تعرف على أبرز التداعيات المرتقبة للضربة الأمريكية

تداعيات وانعكاسات عديدة مرتقبة تفرزها الضربات الصاروخية على قاعدة الشعيرات بريف حمص ضد قوات النظام السوري، حيث أطلق الجيش الأمريكي 59 صاروخاً من طراز "توماهوك" من مدمرتين للبحرية الأمريكية على قاعدة جوية لنظام الأسد، وإن من بين الأهداف طائرات وأنظمة للدفاع الجوي، وذلك في رد على الهجوم الكيمياوي الذي نفذتها قوات النظام على خان شيخون.

أسئلة كثيرة تتبادر للأذهان، هل غيرت واشنطن موقفها تجاه الأزمة السورية، وتجاه مصير الأسد؟ وما هي الرسالة التي أرادت واشنطن ايصالها؟ ولمن؟ وما هي أبرز التداعيات المرتقبة؟يقول الخبير الاستراتيجي منذر الديواني لـ "أنا برس": من الوهلة اﻷولى قد يكون خبر الضربات الصاروخية اﻷمريكية مصدر فرح للكثيرين وهذا شعور عاطفي طبيعي،  لكن الحقيقة هي أنه ولو كانت أمريكا صادقة في نيتها بشأن اﻹطاحة باﻷسد لن يتطلب منها ذلك سوى اتصال هاتفي ينتج عنه قرار دولي بإزاحة بشار الأسد ومحاسبته، ولكنها مجرد حركة خبيثة جديدة من قبل اﻷمريكان وباتفاق روسي-أمريكي لتدمير ما تبقى من حلم الشعب السوري بالحرية وفرض شروط معادلة جديدة.

وأفاد بأنه لو كانت هذه الضربة موجهة ضد روسيا أو إيران لقامت أمريكا باستهداف مطارات أخرى مثل (مطار حميم أو مطار المزة العسكري) التي تعد قواعد عسكرية حقيقية لروسيا وإيران، لكن التنسيق الأمريكي -الروسي والذي بات واضحاً للجميع يتطلب بين الحين والآخر إجراء مثل هذه الضربات والنتيجة هي فرض معادلة قديمة جديدة هي الحفاظ على اﻷسد في سدة الحكم أو بالحد الأدنى من والاه لتنفيذ مشروع الهيمنة اﻹستعمارية والاحتلال الغير مباشر والدليل الذي ﻻ يقبل الشك هو عدم إتخاذ أمريكا إجراءات مباشرة بحق بشار اﻷسد. ويختتم الديواني حديثه بأنهم يلعبون على وتر المشاعر لأنهم يعلمون بأن الشعب العربي وخاصة السوري شعب عاطفي.

وبدوره يقول المحلل السياسي جميل عمار لـ "أنا برس": كنت أول من قال إن أمريكا ستقصف، والضربة الأميركية صحيح أنها أخرجت مطارًا خارج الخدمة وقصفت ٢٢ طائرة سوخوي، ولكنها رسالة للأسد وحلفائه بأنه لا يوجد غطاء روسي يحميك من أمريكا، وأن صواريخ اس 400 لن يمنعوا أي قصف أمريكي أو إسرائيلي.

ويوضح الخبير السياسي أن واشنطن اكتفت مبدئيا بضرب النظام، ولكن هنالك ما سيلحق وسيتبع هذا القصف حتما، ومن تداعيات هذه الضربة ربما يصبح محظور على النظام أن يقوم بطلعات جوية. ويشير إلى أن الفيتو الروسي بعد الآن لا قيمة له؛ فالضربة تعني أن أمريكا ترامب عادت للملعب بعد أن كان أوباما يجلس بين المشاهدين.

وبسؤاله حول حجية القائلين بأنه لو أرادت واشنطن ازاحة الأسد لكانت أصدرت قرارًا بإجماع دولي وهي قادرة على ذلك لإسقاط الاسد، يؤكد عمار أن الأسد سيسقط ولكن بتوقيت أمريكي وليس وفق توقيتنا نحن، فأمريكا هدفها إنهاء داعش قبل إسقاط الأسد، لأن رحيل الأسد قبل إنهاء داعش متعب لأمريكا، والضربة هي رسالة أمريكية لروسيا بأن أمريكا والغرب لن يثنيهم الفيتو الأمريكي مرة أخرى.

