روسيا تخلي مطار حماه وترفع علمها في مطار الضمير

لعل خطة روسيا منذ بداية تدخلها في سوريا أواخر سبتمبر/ أيلول من العام 2015 تسير وفق الخطوات المدروسة لها بانتقالها من مرحلة إلى أخرى بهدف فرض الهيمنة الكاملة على مقدرات البلاد التي بدأت بتدمير معظم بناها أولاً ثم السيطرة عليها وإعادة تأهيلها.

وتعد المطارات العسكرية في سوريا أبرز تلك الأهداف التي إن تمت السيطرة عليها في ظل ظروف الحرب الشرسة التي تعصف بالبلاد والحاجة للمطارات في توجيه الضربات الجوية المكثفة التي لا تهدأ مطلقاً، تكون روسيا قد ثبّتت لنفسها ركيزةً قوة تمكنها من التحكم في المجريات وتحقيق ما تصبو إليه، وقد بدأت أول خطواتها بجعل قاعدة حميميم العسكرية في محافظة اللاذقية نقطة انطلاق لأعمالها العسكرية في معظم المحافظات بعد تقديمها للروس من قبل النظام بشكل مباشر في أغسطس من العام 2015.

وفي خطوة جديدة أكد ناشطون أمس أن نظام الأسد قام بإفراغ مطار الضمير العسكري في القلمون الشرقي بريف دمشق بعد انزال علمه ورفع العلم الروسي، تبعها دخول عدد كبير من الضباط والمقاتلين الروس، بهدف تحويل المطار إلى قاعدة عسكرية جديدة تحت تصرف روسيا على غرار قاعدة حميميم وهو ما وصفه النظام بأنه تحت الوصاية الروسية، أي أن نظام الأسد لم يعد له أي صلاحية في التصرف في مطار الضمير العسكري بعد دخول الروس الذين بدأوا بإعادة تجهيزه ليكون قاعدة عسكرية جديدة لهم وسط البلاد من الممكن أن تحقق ما لم تحققه قاعدة حميميم .

وفي تغريدة لعضو الهيئة العليا للمفاوضات وممثل قوات أحمد العبدو “جاسر عبارة” قال: النظام السوري يرفع العلم الروسي في مطار الضمير العسكري بريف دمشق ليصبح المطار وفق العرف الدولي قاعدة عسكرية روسية (تحت الوصاية الروسية).

عمد نظام الأسد إلى تسليم المطار بقوته العسكرية ودفاعاته الجوية وجميع مقدراته لروسيا عشية الضربات الأمريكية التي استهدفت مطار الشعيرات العسكري في حمص مساء الجمعة الفائت رداً على مجزرة الكيماوي في مدينة خان شيخون بريف ادلب، وتهديد أمريكا بتنفيذ ضربات جديدة ستستهدف مواقع النظام في العاصمة دمشق وريفها، في خطوة من النظام لمنح روسيا دور المدافع الذي من الممكن أن يتصدى لضربات جديدة من الممكن أن تنفذها أمريكا بتقديم المطار لها ومنحها حرية التصرف فيه.

ليس بالأمر الجديد على نظام الأسد منح روسيا الوصاية على جميع المطارات العسكرية في سوريا، والتي بدأتها بتقديم قاعدة حميميم في ريف اللاذقية للروس ومنحهم حرية التصرف بها في أي وقت وإلى أجل غير مسمى حسب الاتفاق الذي تم توقيعه بين الطرفين، ومنها انطلقت العمليات العسكرية الروسية بحجة مكافحة الارهاب وقضت على مئات معظمهم مدنيون.

بعد عام من تسلمها القاعدة الجوية بدأت روسيا بتوسيعها وتجهيزها لتكون أهم القواعد الجوية لها في سوريا حيث أصبح  عرض مدرج الطائرات مئة متر، وطوله نحو 4600 متر، وذلك لتتمكن الطائرات الروسية الضخمة مثل أنطونوف التي تحمل الدبابات والمدافع من الهبوط بالقاعدة، بعد أن استقدمت مئات المقاتلين والأسلحة المتطورة، حيث تجاوز عدد المقاتلين الروس في القاعدة الـ 5 آلاف مقاتل علاوة على أحدث المقاتلات الروسية التي تشن غاراتها الجوية باستمرار في عموم المحافظات السورية الخارجة عن سيطرة النظام، معظمها من طراز سوخوي 34 و30 وميراج التي دخلت مطلع العام الجاري إضافة إلى المروحيات الهجومية وطائرات التجسس ومنظومة صواريخ أس 400 من أكثر الأسلحة تطورا التي حملتها روسيا إلى قاعدة حميميم.

يشار إلى أن مطار الضمير العسكري يعد ثاني أكبر مطار في سوريا بامتلاكه أقوى الدفاعات الجوية وعدد كبير من المقاتلات الحربية من طراز ميغ 23 و24 و27 بمدرج  طوله 3 كيلو مترات ومنه تقلع معظم المقاتلات الحربية التي تنفذ أهدافها في ريف دمشق والمنطقة الجنوبية بشكل عام.