المزيد  
واشنطن تؤكد استعدادها لدعم تركيا فيما يخص إدلب
ميلشيا الحشد الشعبي العراقي يرسل مقاتليه إلى خطوط الجبهة في إدلب
عميد كلية الطب بدمشق: أكثر من 150 ألف حالة إصابة بـ "كورونا" في دمشق وحدها
بينهم قتلى من الحرس الثوري.. غارات على مواقع للميليشيات الإيرانية بدير الزور
ميشيل عون: وجود السوريين في لبنان "عبئاً كبيراً" .. ونطلب مساعدة "الهجرة الدولية" لإعادتهم
آلاف العناصر من "داعش" لا يزالون يتحركون بحرية تامة بين سوريا والعراق
مشافي حلب تعاني من نفاد أكياس الجثث بسبب فيروس "كورونا"
وفد المعارضة لـ "أنا برس": تم إلغاء أعمال اللجنة الدستورية بسبب اكتشاف 3 حالات بـ "كورونا"

أحمد رحال لـ "أنا برس": نأمل بتشكيل جيش وطني بعيداً عن الأخطاء المرتكبة

 
   
03:42

http://anapress.net/a/421083130127138
387
مشاهدة


 أحمد رحال لـ "أنا برس": نأمل بتشكيل جيش وطني بعيداً عن الأخطاء المرتكبة

حجم الخط:

شهد العام 2017 انعطافات كبيرة على مستوى الثورة السورية واداءها الذي أسفر عن خسارة المعارضة المسلحة لقسم كبير من الاراضي المحررة، بعد أن فرضت القوى الدولية حظراً على تسليحها تمثل بإيقاف غرف الموك التي تتخذ من الأردن مقراً لها، بالإضافة لسحب الأليات العسكرية الثقيلة من فصائل محسوبة على الجانب الأمريكي كـ لواء شهداء القريتين وقوات أحمد العبدو، فضلاً عن تجميد قوات مغاوير الثورة بالقرب من قاعدة التنف على الحدود العراقية.

وبحسب ما أفاد الخبير العسكري العميد أحمد رحال خلال اتصال هاتفي مع وكالة ANA PREES  فإن الأداء العسكري بالنسبة لفصائل الثورة السورية خلال العام 2017 كان من أسوء الاعوام التي عانت خلاله الثورة السورية بسبب التراجع الكبير للحراك المسلح الذي يعود لسببين رئيسيين وهما:

إحجام الدول عن دعم الفصائل والتي تمثلت بتحجيم غرف الموك الأمريكية 

اولاً: إحجام الدول عن دعم الفصائل والتي تمثلت بتحجيم غرف الموك الأمريكية المتواجدة في الأردن وكذلك تخفيض عملية الإمداد وتخصيص ما يدخل منه لقتال تنظيم الدولة داعش دون سواها، ومنع تلك الفصائل الحاصلة على الدعم من مقارعة قوات الأسد.

ثانيا: الانعطاف المفصلي لفصائل الثورة بعد الإعلان عن وقف اطلاق النار في استانا بإجماع الدول الضامنة المؤلفة من تركيا وروسيا وإيران وما جعل الأمور تزداد سوء هو قبول المعارضة بالذهاب إلى استانا بعد توجيه الدعوات المتفرقة إليها، حيث تجلى قبولها بالجلوس على طاولة المفاوضات بفصل الشمال عن الجنوب و انشاء غرفة الاستانا والبدعة التي أوجدها الروس تحت مسمى مناطق خفض الاعمال العسكرية، ما أتاح الفرصة أمام روسيا لمطالبة جميع الدول بإيقاف تسليح فصائل المعارضة، في حين تم اعطاء قوات الأسد الفرصة للاستيلاء على المناطق الحساسة ولا سيما القريبة من العاصمة السورية دمشق.

وأشار الرحال في معرض حديثه إلى أن عام الـ 2017 امتاز بخسارة مدن عديدة كـ حي الوعر ومدينة بلودان والزبداني وحي تشرين وحي برزة والقابون في العاصمة السورية دمشق و مضايا والزبداني ونبع الفيجة ووادي بردى، فضلاً عن خسارة مدينة حلب في أواخر العام 2016 الذي كان له الأثر الأكبر أيضاً على انعطاف المسار للثورة السورية 

وبالتالي فإن العام 2017 تسبب بتفرق الفصائل وتوقف معاركها ضد قوات الأسد ما اتاح له الفرصة بالتفرد بالمناطق المحررة واحدة تلو أخرى أمام أنظار المجتمع الدولي. ووضح الرحال أن التزام الفصائلي بمناطق خفض التصعيد العسكري أدت لعدم مشاركتهم في معارك المناطق الشرقية كمعركة الرقة ما أسفر عن خسارة تنظيم الدولة داعش لمساحة 40% من مساحة الأراضي السورية لصالح قوات الأسد.

