http://anapress.net/a/147322088086546
أفاد طلال سلو المتحدث باسم "قوات سوريا الديمقراطية"، أن القوات الأمريكية ستبقى في شمال سوريا لفترة طويلة بعد هزيمة تنظيم "الدولة الإسلامية" متوقعاً إقامة علاقات مستمرة مع الأمريكان بالمنطقة التي يهيمن عليها أكراد.
وقال سلو، أن الولايات المتحدة لها "مصلحة استراتيجية" في البقاء، والتعاون مع "قوات سوريا الديمقراطية" المؤلفة من فصائل أبرزها "وحدات حماية الشعب" الكردية. وأضاف سلو: مؤكد هم لديهم سياسة استراتيجية لعشرات السنين للأمام. ومن المؤكد أن يكون هناك اتفاقات بين الطرفين على المدى البعيد. اتفاقات عسكرية واتفاقات اقتصادية واتفاقات سياسية ما بين قيادات مناطق الشمال والإدارة الأمريكية
ورداً على تصريحات المتحدث باسم قوات سوريا الديمقراطية يقول رئيس أركان القوى العسكرية والثورية ووزير الدفاع السابق في الحكومة المؤقتة اللواء سليم إدريس لـ "أنا برس": لا يحق لقائد ميليشيا أن يصرح بقضايا تمس سيادة بلد، ولو كان يؤمن حقا بسوريا بلدا موحدا حرا مستقلا ديمقراطيا لما صدر عنه مثل هذا التصريح.
ويتابع إدريس: لو كانت قوات سوريا الديمقراطية تحمل فعلا هموم السوريين لعلم هذا الرجل أن أهل سوريا وحكومتها وسلطتها التي تأتي بعد زوال نظام الاستبداد هي وحدها صاحبة الحق في ان تقرر مع من تتخالف سياسيا وعسكريا.
ويوضح إدريس أن داعش التي تدعي قسد أنها تقاتلها هي أداة بيد الأمريكان والروس وإيران ونظام الأسد، ولم يعد خافيا على أحد أن نظام الأسد كان يسلم المناطق لداعش، وداعش تنسحب منها أمام الأكراد المدعومين أمريكيا وبذلك تتحقق مصالح الأمريكان خلف افتراءات قتال داعش وكذلك تتحقق مصالح روسيا وايران بوجود داعش وغيرها من الجماعات المتطرفة فقد سهل ذلك الأمر عليهم بوسم ثورة الشعب بسمة التطرف والإرهاب .
ويؤكد إدريس أن سياسة الولايات المتحدة واضحة تماما وهي تريد من خلال مساعدة ما تسميه قوات سوريا الديمقراطية، والتي تدعي أنها تحارب داعش، انشاء كيان انفصالي للأكراد في شمال سوريا لضرب استقرار تركيا ولتشكيل بؤرة صراع جديدة بين السوريين والأكراد وهي بلا شك تعمل على اقامة قواعد دائمة لها في تلك المنطقة لتكون بديلا لقاعدة انجرليك التركية.
فالمنطقة الشرقية في سوريا -وفق إدريس- تعوم على بحر من الثروات ولذلك نشهد هذا الاهتمام الغربي بها وبمحاولة عزلها والسيطرة عليها ولا يخفى على أحد اهتمام فرنسا وبريطانيا والنرويج بتلك المنطقة والا فما هو سبب تواجد الأمريكان في قاعدة قرب التنف برفقة الانكليز والنرويجيين؟ هل جاؤوا إلى هناك للاستمتاع بشمس الصحراء الحارقة ورمالها التي تدمي العيون؟ وقد يكون هناك اتفاق امريكي روسي غير معلن كما يرى إدريس، على تقاسم مناطق الثروات فروسيا ستسيطر على الساحل ومنطقة تدمر والقلمون بسبب مكامن الغاز الطبيعي الهائلة فيها والامريكان والغربيين على المناطق الشمالية الشرقية
ويشير إدريس إلى أنه عندما جاء ترمب ظن الكثيرون -وخاصة بعد الضربة المحدودة جدا لمطار الشعيرات -أن تغيرا سيحدث في موقف الولايات المتحدة تجاه نظام بشار الأسد ولكن ما حدث بعد ذلك من لقاءات بين الروس والأمريكان والتي ترجمت بإعلان الرئيس ترمب وقف دعم المعارضة السورية المعتدلة
كل ذلك برهن بما لا يقبل مجالا للشك بأن امريكا كانت ولا تزال تهدف إلى احراق سوريا وتقسيمها واثارة البلبلة في المنطقة برمتها وخلق منطقة توتر جديدة في شمال سوريا ستكون بؤرة صراع دائم بين العرب والكرد الذين عاشوا مئات السنين مع بعضهم أخوة تقاسموا معا ظلم وطغيان نظام بشار الأسد الطائفي الحاقد على البلاد والعباد.
ويختم إدريس حديثه بأن حالة الضعف والضياع التي تعاني منها المعارضة السورية لن تدوم واستمرار الدعم الأمريكي لقوات قسد ومنعه عن المعارضة السورية المعتدلة دليل واضح على أن هذه الميليشيات تنفذ اجندات امريكية بحتة.