http://anapress.net/a/232015177597286
رأى المحلل السياسي السوري المعارض جودت الحسيني، أن "الروس والأمريكان وأطراف أخرى حاولوا اصطياد تركيا وإيقاعها بفخ إدلب والتي تعتبر عمق المستنقع السوري المعقد".
وأوضح الحسيني، في تصريحات خاصة لـ "أنأ برس"، أنه ومنذ أشهر والكرة بملعب تركيا حول موضوع التخلص من القاعدة والمتشددين عن طريق الحل كما تريده تركيا مقابل اتفاقية خفض التوتر العسكري والتهدئة من الطرف الثاني وهي روسيا والنظام.
وبحسب الخبير السياسي، فإن "روسيا لا ترغب في تعطيل وإفشال تحالفها مع الأتراك مع الحفاظ على مصالحها حول كل اتفاقية أو تقارب والمعروف عن السياسية الروسية الشبيهة بالسياسة الإسرائيلية حيث تنقض أي اتفاق مع أي طرف يبعد مصلحتها فيه".
ورأى المحلل السياسي أن "الأمريكان حاولوا مرارًا إيقاع تركيا بمطبات وأفخاخ كثيرة في المستنقع السوري، وقد فشلت كل هذه الأفخاخ بسبب وعي السياسة التركية وأيضا تراجع واشنطن بسبب حاجة الأمريكان لتركيا في منطقة الشرق الأوسط كونها من الحلفاء الاستراتيجيين ولاسيما تحالفهما العسكري من خلال حلف الناتو".
"وعملت أميركا ما بين الشد والرخي مع الأتراك فتارة عملت على جذب الاتراك لصفهم لكي تهيمن على القرارات السياسية والعسكرية والاقتصادية، وتارة أخرى عملت على إبراز ورقة ضغط على الاتراك من خلال عملية التقسيم وتوتر في حدودها الجنوبية مع عصابات الـ (بي كي كي وقسد)"
وأوضح المحلل السياسي أن "تركيا تعمل على توازنات ما بين الندان لبعضهما الأمريكي والروسي لتستفيد من مصالحهما معها وتنازلات لها مع العلم لم نرى أي تنازل تركي للطرفان الروسي والأميركي ومثال على ذلك التهدئة في إدلب". (اقرأ/ي أيضًا: ميشيل كيلو لـ "أنا برس": فشل الاتفاق التركي الروسي سيكون كارثيا على المنطقة).
ولذلك خلال فترة قريبة -بحسب الحسيني- فإن تركيا ستستطيع فرز الفصائل المتشددة عن الفصائل الثورية المعتدلة حتى لو تحالفت مع الروسي والاميركي في محاربة كل من لا يوافق على تسليم السلاح الثقيل من تلك الفصائل المتشددة حفاظا على توازنها ومصالحها الداخلية والإقليمية بعدما وضع جبهة النصرة في قائمة الإرهاب حسب ما تم التوافق عليه دوليا.