http://anapress.net/a/134672994517584
(الاستقلالية المادية، وإبعاد المحاصصات السياسية، وفتح المجال أمام الشباب للعمل والتعلم بطريقة تراكمية).. معادلة نجاح خاصة ضربت من خلالها لجنة الحج العليا أنموذجًا في بناء مؤسسة ناجحة تؤدي دورها في إطار وطني خدمي بأقل الإمكانيات وبنتائج مذهلة.
وتعتبر لجنة الحج العليا معادلة، مؤسسة وطنية ومشروع إيجابي رغم كل المصائب التي تمر بالشعب السوري يومًا تلو الآخر، لاسيما مع نجاحها في أن تنطلق من قاعدة إدارة مختلفة تتجنب أخطاء باقي المؤسسات التي يغلب عليها الطابع السياسي.
فرضت المؤسسة نفسها بقوة على الساحة السورية، رغم كونها لا تتبع أي فصيل أو طرف سياسي وتنأى بنفسها عن التجاذبات السياسية التي تشهدها سوريا، ولربما كان ذلك هو السبب نفسه التي جعلها لا تحظى بالقدر الكافي من الشهرة في بعض الأوساط لعزوف الكثير من وسائل الإعلام عن الإضاءة على ذلك الدور الذي تلعبه في خدمة الحجاج السوريين وتوفير سبل الدعم والراحة كافة لهم.
وفي تسجيل له عبر موقع التواصل الاجتماعي، سلط المنسق الإعلامي للجنة الحج العليا عبد الرحمن النحلاوي، الضوء، على طبيعة عمل اللجنة واصفًا إياها بـ "المظلومة" على الصعيد الإعلامي، رغم ما تقوم به من مجهودات في إطار اعتبارها لجنة وطنية مستقلة لا تتبع أي طرف سياسي، وبوصفها مشروعًا إيجابيًا يشكل معادلة مهمة في بناء المؤسسات وفي بناء الدولة نفسها.
يقول النحلاوي: لجنة الحج العليا السورية ليس بداخلها محاصصات سياسية بين الموظفين، وحتى في اختيار الموظفين وتعيينهم، ما فتح الباب أمام الشباب المشاركين فيها ليعلموا ويضعوا كافة جهودهم وشغفهم وإخلاصهم في ذلك العمل.
ويصل تعداد الشباب المشاركين في تلك اللجنة إلى 30 شابًا، متوسط أعمارهم 40 عامًا، يقوموا –وفق النحلاوي- بخدمة 15 ألف حاج سوري هذا العام، ويقوموا بدور 7 مؤسسات ووزارات بالدولة الطبيعية من بينها وزارات الأوقاف والسياحة والصحة والمؤسسات المعنية الأخرى.
وأشار إلى أنه رغم نجاح اللجنة إلا أن هنالك محاولات لإفشالها، من بينها محاولات من جانب النظام على خلفية التعميم الذي أصدره النظام بأن يراجع حجاج دمشق فرع فلسطين، وكذا من طرف المعارضة؛ على اعتبار أن هنالك من لا يريد أن يظل الملف دينيًا تعبديًا دون أن يمر بالمحاصصات السياسية المختلفة، وفق وصفه.
وتشرف المؤسسة على عملية الحج والتعامل مع وزارات الخارجية والسلطات الأمنية في كل بلد من البلدان المتواجدة فيها اللجنة التي تعمل على خدمة الحجاج بصورة كريمة ومحترمة. حسب النحلاوي الذي يعتقد بأن اللجنة "مظلومة" خاصة أن الكثيرين لا يعرفوا مثل تلك الجهود، لأن اللجنة لا تتبع أي كتلة سياسية ومن ثم المؤسسات الإعلامية الخاصة بتلك الكتل لن تقوم بتغطية فعاليات اللجنة وجهودها.
واختتم "الفيديو" بالتأكيد على المعادلة التي تطرحها اللجنة من ضمن معادلات بناء سوريا، والتي تتعلق بالاستقلالية المادية حتى لو كانت الرواتب والموارد قليلة، وكذا إبعاد المحاصصة السياسية، وأخيرًا فتح المجال أمام الشباب ليعملوا ويخطئوا ويصححوا أخطائهم ويتعلموا بصورة تراكمية.
ويذكر أن اللجنة كانت قد افتتحت العديد من المكاتب لها، من بينها مكاتب في مصر والأردن ولبنان وتركيا وكذا مكاتب فرعية في الإمارات والكويت وقطر.