المزيد  
واشنطن تؤكد استعدادها لدعم تركيا فيما يخص إدلب
ميلشيا الحشد الشعبي العراقي يرسل مقاتليه إلى خطوط الجبهة في إدلب
عميد كلية الطب بدمشق: أكثر من 150 ألف حالة إصابة بـ "كورونا" في دمشق وحدها
بينهم قتلى من الحرس الثوري.. غارات على مواقع للميليشيات الإيرانية بدير الزور
ميشيل عون: وجود السوريين في لبنان "عبئاً كبيراً" .. ونطلب مساعدة "الهجرة الدولية" لإعادتهم
آلاف العناصر من "داعش" لا يزالون يتحركون بحرية تامة بين سوريا والعراق
مشافي حلب تعاني من نفاد أكياس الجثث بسبب فيروس "كورونا"
وفد المعارضة لـ "أنا برس": تم إلغاء أعمال اللجنة الدستورية بسبب اكتشاف 3 حالات بـ "كورونا"

"يوتيوب" يتحدى "الثورة السورية" ويغسل "جرائم الأسد"

 
   
11:04

http://anapress.net/a/104732198659147
518
مشاهدة


"يوتيوب" يتحدى "الثورة السورية" ويغسل "جرائم الأسد"

حجم الخط:

انتقد حقوقيون ومراقبون موقع يوتيوب لحذفه آلاف الفيديوهات التي كان يمكن استخدامها لتوثيق فظائع وجرائم نظام الأسد ضد الشعب السوري، وأن الخطوة التي أقدم عليها الموقع تهدد بضياع تلك التسجيلات ويقلل فرص استخدامها مستقبلا.

وبعد ضغط من الإعلام صرحت إدارة موقع اليوتيوب بأنه تم حذف الفيديوهات بالخطأ عن طريق برامج دون علمنا، وبحسب مصادر إعلامية فإنه أعيد نشر بعض المقاطع المحذوفة للموقع، لكن متحدثة باسم يوتيوب أوضحت أن التقنية الجديدة قد تحذف مقاطع الفيديو تلقائياً.

وأكدت إدارة "يوتيوب" أن حذف المقاطع جاء بعد تصنيفها كـ "غير ملائمة" من خلال نظام خاص بالتعرف على المواد المتطرفة، وبحجة أنها تحرض على العنف وبهدف منع الإرهابيين من التأثر بها. وأشارت إدارة الموقع إلى أنه تم إعادة بعض المقاطع والفيديوهات، حيث أنه بمجرد العلم بأن مقطع فيديو ما حُذف عن طريق الخطأ، يتم التعامل مع الأمر بسرعة وإعادة إدراجه.

في الأول من شهر آب الجاري أعلنت إدارة اليوتيوب عن أن هناك عدة خطوات سيتبعونها من أجل إزالة المحتويات المتطرفة على الموقع على حد زعمها

وفي السياق ذاته كشف تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أن موقع يوتيوب حذف خلال الأسابيع الأخيرة عددًا غير محدد من مقاطع الفيديو بما فيها بعض القنوات، وأن من شأن حذف تلك الفيديوهات أن يعيق محاكمة مرتكبي الفظائع بجرائم حرب في المستقبل، ويمثل مشكلة كبيرة أمام من يحاول توثيق الحرب في سورياوقالت الصحيفة إنه حينما اندلع الصراع في سوريا تعطلت وسائل الإعلام المستقلة، فلجأ السوريون أنفسهم إلى يوتيوب لبث أخبار الصراع، وأن ما اختفى من أمام ناظرينا هو تاريخ لهذه الحرب الفظيعة.

يقول مؤسس منظمة الأرشيف السوري هادي الخطيب لـ "أنا برس": بداية بالنسبة لموضوع الأرشيف السوري، الأرشيف السوري هي منظمة سورية هدفها التحقق والجمع والحفظ وتحليل الأدلة البصرية (الصور والفيديو) التي تدل على الانتهاكات لحقوق الانسان، بدأنا بعملنا منذ عام 2014 وعدد الفيديوهات التي تم أرشفتها عن طريق المنظمة تصل إلى أكثر من 600 ألف فيديو

ويعتقد بأن ما حصل مع اليوتيوب بحذفه الفيديوهات الخاصة للثورة السورية هو موضوع سيء للغاية أثر بشكل كبير على عملنا بطريقة كبيرة، وأيضاً على عمل كثير من المنظمات الإعلامية والحقوقية التي تعمل على توثيق الانتهاكات لحقوق الانسان.

https://youtu.be/UbhXrlkDlVo

ويشير إلى أنه في الأول من شهر أب الجاري أعلنت إدارة اليوتيوب على موقعها بأنه هناك عدة خطوات سيتبعونها من أجل إزالة المحتويات المتطرفة على موقعها ومحاربة الإرهاب والمحتوى الإرهابي الموجود على موقع اليوتيوب على حد زعمهم.

 ويوضح الخطيب أنه في الدقيقة الواحدة يتم نشر أكثر من 4 ألاف فيديو بالدقيقة، لذلك قام موقع يوتيوب بتطوير برمجية الذكاء الاصطناعي لكي يقوم هذا البرنامج المتطور بحذف المحتوى الإرهابي تلقائياً.

