هل تبلور جنيف8 أي تفاهم روسي أمريكي شامل حول سوريا؟

تنطلق غداً الثلاثاء في جنيف جولة جديدة من المفاوضات حول الصراع السوري، ولأول مرة تدخل المعارضة السورية مؤتمر جنيف بوفد موحد الأمر الذي قد يعطي دفعاً للوصول إلى تسوية كما تأمل الأمم المتحدة بأن يشكل وجود وفد موحد للمعارضة السورية للمرة الأولى، فرصة لإنجاح هذه المفاوضات.

وأشار موفد الأمم المتحدة إلى سوريا ستيفان دي مستورا إلى وجود تقدم تدريجي ويأمل بأن تشكل الجولة الثامنة التي تبدأ غداً الثلاثاء أول مفاوضات حقيقية، مشدداً أنه يتعين على طرفي النزاع تجاوز العقبة التي أدت إلى خروج محادثات سابقة عن مسارها، وهي مصير الأسد.

يأمل دي مستورا هذه المرة أن تشهد الجولة التفاوضية اجتماعات مباشرة تجمع وفدي النظام والمعارضة، وبدء مناقشة الأمور المتعلقة بالانتخابات والدستور الجديد لسورية، والتحضيرات المتصلة بالمرحلة الانتقالية محل الجدل بين الطرفين.

وخلال مؤتمرالرياض2، الذي انعقد أيام الأربعاء والخميس والجمعة الماضية، اتفقت فصائل المعارضة السورية على إرسال وفد موحد إلى جنيف، مكون من 36 عضواً برئاسة نصر الحريري.

ويرى مراقبون أنه بموازاة مسار جنيف المتعثر ولد مسار جديد في سوتشي بعد القمة الأخيرة التي جمعت رؤساء روسيا وتركيا وإيران. ويقول المراقبون، إن مسار سوتشي هو الابن الشرعي لعملية أستانة، التي أطلقها الضامنون الثلاثة قبل أكثر من عامين، وبمشاركة مراقبين من دول بينها الأردن. 

من جهة أخرى، رحب النظام السوري، أمس، بالدعوة لعقد مؤتمر للحوار السوري في روسيا، مؤكداً عزمه على حضور المؤتمر الذي لم يتحدد موعده بعد. حيث أكد مصدر مسؤول في خارجية النظام في بيان إن الحكومة ترحب أيضاً بما سيتمخض عن المؤتمر من لجنة لمناقشة مواد الدستور الحالي وإجراء الانتخابات التشريعية.

يؤكد الكاتب والإعلامي الباحث في العلاقات الدولية الدكتور باسل الحاج جاسم خلال حديثه لـ "أنا برس" :  من الصعب توقع حدوث قفزة حقيقية في الملف السوري خلال جولة جنيف 8، لكن قد تشهد هذه الجولة تحول ما يميزها عن الجولات السابقة.

ويتابع، لكن اليوم علينا مراقبة ما يجري على الساحة السورية أكثر من تلك الجولات المكوكية والتي سيكون هدفها الأول والأخير شرعنة ما سيرسمه الكبار داخل الخارطة السورية، مع عدم إغفال أن الجولات القادمة في اللقاءات السورية تأتي بعد قمة سوتشي بين الأطراف الضامنة لمحادثات أستانا (روسيا، تركيا، إيران)

وهذه الأطراف كما يرى الحاج جاسم، تتقاسم النفوذ مع أمريكا الداعمة للامتداد السوري لحزب العمال الكردستاني، مع تزامن تصريح واشنطن بتغيير أو بإيقاف دعمها العسكري لتلك المجموعات. خلاصة القول إنه طالما لم تتدخل بعد أطراف أخرى خارجية عسكريا من الجنوب السوري، فيبقى امكانية حل سوري شامل قائما، وفق الحاج جاسم.

ومن جهة أخرى يقول الناشط الحقوقي عماد الأيوبي: نظراً لتباين المواقف والتوجهات بين جميع أطراف الصراع السوري كان بالأجدر أن يكون هناك مناقشات أعمق قبل بدء مؤتمر جنيف8 وخاصة بين بين الدول الثلاث (روسيا تركيا إيران) للوصول لصيغة مشتركة.

ويوضح الأيوبي لـ "أنا برس"، يجب علينا ألا ننسى أن هناك مسارًا جديدًا أصبح ينافس مسار جنيف وهو مؤتمر حوار الشعوب السورية التي دعت إليه روسيا بالرغم من التأكيدات الروسية على تكامل المسارين، ناهيك عن أن واشنطن التي تظهر لغاية الآن دعما لجهود موسكو لم تبلور موقفا نهائيا من سباق المسارات، وما إذا كانت مستعدة للتخلي عن مفاوضات جنيف لصالح مسار سوتشي. 

ويختم الأيوبي حديثه بأن هناك وقائع كثيرة قادمة ومفاجئة قد تحدث في الساحة السورية، ويبقى السؤال إلى مدى يمكن لروسيا أن تنتظر جولات المنازلة في جنيف قبل أن تحسم الأمر في سوتشي أو أن تبلور جنيف تفاهم ما بين روسيا وأمريكا حول سوريا.