http://anapress.net/a/45084259713189
أعلن الوفد السياسي الممثل لحكومة الأسد عن تأجيل سفر بعثته الدبلوماسية المقررة اليوم الاثنين إلى محادثات السلام في جنيف8 التي ترعاها الأمم المتحدة والرامية لإيجاد حل سياسي للازمة السورية المستمرة منذ مطلع العام 2011، وذلك بعد أن نجحت أطياف المعارضة السورية مؤخراً بالتوصل لوفد موحد لعقد مفاوضات مباشرة دون شروط مسبقة مع ممثلي الأسد.
ويأتي ارجاء سفر الوفد السوري من دمشق إلى جنيف على خلفية البيان الصادر عن اجتماع المعارضة السورية في مؤتمر الرياض2 مؤخراً وبعد تأكيد معظم أطراف المعارضة على أن مستقبل الأسد سيكون على طاولة المفاوضات فضلاً عن الدستور السوري، ما يعني بحسب الأوساط الموالية للأسد بانها عودة للمربع الاول في المفاوضات بسبب تمسك المعارضة برحيل الأسد قبل انطلاق العملية السياسية.
وتعليقاً على تأجيل الوفد الرسمي السوري لسفره قالت مرح البقاعي- اللجنة الاستشارية النسائية WAC لـ "أنا برس"إن النظام أدرك أن أجراس الاستحقاق تقرع بقوة، وأننا مصممون على السير قدماً، و ثوابتنا قد سجلناها في بيان الرياض ٢ الذي كان لي الفخر بالمشاركة في كتابته وصياغة مسودته التي قدمت للمؤتمرين في الرياض٢.
ورداً على سؤال حول توقعاتها من مخرجات الحل في جنيف8، ومدى حصول المعارضة السياسية على ما تصبوا إليه دون منغصات روسية أو من حليفها السوري قالت "البقاعي": إن المنصات الآن اصبحت جسماً سياسياً واحداً هو منصة سوريا و مرجعيتها بيان الرياض2 الذي أطلقت عليه "صك عهد الدم السوري"، مشيرة إلى أن المطلوب من الوفد الثبات والتمسك بالنص، وتفنيده بما يخدم الهدف الأساسي الذي أعد من أجله وهو الانتقال السياسي ضمن مظلة جنيف 1 و القرارات الاممية 2254 2118.
وحول حصول المعارضة السياسية على تطمينات دولية قبل التوجه إلى المفاوضات التي ستطرح ملفي الدستور والانتخابات خلال المفاوضات المباشرة بين الطرفين، أشارت إلى تواجد حشد دولي في الرياض2 لدعم موقف المعارضة وثوابتها غير المشروطة، والتي هي مدخل إلى طاولة المفاوضات حيث يمكن هناك فتح كل الأوراق ومن كلا الطرفين، معلنة أن روسيا هي أقرب من أي يوم مضى من التسوية مع النظام لتتفرغ لانتخاباتها الرئاسية القادمة ومن ثم تنسحب بيسر من سوريا تاركة قوات مراقبة لحفظ السلام روسية حصراً.
في سياق متّصل نوّهت "البقاعي" إلى أن التقارب الروسي التركي الإيراني الذي تمّ مؤخراً خلال القمة الثلاثية في مدينة "سوتشي" الروسية، له بوابة شرعية واحدة وهي بوابة الامم المتحدة في جنيف، مؤكدة على ترحيبها بكل حوار بناء لدعم تطلعات الشعب السوري في الانتقال الى نظام ما بعد الاستبداد في أقرب وقت ممكن، وتمنّت لمؤتمر سوتشي أن يفرض حواراً موضوعياً في هذا الاتجاه.
وفي ختام حديثها وجهت "مرح البقاعي" رسالة مفادها "أدعم الهيئة الجديدة للتفاوض وأتمنى للزميلات والزملاء كل التوفيق. فضّلت ألا أرشَح نفسي لانتخابات الهيئة، واكتفيت بفخر المشاركة في كتابة بيان الثورة وثوابتها، وفخر كوني المرأة الوحيدة في ا للجنة التحضيرية لكتابة البيان الذي حمل صوت شعبنا وآماله، وسيكون المرجعية السياسية للهيئة خلال العملية التفاوضية".
وتجدر الإشارة إلى أن مفاوضات جنيف 8 من المقرر أن تبدأ اعمالها يوم غد الثلاثاء برعاية الامم المتحدة، بالتزامن مع عقد اجتماع لمندوبي الدول الخمسة دائمة العضوية في مجلس الامن في اشارة للاهتمام الدولي الذي سيحظى به هذا الاجتماع للخروج بنتائج تدفع بعجلة الحل السياسي في سوريا نحو الأمام.