المزيد  
واشنطن تؤكد استعدادها لدعم تركيا فيما يخص إدلب
ميلشيا الحشد الشعبي العراقي يرسل مقاتليه إلى خطوط الجبهة في إدلب
عميد كلية الطب بدمشق: أكثر من 150 ألف حالة إصابة بـ "كورونا" في دمشق وحدها
بينهم قتلى من الحرس الثوري.. غارات على مواقع للميليشيات الإيرانية بدير الزور
ميشيل عون: وجود السوريين في لبنان "عبئاً كبيراً" .. ونطلب مساعدة "الهجرة الدولية" لإعادتهم
آلاف العناصر من "داعش" لا يزالون يتحركون بحرية تامة بين سوريا والعراق
مشافي حلب تعاني من نفاد أكياس الجثث بسبب فيروس "كورونا"
وفد المعارضة لـ "أنا برس": تم إلغاء أعمال اللجنة الدستورية بسبب اكتشاف 3 حالات بـ "كورونا"

هل ترسخ الاستانة التقسيم في سوريا؟

 
   
10:00

http://anapress.net/a/303384454035069
451
مشاهدة


هل ترسخ الاستانة التقسيم في سوريا؟

حجم الخط:

اختتم مؤتمر الاستانة 4 بتوقيع الدول الراعية (روسيا وتركيا وإيران)، على مذكرة تفاهم لتخفيف التصعيد العسكري ضمن أربع مناطق في سوريا، والمناطق “الآمنة” المتوقعة، وفق الاقتراح الروسي، هي إدلب وشمال حمص والغوطة الشرقية، والجنوب السوري.

وتحدثت وكالات روسية عن أن وضع الخرائط للمناطق الآمنة، وتحديد نقاط الفصل بين القوى المتنازعة، تنتهي مع حلول 22 من أيار الجاري. على أن تُشكّل الدول الراعية للاتفاق، فريقًا يضمن تنفيذ بنود المذكرة في غضون خمسة أيام بعد التوقيع عليه.

الخطيب: الشعب السوري في مناطق الفصائل هي الخاسر الأكبر من جميع نواحي الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية

وفي هذا الإطار يتسائل العديد من السوريين عبر مواقع التواصل: أليست هذه المناطق هي ترسيخ لبدايات التقسيم في سوريا؟ أم أنها فقط مجرد تخفيف التصعيد العسكري لا أكثر، إذ أن التقسيم في سوريا سيكون له ارتدادات اقليمية خطيرة؟

يقول الأمين العام لحزب التضامن الدكتور عماد الدين الخطيب لـ "أنا برس": حقيقة كنا نتطلع إلى اجتماع الاستانة 4 على أن يكون خطوة البداية نحو انهاء الصراع في سوريا، ولكن مع غياب الرؤية الكاملة للحل في سوريا وغياب الارادة الامريكية في اظهار رؤيتها لإنهاء هذا الصراع؛ لذلك أرى أن الاتفاق يخفي في طياته الشر للشعب السوري والنتيجة هي خدمة النظام من أجل بقاءه في السلطة وتفرغه مع حلفاءه لاستعادة المناطق الواقعة تحت سيطرة داعش وتوسيع مناطق سيطرته.

ويعتقد الخطيب بأن اتفاق المناطق الأربع يرسخ لتقسيم مؤقت وادارة ذاتية لكل منطقة وبعد ان تتصارع المعارضة مع جبهة النصرة في محاولة للقضاء عليها سيطرح اعادة توحيد هذه المناطق مع مناطق النظام على شكل فيدرالية بحيث تبقى الفصائل المسلحة والمسيطرة في مناطقها محافظة على مكاسبها.

ويستطرد: في النهاية الشعب السوري في مناطق الفصائل هي الخاسر الاكبر من جميع نواحي الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية. ولن يكون هناك تقسيم دائم فيما إذا صمد هذا الاتفاق والذي أتوقع له الانهيار لغياب الادارة الامريكية لان الاتفاق يرسخ لدور روسي ايراني في المنطقة

تقسيم نهائي لن يكون في سوريا على الاطلاق لان الضامنين التركي والايراني أول المتضررين والاتفاق، يرسخ لإحياء النظام وهذا يتعارض مع التصريحات الامريكية والموقف التركي السعودي.

ويقول الناشط والإعلامي بلال خربوطلي لـ "أنا برس": موقع سوريا وطبيعتها لا تسمح بالتقسيم،جميع الدول مؤمنة بوحدة سوريا لأن اسرائيل تريد ذلك، المناطق الآمنة وأن حصلت وكان هناكجدية روسية بتنفيذهاولم تكن لعب والتفاف فهذا لايعني خطوات تقسيم فهذا واقعومطلبوشيء ضروريان تقام هذه المناطق.

ويوضح  أن روسيا أسرعت لتنفيذها خوفا من تنفيذ ترامب لها،وعندها ستعاد المعادلة للصفروينسف معهاماحققته روسيا من مكتسبات، فلواشنطن عبئ الشمال ومعارك داعش وقضية الاكرادالتلويح بعصا ترامب دفع بالروس لهذه الخطوةعلى ما اعتقد يمكن ان يكون هناك دور امريكي في المستقبل في وسائل تنفيذ هذه المناطق.

