لهذه الأسباب ..موسكو تؤجل مؤتمر سوتشي

تم تأجيل مؤتمر سوتشي الذي سعت روسيا إلى عقده في 18 من الشهر الجاري، في حين كانت روسيا فرضت بنداً في البيان الختامي لجولة أستانة الأخيرة يشير إلى أن الدول الضامنة ستناقش مؤتمر سوتشي.

 تركيا أعلنت عدم مشاركتها في مؤتمر سوتشي، جاء ذلك على لسان المتحدث باسم الرئاسة التركية، حيث أكد كالن في مقابلة مع تلفزيون "إن. تي. في": "أبلغتنا روسيا أن الاجتماع تأجل الآن وأن حزب الاتحاد الديمقراطي لن توجه إليه الدعوة". ويبقى التساؤل ما هي الأسباب وراء تأجيل موسكو لمؤتمر سوتشي لحل القضية السورية؟

يقول المحلل السياسي حسام نجار، إنه في ظل الاعتراض الواسع لرغبة روسيا بعقد مؤتمر حميميم وهي قاعدة عسكرية قامت بنقل هذا المؤتمر الى منتجع سوتشي على أراضيها لتحوله لمؤتمر مدني ودعت إليه أحزاب وتيارات متوافقة ومتوائمة في فكرها وعملها مع النظام. وكذلك احزاب اقلاوية وعرقية كردية، وبالمعية دعت تجمعات الثورة السورية.

ويتابع النجار: لكن النقطة الهامة التي أصرت على بحثها في كلا المؤتمرين هي وضع دستور علماني للبلاد وهذا ما أثار حفيظة السوريين، والنقطة الثانية هي تهديدها للأحزاب والتجمعات التي لن تحضر باستبعادها من العلنية السياسية وبهذا فوضت نفسها أن بيدها الحل والربط وأنها تقبل هذا وتمنع ذاك.

ويوضح النجار خلال حديثه لـ "أنا برس"، لم يكن الشعب السوري هو العقبة الوحيدة في عقد المؤتمر بل كانت تركيا من خلال رفضها لوجود الاحزاب الكردية في هذا المؤتمر وخاصة الاتحاد الديمقراطي وحزب العمال الكردستاني فصرحت بذلك علانية

أما عن العقبة الثالثة كما يرى النجار، أن هذا المؤتمر لم يحظى بموافقة أممية من خلال تصريح الأمم المتحدة أن هذا المؤتمر لن يتم اعتماده منها لأن الدعوات تم من خارجها وهو التفاف على مقرراتها ولا يخدم العملية السياسية في سوريا التي تعتمد على حكم ذو مصداقية وقرار 2254 و1118 ويجعل من روسيا متفردة بالحل السوري.

العقبة الأخرى هي امتناع امريكا عن تشجيع عقد المؤتمر والرغبة بعدم ايجاد مسوغ لها للتحكم بالعملية السياسية والقول انني أنا هناك ولا يمكن لشيء أن يمر من دوني، فبعد تأجيل هذا المؤتمر عمدت روسيا للتصعيد العسكري على المناطق المحررة بغية الضغط على المعارضة للحضور وهذا يثبت قدرة الثورة بالتأثير على المؤتمرات إن توافقنا وتكاتفنا وأن تصبر الحاضنة صبرا اضافياً. (اقرأ أيضًا: سوتشي.. الفخ الروسي).

من جهة أخرى يرى المحلل السياسي جودت الحسيني، أن روسيا رمت سنارتها كالعادة لتتابع ردود المعارضة حول هذا المؤتمر المزعم عقده ولكن عندما رفعت السنارة لتشاهد من اصطادت لم تجد سوى معارضة مبطنة تعمل لصالح النظام والروس وهي تعرف ذلك مع مقاطعة وردة فعل من قبل المعارضة سواء المعتدلة أو غيرها لذلك نقول فشلت روسيا بعقد هذا المؤتمر.

ويؤكد الحسيني لـ "أنا برس"، ربما نشهد في أيام وربما أسابيع أخرى انتاج لعبة روسية جديدة لعقد مؤتمر ولاسيما في هذا الوقت العصيب الذي يتم حشد إقليمي دولي على ضربة استباقية لحزب الله في لبنان لتحجيم الدور الإيراني في سوريا ولبنان وأيضا من المتوقع ضربات جوية وتقدم بري في اليمن أيضا لتحجيم وقطع يد إيران في تعاملها الشيطاني بالمنطقة ولاسيما التهديدات المستمرة ضد السعودية ودول الخليج

لذلك أصبح الموقف الروسي يتخبط بعد هذه المواقف والحشود لاسيما أن إيران الحليف الأول لها بالمنطقة، لو حصلت هذه الضربات وتم ترجمتها بشكل عملي على أرض الواقع سيسحب حزب الله كل قواته من سوريا وزجها على الحدود اللبنانية خشية من تقدم بري اسرائيلي في لبنان. وفق الحسيني.

ويشار إلى أن التصريحات التي أعلنها المتحدث الرئاسي الروسي بأن التسوية السورية تتطلب جهوداً مشتركة من قبل روسيا والولايات المتحدة من أجل إيصالها إلى مستوى جديد ونوعي، مؤشراً لتأجيل سوتشي وإيجاد صيغة أخرى للحل في سوريا.