المزيد  
واشنطن تؤكد استعدادها لدعم تركيا فيما يخص إدلب
ميلشيا الحشد الشعبي العراقي يرسل مقاتليه إلى خطوط الجبهة في إدلب
عميد كلية الطب بدمشق: أكثر من 150 ألف حالة إصابة بـ "كورونا" في دمشق وحدها
بينهم قتلى من الحرس الثوري.. غارات على مواقع للميليشيات الإيرانية بدير الزور
ميشيل عون: وجود السوريين في لبنان "عبئاً كبيراً" .. ونطلب مساعدة "الهجرة الدولية" لإعادتهم
آلاف العناصر من "داعش" لا يزالون يتحركون بحرية تامة بين سوريا والعراق
مشافي حلب تعاني من نفاد أكياس الجثث بسبب فيروس "كورونا"
وفد المعارضة لـ "أنا برس": تم إلغاء أعمال اللجنة الدستورية بسبب اكتشاف 3 حالات بـ "كورونا"

ملفات "مهمة" همشتها "الأزمة القطرية" وتراجع الاهتمام بها نسبيًا

 
   
11:16

http://anapress.net/a/212713204389540
385
مشاهدة



حجم الخط:

لعل الأزمة المستعرة بين دول خليجية وعربية ودولة "قطر" على خلفية اتهام تلك الدولة للدوحة بدعم ورعاية وتمويل المنظمات والجماعات والكيانات الإرهابية وإيوائهم، كانت سببًا مباشرًا في تهميش ملفات مهمة وتراجع الاهتمام بها نسبيًا وسط شغل الأزمة القطرية حيزًا كبيرًا من الاهتمام على الساحتين السياسية والإعلامية الدولية.

ولم ينكر بعض المحللين، أن إرجاء انعقاد مباحثات "الأستانة" الخاصة بالملف السوري جاء كانعكاس مباشر للأزمة القطرية وانشغال المملكة العربية السعودية ودول خليجية بها والمجتمع الدولي. وهو أوضحه محللون في تقرير سابق لـ "أنا برس": (اقرأ.. تأكيدًا لما نشرته "أنا برس".. موسكو تراوغ بموعد انعقاد الأستانة).ومن المرجح أن تكون هنالك العديد من الانعكاسات للأزمة مع دول الخليج على "الملف السوري" تبدأ من تراجع الاهتمام الوقتي بها، في ظل انشغال السعودية –التي تلعب دورًا بارزًا مع الهيئة العليا للمفاوضات- بأزمتها مع قطر، وكذا ما قد تمثله تلك الأزمة من تداعيات مباشرة على الملف السوري، لاسيما في ظل ارتباطات الدوحة بأطراف سورية سياسية وعسكرية. (اقرأ أيضًا.. تحقيق.. هل تؤثر "الأزمة" داخل مجلس التعاون الخليجي على "الملف السوري"؟).

ولقد صار واضحًا للعيان أن الأزمة التي تشهدها دول الخليج قد أعطت متنفسًا لبعض الأطراف السورية وعلى رأسها النظام السوري للهروب من الضغوطات، حتى أن النظام في أول تعليق له على ما يشهده الخليج من أزمة خرج مكايدًا بقوله "هذه الأزمة تثبت أننا كنا على صواب".

 الأزمة التي تشهدها دول الخليج قد أعطت متنفسًا لبعض الأطراف السورية وعلى رأسها النظام السوري للهروب من الضغوطات عليه

وحسب التصريحات التي أدلى بها نائب وزير خارجية النظام فيصل المقداد، ونقلتها عنه صحف ومواقع موالية، فإنه عبر عن تفائله بما يشهده الخليج، وأن تلك الأزمة "توضح للجميع أننا على حق" حسب تعبيره. مردفًا " ان الواقع الميداني في الخليج جيد الآن، ونحن متفائلون.. كنا ومنذ البداية نقول إن بعض دول الخليج تقف مع الإرهاب وتموله وتسلحه، ونعتقد أن قطر والسعودية متورطتان في كل الإرهاب الذي يمارس على الأرض السورية". كما تحدث عن مساعي النظام وروسيا وإيران إلى مواصلة مباحثات "الأستانة"، حسب زعمه.

بينما لم يكن الملف السوري الذي تراجع قليلًا من تصدره للواجهة سياسيًا وإعلاميًا، فملفات أخرى في المنطقة شهدت خفوتًا في الزخم المثار حولها، على رأسها ملف أزمة تنازل القاهرة عن جزيرتي تيران وصنافير إلى المملكة العربية السعودية، وفق اتفاقية ترسيم الحدود التي وقعها المصري عبد الفتاح السيسي مع العاهل السعودي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز لدى زيارته لمصر، والتي أثارت لغطًا واسعًا.

ورغم أن مجلس النواب المصري قد بدأ عمليًا في مناقشة تلك الاتفاقية المثيرة للجدل، إلا أن الزخم حولها لم يحظى باهتمامات إعلامية واسعة خارج النطاق المصري، وظل ذلك الزخم محصورًا بصورة نسبية داخل الشارع المصري الذي شهد دعوات لتظاهرات ووقفات احتجاجية ضد تلك الاتفاقية التي وصفت بكونها "اتفاقية العار والخيانة وبيع الأرض" وأوصاف أخرى.

وكذلك فإن القضية الفلسطينية التي يتأرجح الاهتمام الدولي بها سياسيًا وإعلاميًا، قد تأثرت بالزخم الحادث. حسبما يقول قيادي فلسطيني مقيم بالعاصمة المصرية "القاهرة" والذي شدد لـ "أنا برس" على أن القضية الفلسطينية عمليًا "ليست على طاولة أولويات العرب" منذ ثورات ما يسمى بـ "الربيع العربي" وحلت محلها ملفات عديدة مختلفة، على رأسها "الأزمة السورية"، لكن نظريًا يردد العرب أنها القضية المركزية الأولى.

وأفاد بأن الأزمة في الخليج قللت الزخم المثار حول القضية من جديد عقب لقاءات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع كل من المصري عبد الفتاح السيسي وملك الأردن الملك عبد الله الثاني وكذا الرئيس الفلسطيني محمود عباس وأيضًا بنيامين نتنياهو، إضافة إلى لقاءاته مع القادة العرب والخليجيين في القمم التي انعقدت في الرياض إبان زيارته للمملكة العربية السعودية، وهي اللقاءات التي وعد خلالها بأن تكون القضية الفلسطينية ضمن أولوياته، وأنه مهتم ببدء جولة مفاوضات مباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، لكن ربما تعطلت تلك المساعي جراء الانشغال الأمريكي بالأزمة الخليجية.

وإعلاميًا، تراجع الاهتمام بالملف اليمني وضربات قوات التحالف العربي، حتى أن الصحف الخليجية التي كانت تفرد مساحات شاسعة للملف اليمني قلصت مساحاتها لصالح الأزمة مع قطر، وإن ظل الملف سياسيًا وعسكريًا محل اهتمام كبير، وتواصل قوات ما يسمى بـ "التحالف العربي" عملياتها حتى أنها استعادة السيطرة على القصر الجمهوري بالكامل في تعز أمس.

اقرأ أيضًا: شهادات وأرقام.. الدور القطري في الأزمة السورية