 النجار: الاستانة 4 بداية التقسيم والذهاب إلى الكنتونات

ويرى خربوطلي أن هذا المقترح الروسي أن جد فعله هو تعبيد للطريق أمام جنيف والبدء بعملية سياسية جدية قد تكون هذه المرةالانتقال السياسي وشكله حكومة انتقالية ام حكومة وطنيةالاسرى والمعتقلينشكل الدستورتطبيق مقررات جنيف 1والقرار 2254

ويشير إلى أن نظام الاسد يتغذى على استمرار الحرب والتصعيدعند حصول مناطق امنة بشكل جدي يعني تم وضع جنيف على السكة.. وموافقة النظام على المقترح الروسي بإقامة المناطق الآمنة كما يعتقد خربوطلي إما ضغط روسي، أو مكيدة محروفة،في النهاية روسيا لاتقاتل لأجل الاسد وسواد عينه، روسيالديها مصالح تريد تنفيذها،روسيا حتى ولو بعد سنوات لاتستطيع احتمال عبئ الأسد ستتخلص منه بأي شكل.

وبدوره يقول المحلل السياسي حسام نجار لـ "أنا برس": الاستانة 4 بداية التقسيم والذهاب إلى الكنتونات، وإذا عدنا لوثيقة التوقيع وخطوط التماس،الروس درسوا الخطة التي وضعها الجنرال الامريكي بناءا على طلب ترمب وقاموا بتحويرها لمصلحتهم.

ويوضح النجار أنه لا مانع عند الأمريكيين، مادامت الخطة ستنفذ لهم هدفهم في سوريا، فالمهم الهدف النهائي وهو تقسيم سوريا، بدءاً من الحسكة والشمال الشرقي وصولاً لقاعدة التنف.

ويعتقد بأن التقسيم هو بالدرجة الأولى رغبة إسرائيلية، فهي تريد كنتونات ضعيفة حولها، والفصائل ليس بيدها حيلة،ومجرد موافقة النظام على المقترح الروسي إذا التنفيذ واقع لا محال.

التقسيم هو بالدرجة الأولى رغبة إسرائيلية، فهي تريد كنتونات ضعيفة حولها

وحول مصير ريف حماة وريف حلب التي لم تشملها المقترح الأمريكي يقول النجار، سيتم التسوية عليهماوسيتبعان لكنتونات، خاصة بعد تواجد الروس في عفرين، إذ لن يتم الذهاب للكنتونات مباشرة؛ فالوثيقة تضع خطوط تماس ومناطق هادئة ستتحول لاحقاً إلى كنتونات بعد تقويتها

وبخصوص جنيف القادم وما سيصدر، عنها يؤكد النجار، أن التسوية النهائية ستكون حتما في جنيف القادم، لأن جنيف سيستند على استانا.

ويختم النجار حديثه أن كل ماسبق الاستانة كان مخطط له، لذلك نلاحظ قبل الاتفاق بفترة قصيرة أرادت إيران وروسيا والنظام تسريع اتفاق المدن الأربعة وتهجير الوعرونقل اهالي الفوعة وكفريا للقصير وتوطينهم هناك

ومن جهته يقول الأكاديمي السوري د.فايز قنطار لـ "أنا برس": ما جرى في أستانة4يظهر عمق المأزق الذي وصلت إليه الأوضاع السورية وجميع القوى المتصارعة على سوريا وليس من اجلها، أو من اجل السلام لشعبها.

ويردف القنطار، المعارضة "المسلحة" تشارك تحت الضغط التركي – العربي، وتشعر بان الكل يحاول "استعمالها" لمصالحه الأنانية، فهل يعقل من القوى (روسيا وإيران) التي تشارك في القتل وقصف المشافي والأحياء السكنية، وتغطي على استخدام السلاح الكيماوي،هل يعقل انها ستكون ضامنة " للتهدئة"؟

وبعد تجربة وقف إطلاق النار السابقة، تم تهجير أهالي الزبداني ومضايا والوعر ووادي بردى، واحتلالها من قبل ميليشيات إيران والأسد، ومن "جرب المجرب عقله مخرب"

ويوضح القنطار، إن توافق القوى المتصارعة على سوريا يمكن إن يفضي بها إلى التقسيم الجغرافي لهذا البلد، يختص كل منها بقطعة من "الجسد السوري" كمنطقة نفوذ.

يدرك السوريون جيداً بأن الصهيونية العالمية، بما تملكه من سطوة ونفوذ على القوى الكبرى، شرقا وغربا،تعمل منذ عقود طويلة على تحقيق هذا الهدف،

 أي تمزيق المنطقة برمتها إلى كيانات أثنية ومذهبية متناحرة، بما يشل قدراتها على البقاء، وتبقى ضعيفة واهنة غير قادرة على الوقوف بمفردها. بحيث تصبح اسرائيل هي القوة العظمى، تتحكم بكل المنطقة، وتحقق حلمها: من الفرات إلى النيل.

ويختم القنطار قائلًا: إلا أن تقسيم سوريا سيكون له ارتدادات اقليمية خطيرة، يهدد بتشظي المنطقة واشتعالها، قد تصل نيرانها إيران وتركيا والخليج وربما روسيا لن تكون بمنأى عن ذلك.

 

 

 

 

 

Arabic Description