كل ما تريد (ي) معرفته عن الجولان المحتل

أثار إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مساء الخميس، عن نيته الاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على الجولان السورية ردود أفعال واسعة على الصعيدين العربي والعالمي.. وفي هذا الإطار تستعرض "أنا برس" عدداً من المعلومات الخاصة بالجولان.

مرتفعات الجولان تبلغ مساحتها 1200 كيلومتر مربع، بطول 62 كيلومترا، بينما يتراوح عرضها ما بين 12 كيلومترا و26، وتطل على لبنان وتتاخم الأردن. وكانت هضبة الجولان جزءاً من سوريا حتى العام 1967 حين احتلت إسرائيل معظم المنطقة في حرب الأيام الستة ثم ضمتها في العام 1981، بينما لم يحظ ضم الجولان من جانب واحد باعتراف دولي وتطالب سوريا باستعادتها.

وحاولت سوريا استعادة الهضبة في حرب عام 1973 ولكن رغم الخسائر الكبيرة في القوات الإسرائيلية فقد تم صد الهجوم المفاجئ ووقع البلدان هدنة في العام 1974 وتم نشر قوة مراقبة دولية على خط وقف إطلاق النار منذ العام 1974.

وتوجد نحو 30 مستوطنة إسرائيلية في هذه المنطقة ويعيش بها نحو 20 ألف مستوطن، كما يعيش فيها نحو 20 ألف سوري أغلبهم من طائفة الدورز. وبعد أن ضمت الجولان منحت إسرائيل الدروز خيار الحصول على الجنسية لكن أغلبيتهم رفضوا وما زالوا يحملون الجنسية السورية.

تبعد مرتفعات الجولان عن العاصمة السورية دمشق نحو 50 كيلومتر، وتعد هضبة الجولان مصدراً مهماً للمياه فأمطار مرتفعات الجولان تغذي نهر الأردن، وهي تمد إسرائيل بثلث احتياجاتها من المياه.

وتعد أراضي المنطقة البركانية من أخصب الأراضي وتنتشر فيها أشجار التفاح وكروم العنب. كما يوجد بالمنطقة المنتجع الوحيد للتزحلق على الجليد الذي تستخدمه إسرائيل.

وتطالب سوريا باستعادة مرتفعات الجولان كجزء من أي اتفاق سلام، وكان رئيس النظام السوري بشار الأسد قد أعلن في العام 2003 عن أنه مستعد لإحياء محادثات السلام مع إسرائيل مقابل استعادة مرتفعات الجولان.

اقرأ/ي أيضاً: بعد تصريحات ترامب بالاعتراف "بسيادة إسرائيل" على الجولان.. ردود دولية منددة

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إيهود باراك قد عرض إعادة معظم المنطقة لسوريا مقابل إحياء عملية السلام غير أن دمشق كانت قد أكدت في محادثات عامي 1999 و2000 إصرارها على استعادة المنطقة بالكامل وهو الأمر الذي لو حدث لمكن سوريا من السيطرة على الشاطئ الشرقي لبحيرة طبريا، المصدر الرئيسي لمياه الشرب في إسرائيل.

وكان الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما قد أعلن استئناف المحادثات بين الجانبين، إلا أن الأزمة السورية الأهلية عام 2011 حالت دون إحراز أي تقدم.

وفي العام 2014 سيطرت المعارضة السورية على محافظة القنيطرة على الجانب السوري، وأجبرت قوات النظام على الانسحاب وكذلك فرضوا على قوات الأمم المتحدة في المنطقة الانسحاب من بعض مواقعها.

ظلت المنطقة تحت سيطرة مقاتلي المعارضة حتى صيف عام 2018 حين عادت القوات السورية إلى مدينة القنيطرة والمنطقة المحيطة التي كان معظمها مدمرا بعد حملة دعمتها روسيا واتفاق سمح للمقاتلين بالانسحاب.