أقرأ أيضاً: 2017عام الانكسارات والتراجع العسكري لفصائل الثورة السورية

ومن أبرز المحطات التي مرّت بها الثورة السورية خلال العام 2017 بحسب العميد السوري أحمد رحال بدأت بتاريخ 30-12-2016 حيث تم الإعلان من خلالها عن وقف اطلاق النار "الإعلان الكاذب" بحسب وصفه، بالإضافة لخسارتنا لعدد من المناطق بعد عقد كل اجتماع من مباحثات استانا.

مباحثات استانا السبعة بحسب رحال التي كلّفت الثوار خسائر كبيرة على مستوى المناطق المحررة، حيث تم خسران ثلاثة أحياء في العاصمة دمشق والتي أعتبرت مرحلة مصيرية بعد خسارة مدينة حلب، وكذلك خسارة وادي بردى في استانا أربعة، وخسارة القلمون التي اضطر مقاتلي سرايا أهل الشام للانسحاب منها باتجاه القلمون الشرقي، ما أتاح سيطرة ميليشيا حزب الله اللبناني على كامل الحدود السورية اللبنانية، الذي تزامن مع خسارتنا لمناطق بلودان والزبداني.

غياب الدور العسكري لفصال المعارضة عن معارك مدينة دير الزور والرقة

ومؤخراً معارك مدينة البوكمال التي أفضت لسيطرة قوات الأسد ، وقوات سوريا الديمقراطية والميليشيات العراقية والإيرانية، باستثناء بعض الجيوب التي ما تزال تشهد تواجد مقاتلي التنظيم.

واشار العميد الرحال إلى أن النقطة الإيجابية الوحيدة التي من الممكن ذكرها في العام 2017 هي معركة الغوطة الشرقية التي تمكن من خلالها فصائل المعارضة من فرض سيطرتهم على بعض الأجزاء من محيط إدراة المركبات في مدينة حرستا.

ونوّه "الرحال" إلى أن التواجد العسكري أو الفصائلي ساهم بإضعاف وفشل المفاوضات السياسية التي تم اعتمادها لإيجاد حل ينهي الثورة السورية، وذلك لأنها لم تستعمل ورقة الضغط في وقتها المحدد حينما كان نظام الأسد مجبر على الذهاب إلى المفاوضات والرضوخ للمطالب تحت ضغط المعارك العسكرية، وكذلك الحراك الشعبي الذي تراجع  في الآونة الأخيرة بشكل ملاحظ، ما اتاح بدوره الفرصة لقوات الأسد برفض المفاوضات وإملاء شروطها غير ابهة بالقرارات الدولة.

وأفاد العميد الرحال بتصريحات خاصة لـ "أنا برس" بأن أحد أعضاء الوفد المفاوض في جنيف 8 تحدث إليه بأن بشار الجعفري لديه أوراق ايجابية تمنحه الفرصة لرفض البنود المتفق على مناقشتها في أروقة الامم المتحدة، نظراً لغياب الضغط العسكري والسياسي والشعبي، وهو ما يستدعي بحسب "الرحال" بالتفكير باستراتيجية جديدة وأن نُحصي أخطاءنا، والأماكن التي تراجعنا فيها من الناحية العسكرية.

ودعا الرحال إلى انشاء جسم عسكري حقيقي يفعل من خلاله دور الضباط والخبرات العسكرية المتواجدة، وأن تعتمد على الوحدة والإنضباط وروح الثورة بعيداً عن أمراء الحروب الذين يحاولن إنشاء إمارة إسلامية، وفي الوقت ذاته أن تكون الدولة مدنية ديمقراطية التي تؤمن بقدرات شعبها ولا تعمل على إقصاء أي مكون معتمدين على الجيش الوطني الذي سيستعيد الجيش الحر بقدراته التي حررت أكثر من 65% من الأراضي السورية في العام 2012.

أقرأ أيضاً: أنظار روسيا تتجه نحو إدلب..ومهمة داعش بدأت هناك

واختتم الرحال حديثه عن ثقته الكبيرة بقدرات الشعب السوري بكافة أطيافه لبناء الدولة المنشودة بعيداً عن الأنانية والذين لن ينسوا تضحيات الشعب السوري الذي ضحى بالغالي والنفيس للوصول إلى سوريا المستقبل التي رسمنا خيوطها الأساسية منذ العام 2011.