وإلى ذلك، يقول المحلل السياسي حسام نجار لـ "أنا برس": الضربة الأمريكية عبارة عن رسائل متعددة الاتجاهات أهم اتجاه فيها خاص بالأمم المتحدة ومجلس الأمن بحيث يقول لهم أنني قادر على التدخل بأي وقت دون موافقة أممية، ورسالة أخرى هي إعادة الدور الأمريكي كدولة وحيدة عظمى بعد توجيه رسالة روسية سابقة بأن الروس لديهم الحق والقدرة على اعتراض اي طيران أو صاروخ متجه لسورية.

أيضا رسالة قوية جداً أخرى -كما يرى النجار- نجدها بخطاب ترامب بعد الضربة مباشرة حيث قال "لقد قام الديكتاتور في سوريا بقتل النساء والأطفال والرجال دون دماء بغاز محرم دوليًا"، وتأكيده على استخدام الكيماوي هو ووزير خارجيته ومستشاريه.. وكذلك رسالة قوية أن الأسد أصبح متفحم يجب قطعه بعد تجاوزه الخطوط الحمراء.

وحول تداعيات الضربة في الفترة المقبلة وما إذا ستتغير قواعد اللعبة؟ يجيب النجار: نعم بالضبط، ستكون كضرب الطيارة التركية وبالتالي سيحتدم الصراع مع روسيا والتي ستضغط على النظام بشدة وخاصة بعد انعقاد مؤتمر صحفي للأمم المتحدة يثبت الضربة الكيماوية، كذلك النظام سيخاف الآن بشدة فلا ضوء أخضر لقواته وسيعلم أن أمريكا جاهزة في أي وقت أن تخطى الحدود.

وفيما إذا كانت للضربة تأثير على مؤتمر جنيف والحل في سوريا؟ يؤكد النجار أن هناك تغيرًا في المزاج الأمريكي والمواقف الأمريكية والإسرائيلية فقد تم اتخاذ القرار بحل الأزمة السورية.

وإلى ذلك، يقول ممثل المجلس الوطني الكردي في الهيئة العليا للمفاوضات فؤاد عليكو: أعتقد بأن هذه الضربة رسالة سياسية لروسيا مفادها على روسيا أن لا تتصرف بمصير سوريا والمنطقة كما يحلو لها.

ومن جهته، يعتبر الأمين العام لحزب التضامن الدكتور عماد الدين الخطيب في تصريحات لـ "أنا برس" أن الجمهوريون أثبتوا عبر مراحل وصولهم للسلطة أنهم صقور الولايات المتحدة الأمريكية بخلاف الديمقراطيين وما موقف الرئيس ترامب إلا إثبات لموقعه في الإدارة الأمريكية بعد فشله في تنفيذ قرارات في الداخل الأمريكي مما ينعكس سلبا على علاقاته الدولية.

ويرى الخطيب أن ترامب أراد التأكيد على دوره كرئيس يستطيع اتخاذ القرارات، فكان القرار بضرب مطار الشعيرات الذي انطلقت منه الطائرات التي قصفت خان شيخون بالكيماوي وليمحي الصورة التي لحقت بالإدارة الامريكية بعهد أوباما. ويشير إلى أنه لا حل سياسي في سوريا بغياب الإدارة الأمريكية رغم محاولات روسيا إثبات أنها الفاعل الرئيسي ومن بيده مفاتيح الحل.

وعندما أعلنت الإدارة الأمريكية –والكلام على لسان الخطيب-  أن الاسد ليس أوليتها المقدمة على محاربة تنظيم داعش تنفس الاسد الصعداء فكان قصف طائراته لخان شيخون بالكيماوي. وقال: أعتقد بأن الحل في سوريا أصبح في متناول اليد بعد الإعلان الأمريكي عن أن الأسد لن يكون في مستقبل سوريا، وأعتقد بأن تصريحات ترامب هي جدية بخلاف تصريحات أوباما المترددة.

 ويختم الخطيب حديثه بقوله: إضافة لكل الأسباب المذكورة أيضاً هناك إصرار ترامب على إضعاف إيران وميلشياتها وبالتالي الدفع لخروجهما من سوريا. فيما إذا حصل هذا يعني اضعاف الاسد ونظامه ومن ثم خضوعه للحل السياسي خاصة انه رغم الوجود الروسي لم يمنع هذا من قصف مطار الشعيرات

وبدوره، يقول عضو منصة القاهرة فراس خالدي لـ "أنا برس": إن الضربة الأميركية تحمل أبعادًا محددة فهي محاولة لاستعادة شعبية ترامب وصورة أميركا الدولية ومن الناحية الخارجية هي رسالة تحذيرية لإيران مع غض طرف روسي يقول لسان حاله لم أعد أستطيع تامين الحماية لكم ، وهي المخرج للروس من الحلف الإيراني.