سيحاولون تجنب اصطدام مع ترامب، لكن أي حل ممكن لإدارة ترامب أن تساهم به سيشترط هزيمة تنظيم الدولة والنصرة وجميع الفصائل التي ترفع شعارات الدولة الإسلامية أو الشريعة الإسلامية.. إدارة ترامب لن تقبل بأي دور لهذه  التنظيمات في مستقبل سوريا.

واختتم البني حديثه لـ "أنا برس" قائلًا: أعتقد أننا سنرى قريبا سعي إقليمي لتغيير وجه المعارضة، مما قد يوتر العلاقة بين فصائل المعارضة المسلحة.

وقال الأكاديمي السوري عبد المجيد الويسي (عضو مؤتمر الرياض) لـ "أنا برس":  لاشك أن الإدارة الأمريكية سوف تنظر إلى الأزمة السورية من زاوية مختلفة تماما عما كانت تنظر فيها الإدارة السابقة.. الإدارة السابقة كانت لسانها معنا وسيفها علينا.

وأوضح الويسي أننا أمام مفترق طرق "إما أن يصبح حلف الشر واضحا وعلنيا وترسل أمريكا جيوشها وأساطيلها لقتلنا كما يفعل الروس والفرس وغيرهم، وعند ذلك تكون المعركة مكشوفة، وهذا ما أستبعده".

واستطرد الأكاديمي السوري : "نعم قد تكون إدارة ترامب أوضح في محاربة داعش وفضحه وإنهائه, هذا ما نريده نحن ونعمل عليه، ولكنها قطعا لن تكون مع بشار الأسد بهذا الخبث الذي كانت عليه أمريكا أوباما". واختتم الويسي حديثه لـ "أنا برس" قائلًا: أعتقد أن تكون الإدارة الجديدة طرفا قويا ولاعبا رئيسا بالمنطقة، وأعتقد أن مرحلة جديدة قد بدأت في منطقة الشرق الأوسط.

بدوره رأى الخبير الاستراتيجي المنشق عن نظام الأسد العميد الركن أحمد رحال في تصريحات لـ "أنا برس": من المبكر الحديث عن المنتظر من إدارة ترامب بخصوص الأزمة السورية، فكلام الانتخابات شيء والواقع شيء آخر.. إن أمريكا تقودها مؤسسات وليس أشخاص، حتى الآن لا أحد يستطيع التوقع طالما لم يدخل ترامب البيت الأبيض، لكن أتوقع من باب التخمين، لن تتغير السياسة الأمريكية، وستبقى كما كانت. والحرب السورية ما تزال طويلة. والحل في سوريا سيكون سياسي بأدوات عسكرية.