http://anapress.net/a/258503330737594
تظل الكثير من المواقف العربية إزاء الأزمة السورية مصحوبة بالكثير من علامات الاستفهام المُحيرة، لاسيما مع خروج العرب كلية بصورة مباشرة من المعادلة والجهود العملية لحلحلة الأزمة، وتصدر دول (روسيا وإيران وتركيا) لتلك الجهود التي دفعت مؤخرًا لإعلان وقف إطلاق النار في سوريا وتثبيته والبدء في التحضير لجولة تالية من مفاوضات جنيف.
لم يتوقف الأمر عند ذلك الحد، بل إن لغطًا واسعًا يدور انطلاقًا من اتباع دول عربية سياسة "الكيل بمكيالين" إزاء الأزمة السورية، فبينما تقف بعضها موقفًا رماديًا من الأزمة –إن لم يكن مائلًا لدعم النظام وقواته- وتتغاضى عن الجرائم المرتكبة من قبل قوات النظام وحلفائها والميلشيات الإيرانية، تقوم في الوقت ذاته باتخاذ مواقف قوية ضد "إيران" وتدخلاتها في اليمن.
ومؤخرًا استدعت الخارجية الإماراتية القائم بأعمال السفير الإيراني في أبوظبي احتجاجا على تزويد طهران المتمردين في اليمن بالأسلحة. وأفادت وكالة أنباء الإمارات أن الوزارة سلمت الدبلوماسي الإيراني مذكرة احتجاج "حول تزويد إيران، بطريقة غير مشروعة، أسلحة لميليشيات الانقلاب على الشرعية في اليمن انتهاكا لقرارات مجلس الأمن الملزمة التي تحظر ذلك وما يتضمنه ذلك من اعتداء على الشرعية الدولية وسيادة اليمن، وما يؤدي إليه ذلك من تأجيج الصراع فيه".
ولدى تسليمه المذكرة، أشار عبدالرحيم العوضي، مساعد وزير الخارجية والتعاون الدولي للشؤون القانونية بوزارة الخارجية والتعاون الدولي، إلى أن قرار مجلس الأمن رقم 2216 بشأن اليمن واضح في هذا الجانب، وبالتالي فإن السلاح الإيراني ومن ضمنه الطائرات بدون طيار التي قامت قوات التحالف العربي باستهدافها مؤخرا، يعد مخالفة صريحة للقرارات الدولية ذات الصلة.
بينما لم تتخذ دول عربية مواقف مشابهة ضد إيران انطلاقًا من تدخلها المباشر في سوريا والجرائم المرتكبة منذ بدء دعمها المباشر لنظام بشار الأسد، وهو الدعم الذي ثبت أقدام النظام السوري طيلة السنوات الماضية بعد أن كان آيلًا للسقوط. وقال المعارض السوري د.علي أبو عواد لـ "أنا برس": إن كافة الأنظمة العربية شركاء بالمؤامرة على الشعب السوري، إما بطبعهم كأعداء للحرية أو تنفيذا لما يملى عليهم من الخارج.. وما نسمعه من إعلام ليس سوى للاستهلاك.
فيما علق المحلل السياسي جميل عمار قائلًا: لا شك أن اليمن تختلف عن سوريا، فاليمن تعتبر خاصرة السعودية، وتعتبر الحديقة الخلفية للمملكة، لذلك هناك إشكالية كبيرة فيما لو تمكن الحوثيون من السيطرة على اليمن، فهذا الموضوع سوف يجر إشكاليات كبيرة للسعودية، وخاصة إذا قام الحوثيين بفتح ملفات المناطق الجنوبية (كنجران وأبها)، بينما الوضع في سوريا مختلفة جذرياً، ولا يمكن لدول الخليج مواجهة إيران في سوريا فيما لو تصاعد الوضع، فسوريا في جوار فلسطين أي بجوار الكيان الصهيوني، وهناك العراق أيضاً الذي يقبع تحت سيطرة ايران، ووجود تركيا بالشمال وخلافاتها مع الأكراد، فالوضع في سوريا يصعب معه أي مواجهة لإيران، ناهيك أن سوريا بعيدة عن دول الخليج، وأمنهم القومي أهم من أي شيء.