http://anapress.net/a/319345593553672
تصريحات أثارت لغطًا واسعًا على الصعيد الدولي أدلى بها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وأبدت قوى دولية قلقها "رسميًا" منها، وتم وصفها بكونها "تطلق جولة جديدة من سباق التسلح النووي"، ذلك في خطٍ متوازٍ مع رسائل أخرى بعث بها بوتين مباشرة حاول من خلالها التأكيد على قوة بلاده، وذلك خلال إعلانه عن النقاط الأساسية في برنامجه الانتخابي أمام البرلمان الروسي بمجلسيه، استغرقت قرابة الساعتين.
تصريحات بوتين التي أثارت "قلق" قوى دولية، أكد خلالها على أن موسكو ناشدت واشنطن سابقًا بعدم انتهاك المعاهدات المضادة للصواريخ. وأعلن في الوقت ذاته عن تطوير صاروخ كروز جديد، ووصف ذلك الصاروخ بكونه "صاروخ لا يقهر"، كما كشف عن مجموعة من الأسلحة الجديدة، من بينها "صاروخ يصل لأي مكان في العالم" ولا تستطيع أوروبا أو آسيا إيقاف ذلك الصاروخ الجديد.
وتضمنت تصريحات بوتين الإشارة إلى قوة صاروخ "كروز" الجديد باعتباره يحلق على ارتفاع منخفض بما يصعب من عملية رصده، كما أن باستطاعته حمل مواد نووية غير محدودة المدى، بوصفه "لا يُقهر".
وقال خبير العلاقات الدولية المتخصص في الشأن الروسي نبيل رشوان: "في تقديري سوف تثير تلك التصريحات الروسية نوعًا من سباق التسلح النووي، على رغم أن الرئيس الروسي قد قال إنها مجرد رد على إلغاء الولايات المتحدة الأمريكية لاتفاقية الردع الصاروخي من طرف واحد في وقت سابق".
واعتبر أن الولايات المتحدة الأمريكية لن تترك هذا الأمر يمر بصورة اعتيادية، وسوف يحفز ذلك سباق التسليح النووي. وأشار في السياق ذاته إلى تصريحات أدلى بها بوتين لإحدى المحطات الأمريكية في وقت لاحق لخطابه أمام البرلمان الروسي بمجلسيه، شدد خلالها على أن "هذا السلاح بعضه موجود في الخدمة، والبعض الآخر يتم تطويره، مع نوع آخر من السلاح تجرى له عملية تحسين". وأفاد الخبير في الشأن الروسي بأنه "بلا شك سيكون لتلك التصريحات تأثير كبير.. ومن المتوقع أن يكون هنالك تصعيد".
وعبر كل من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، عن قلقهم البالغ من تصريحات بوتين الأخيرة. وأعلن البيت الأبيض عن أن الزعماء الثلاثة تبادلوا الآراء حول تلك التصريحات واتفقوا على أن تصريحات بوتين تدفع إلى "الإلهاء عن المناقشات البناءة لحزمة كاملة من المسائل بين روسيا والغرب".
وعن هذا الموقف الثلاثي أوضح رشوان، أن هناك ملفات كثيرة بين روسيا والغرب، من بينها الملف السوري (الذي رجح أن يشهد تصعيدًا كبيرًا في المرحلة المقبلة) وكذا الملف الإيراني وملف كوريا الشمالية، جميع تلك الملفات تتشارك فيها روسيا مع الغرب، وتصريحات بوتين من شأنها أن تعيق التعاون في تلك الملفات، على اعتبار أنها نوع من التصعيد.
لكن ذلك التصعيد الروسي –وفق تحليل رشوان- جاء مقابلًا لتصعيد أمريكي بعد إلغاء اتفاقية الردع الصاروخي من جانب واشنطن في وقت سابق من جانب واحد ونشر درع صاروخي في أوروبا الشرقية وبخاصة في بولندا.
وحول الرسائل التي أراد الرئيس الروسي أن يبعث بها من خلال تلك التصريحات داخليًا في خطٍ متوازٍ مع الانتخابات الرئاسية المرتقبة في روسيا، قال خبير العلاقات الدولية المتخصص في الشأن الروسي نبيل رشوان، إن بوتين في خطابه تحدث عن العديد من الأمور الداخلية من بينها وعود رفع مستوى المعيشة وزيادة متوسط الأعمار والقضاء على نسبة الفقر الموجودة، كما رصد بعض الإحصاءات حول روسيا، والتي أراد من خلالها أن يبعث رسالة للغرب بأن روسيا دولة قوية ربما أحيت الاتحاد السوفيتي معنويًا، وربما ذلك من أجل "إخافة الغرب".
وقال إن بوتين قد أجرى مقارنة بعدد من المؤشرات حول الوضع في الاتحاد السوفيتي وروسيا حاليًا، من بينها زيادة انتاج القمح على ما كان عليه في الاتحاد، وزيادة معدل بناء المساكن وزيادة متوسط عمر الفرد، وربما ذلك –في تصور رشوان- محاولة من بوتين للتأكيد على أن انهيار الاتحاد السوفيتي قائم وعلى الغرب أن يشعر بنفس الخوف الذي كان ينتابه من الاتحاد السوفيتي، لأن روسيا دولة قادرة وقوية.