أهمية الجولان

تكمن أهمية مرتفعات الجولان المحتل للسيطرة على مصادر المياه الأساسية في لبنان وفلسطين وسوريا والأردن، وتؤكد شركة المياه "الاسرائيلية" مكوروت " إن "إسرائيل" تحصل حاليا على ثلث استهلاكها من مياه الشرب والري والاستعمالات المختلفة الاخرى من مياه الجولان وجبل الشيخ...

السياحة في الجولان السوري المحتل أحد أهم الأنشطة التجارية والاقتصادية عالية الثمن والتكاليف، ومن المتوقع أن تتزايد أرباحها وانتاجاتها الاقتصادية والمعنوية، وتعود أرباحها بالفائدة على الافراد او المؤسسات أو الشركات السياحية، وخاصة أن ارتبطت بالبعد السياسي والثقافي والروحي والمعنوي والتاريخي، كما تروج لها أقسام ومكاتب السياحة في المستوطنات الإسرائيلية في الجولان السوري المحتل..

والأهم نفط الجولان حيث تراهن "إسرائيل" على تغطية جزء من عجزها الاستراتيجي في مصادر النفط عبر التنقيب عنه في هضبة الجولان السوري المحتل، أحد الأساليب لاستخراج النفط من باطن الأرض هو شق الصخور، وهذا الأمر يتم من خلال إدخال مياه ومواد كيماوية بضغط مرتفع إلى جوف الأرض، والخوف هو من حصول كوارث طبيعية بدء من هزة أرضية وحتى إلحاق الضرر بمصادر المياه.

قرارات مجلس الأمن

أصدر مجلس الأمن ثلاث قرارات خاصة بهضبة الجولان والتأكيد على أنها جزء لا يتجزأ من سوريا وحضت تل أبيب على إعادة مرتفعات الجولان.

القرار (242) القاضي بانسحاب القوات المسلحة الإسرائيلية من الأراضي المحتلة في حرب الأيام الستة، بمعنى شبه جزيرة سيناء والضفة الغربية ومرتفعات الجولان.

القرار (338) الذي تم إقراره خلال حرب اكتوبر/رمضان جميع الأطراف المعنية إلى تطبيق قرار مجلس الأمن رقم 242 بجميع أجزائه

القرار (497) أكد على عدم قانونية الاحتلال الإسرائيلي، واعتبر أن قرار إسرائيل بفرض قوانينها وولايتها القضائية وإدارتها في مرتفعات الجولان السورية المحتلة باطل ولاغٍ وبدون أي أثر قانوني دولي.

قوات فصل

تتمركز قوة الأمم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك في معسكرات ونقاط مراقبة في الجولان يدعمها مراقبون عسكريون من هيئة الأمم المتحدة لمراقبة الهدنة. وهناك "منطقة فصل "يطلق عليها عادة المنطقة منزوعة السلاح بين الجيشين الإسرائيلي والسوري وتبلغ مساحتها 400 كيلومتر مربع ولا يسمح لقوات الجانبين بدخولها بموجب اتفاق وقف إطلاق النار.

وبموجب اتفاقية فك الاشتباك الموقعة في 31 مايو أيار 1974 استُحدث الخط ألفا إلى الغرب من منطقة الفصل ويجب أن تبقى القوات الإسرائيلية خلفه، وخط برافو إلى الشرق الذي يجب أن تظل القوات السورية وراءه. وهناك منطقة تمتد لمسافة 25 كيلومترا خلف"منطقة الفصل "على الجانبين تخضع لقيود على عدد القوات وكم ونوعية الأسلحة التي يمكن أن يمتلكها الجانبان هناك.

كما أن هناك معبراً وحيداً بين الجانبين الإسرائيلي والسوري وكان استخدامه حتى تفجرت الحرب السورية عام 2011 مقتصرا في معظم الأحيان على قوات الأمم المتحدة وعدد محدود من المدنيين الدروز بالإضافة إلى نقل المنتجات الزراعية.