عشرات آلاف النازحين إلى مخيمات الشمال السوري هرباً من القصف

تستمر حركة النزوح بالارتفاع في المناطق الواقعة تحت سيطرة المعارضة السورية شمال إدلب مع استمرار الحملة العسكرية التي تقودها قوات النظام السورية برفقة حلفائها من روسيا وإيران.

تسببت بذلك نزوح آلاف المدنيين من مناطقهم وخسارة منازلهم وفقدان حياة المئات منهم، في الحملة الجوية والبرية التي يقودها أبرز ضباط القوات السورية والروسية.

أدت الحملة العسكرية إلى خسارة البنية التحتية للمنطقة، وإيقاف عمليات التعليم ودمار المدارس، وتوجه الأطفال وعائلاتهم للعيش في المخيمات قرب مدينة عفرين ومناطق ريف حلب.

أقرأ أيضا: موجة نزوح لعشرات الآلاف من المدنيين جنوب إدلب جراء القصف الجوي الروسي

قالت الأمم المتحدة أن أكثر من نصف مليون شخص قد نزحوا خلال الأربعة أشهر الماضية، وحذرت من تعرض حياة ثلاثة ملايين مدني للخطر في حال استمرار الحملة العسكرية التي يقوم بها النظام السوري على إدلب وريفها.

وطبقاً لما صرح به باسل الشامي ناشط إعلامي في عفرين لـ"أنابرس" أن أكثر من ٥٠ ألف مدني نزحوا خلال اليومين الأخيرين إلى مناطق ريف حلب واستقروا في المخيمات في حالة إنسانية يرثى لها، فلا تجهيزات ولا منظمات قادرة على تقديم المساعدات اللازمة بالكامل لهم بسبب ارتفاع الاعداد وخسارة العائلة كافة ممتلكاتهم أثناء النزوح الناتج عن القصف والعمليات العسكرية.

تستمر حالات نزوح المدنيين من قرى ريف إدلب الجنوبي والجنوبي الشرقي إلى المناطق الحدودية شمال إدلب، وذلك جراء تكثيف قوات الأسد من قصفها لتلك القرى والبلدات بشتى أنواع الأسلحة.

وأفاد أحمد الشيخو مدير المكتب الإعلامي في مديرية الدفاع المدني في ادلب بتصريح خاص لـ"أنابرس" بأنه خلال اليومين الماضيين استشهد 13 مدني وأصيب 27 آخرين، معظمهم بفعل القصف الجوي، وتم تسجيل استهداف ٣٢ بلدة في ريف إدلب، حيث نفذ الطيران الحربي 95 غارة منها 29 بفعل الطيران الروسي، بالإضافة إلى 19 برميل متفجر و402 قذيفة مدفعية وصاروخ راجمة، جميعها استهدفت المناطق المدنية.

أقرأ أيضا: قتلى وجرحى بينهم أطفال بغارات جوية روسية على ريف إدلب

ونوه أيضاً أن فرق الدفاع المدني عملت على انتشال جثث الشهداء وإسعاف الجرحى إلى المشافي القريبة، كما ساعدت النازحين في نقل متاعهم وفي تجهيز مخيمات خاصة لهم.

وقالت جمعية منسقي الاستجابة المدنية في الشمال السوري إلى أن 945 ألفا و992 مدنيا نزحوا من قراهم وبلداتهم ومدنهم في منطقة خفض التصعيد منذ عقد اتفاق سوتشي بين تركيا وروسيا مؤخراً.

يذكر أن مخيمات الشمال السوري الواقعة قرب مدينة عفرين وأطمه وريف حلب الغربي وريف حلب الشمالي وصولاً إلى جرابلس، تعاني من كثافة السكان فيها وقلة الخدمات وتوافد العائلات النازحة بشكل يومي، مع استمرار الهجمات العسكري على ريف ادلب ونزوح المدنيين من بلداتهم وقراهم، وبالتالي خسارة للممتلكات وتوقف التعليم وتردي الأحوال الصحية وتراجع القدرة على البناء السليم للأجيال الناشئة واجبارها على العيش في الخيم بعيداً عن التعليم والتثقيف.