http://anapress.net/a/287381396034071
تناقل ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي قصة الطفل "علي أحمد راشد الكواط"، وهو من أبناء مدينة دير الزور، حيث استطاع بشجاعته إنقاذ ما يقارب 30 عائلة من موت محقق، من خلال عبورهم طريقا مليئا بالألغام.
خرج الطفل "علاوي" كما يلقبه أهله، مع عائلته ومعهم 30 عائلة للهروب من بطش واجرام تنظيم الدولة في مدينة دير الزور، تركهم الدليل في منتصف الطريق حين واجهوا حقل ألغام، ورجع الدليل من حيث أتى، بعد أن نصب عليهم، بقي علي وعائلته والعوائل يصارعون الموت لوجود مسافة 2 كيلو متر مزروعة بالألغام بالكامل ولا يعرفون عنها شيء.
ووجدوا أنفسهم أمام خيارين لا ثالث لهم: إما أن يعودوا أدراجهم فيلاقيهم ويعاقبهم تنظيم الدولة "داعش" لمحاولتهم الفرار من مهمتهم كدروع بشرية، كما جرت العادة معهم ومع النظام، أو أن يجتازوا حقل الألغام.
قال والد علي سأدخل أمامكم واتبعوا طريقي، قال علي لأبيه أن ذهبت أنت يا أبي وانفجر بك لغم أين أذهب أنا وخواتي وأمي وأخواني الصغار دعني أنا أدخل وتطوع "علاوي" ليكون الأول في الرتل ويرسم خط السير بعصاه التي كان يحملها معه، في حين بقي الجميع ينظر إليه ويتضرعون ويبكون.
ودخل علاوي الأرض الملغومة وبدأ يراوغ ويجعل له أثر بالخط الذي يخطه بعصاه، والعوائل تدعو له وتصرخ بالبكاء، وأمه تغمض عينيها حتى لا ترى علي عندما ينفجر، وبقي يراوغ حتى وصل نهاية المسافة.
وعند وصوله لنهاية الطريق نادى بصوت وهو يلوح بيده للعوائل وقال لهم امشوا على أثري وعلى الخط المؤشر إلى أن عبروا 165 شخص على رتل واحد من نساء وأطفال وكبار السن، مشى الجميع على خطى (علاوي البطل) كما صار اسمه، وليصبح أيقونة من أيقونات الشجاعة والإقدام وهو بهذا العمر.
قصة الطفل أو البطل علاوي ليست الأولى أو الوحيدة، ففي كل يوم يسطر أطفال سوريا أروع البطولات ويثبتون للعالم أنهم رجال في زمان قل فيه الرجال وانهارت فيه كل أشكال الإنسانية وانعدمت بدءاً من الأمم المتحدة، انتهاءً إلى منظمة حقوق الأنسان.