وحول ما ادعت به إدارة اليوتيوب باسترجاعها معظم الفيديوهات يؤكد الخطيب أننا تواصلنا معهم من أول يوم حصلت فيها هذه المشاكل وكان في الشهر السابع الماضي تموز حيث بعثنا لهم قوائم بالقنوات المحذوفة التي تعنى برصد وتوثيق انتهاكات حقوق الانسان في سوريا، كان هناك بالبداية رد فعل إيجابي من موقع اليوتيوب حيث أعادت بعض القنوات مع الفيديوهات وإعادة بعض القنوات دون أي فيديوهات لهذه القنوات، فنحن حاليا نعمل معهم يومياً جاهدين على إعادة كل القنوات المحذوفة مع كل الفيديوهات المحذوفة حيث أننا نرسل أسبوعياً قوائم لاسترجاع الفيديوهات المحذوفة.

لا تتوقف أهمية هذه الفيديوهات على كونها شاهدا على جزء كبير من أحداث السنوات الماضية، لكنها أيضا تعتبر مخزوناً أرشيفياً هاماً ومصدراً أساسيا للبيانات المصورة

ويختم الخطيب حديثه أنه للأسف بالنسبة لحل طويل الأمد بالنسبة للفيديوهات السورية التي يتم نشرها حاليا لم نستطع حتى الأن أن نأخذ رد فعل إيجابي ولم نصل معهم لأي حل بخصوص البرمجية المتطورة الجديدة في موقع اليوتيوب التي تقوم بالحذف التلقائي للفيديوهات السورية بحجة المحتوى الإرهابي، لذلك نعمل في منظمة الأرشيف وبمساعدة بعض المنظمات بالضغط على موقع اليوتيوب لضمان استرجاع كل الفيديوهات المحذوفة ومن ثم أرشفتها.

وبدورها، تقول مديرة قسم الإعلام والحريات في المركز السوري للإعلام وحرية التعبير هناده الحريري لـ "أنا برس": لا تتوقف أهمية هذه الفيديوهات على كونها شاهدا على جزء كبير من أحداث السنوات الماضية، لكنها أيضا تعتبر مخزوناً أرشيفياً هاماً ومصدراً أساسيا للبيانات المصورة، فقد اعتمد الناشطون الإعلاميون والحقوقيون السوريون منذ عام ٢٠١١ بشكل أساسي على تحميل ما يقومون بتسجيله على يوتيوب ليكون متوفرا للمعنيين وكل العالم ليعرفوا ما يحدث".

ويقول الباحث في الشؤون القانونية وعضو اتحاد المحامين العرب وسفير في الأمم المتحدة الدكتور رفعت مصطفى لـ أنا برس: من العار أن تقوم إدارة اليوتيوب بحذف تاريخ الثورة السورية والذي يعتبر أرشيف لجرائم نظام الأسد وحلفائه ضد الشعب السوري.

ويوضح مصطفى أن ما أقدمت عليه إدارة اليوتيوب بحذف مقاطع وفيديوهات توثق إجرام هذا النظام هو دليل قاطع على تعويم الاسد من قبل المجتمع الدولي، وقد لاحظنا في الآونة الأخيرة وقد ارتفعت أصوات بعض الدول بأنه لا رحيل للأسد وعلى رأسهم فرنسا وبعض الدول العربية.

وحول ما إذا كان يمكن استخدام هذه الفيديوهات كأداة لإدانة الأسد ورموزه يؤكد مصطفى، نعم مقاطع اليوتيوب وثيقة إدانة دامغة إذا كانت سليمة، وقد تم حذف هذه المقاطع بتوجيه من تل أبيب لحماية الأسد، وأن حذف الفيديوهات الموثقة عن جرائم الأسد من قبل إدارة اليوتيوب وبدون سابق إنذار، هو اعتراف واضح من قبل الإدارة والمجتمع الدولي بأن الأسد مجرم حرب، بحسب مصطفى. (اقرأ أيضًا: قرار خطير من "يوتيوب" ضد عشرات القنوات الإعلامية المعارضة).

الفيديوهات التي تم حذفها وإزالتها كان من الممكن أن تستخدمها منظمات إنسانية وحقوقية كأدلة لإدانة الأسد ورموزه في المحاكم الدولية

ومن جهته يقول الناشط الحقوقي عماد الأيوبي لـ "أنا برس": أن الفيديوهات التي تم حذفها وإزالتها كان من الممكن أن تستخدمها منظمات إنسانية وحقوقية كأدلة لإدانة الأسد ورموزه في المحاكم الدولية، ونحن كحقوقيين ندين وننتقد بشدة ما أقدم عليه موقع اليوتيوب بحذفه آلاف المقاطع والفيديوهات التي توثق جرائم الأسد ولتبقى شاهداً عبر العصور القادمة على وحشية هذا النظام بقتل شعبه الأعزل بكل أنواع الأسلحة المحرمة دولياً.

ويوضح الأيوبي، لعل الدور الذي لعبه الناشطون والمتظاهرون في تصوير وتوثيق يوميات الثورة عبر هواتفهم المحمولة وآلات التصوير، هو أبرز ما يميز الثورة السورية، ومن ثم انتقالهم إلى النشر على موقع اليوتيوب الذي أصبح منصة لنشر جرائم نظام الأسد ضد المدنيين.

ويختم الأيوبي حديثه أننا نتخوف من أن تكون عملية الإزالة والحذف متعمدة ومسيسة وهناك أطراف دولية ورائها، وخاصة تزامنت هذه الخطوة مع تزايد الأصوات الدولية المطالبة ببقاء الأسد في السلطة رغم الجرائم التي ارتكبها.

والجدير بالذكر أن اليوتيوب كان قد حذف أيضاً أكثر من خمسين قناة تابعة للثورة من بينها " شبكة شام الإخبارية، شبكة بلدي نيوز، وزمان الوصل، ووكالة خطوة" والعشرات من القنوات التي توثق بشكل يومي تفاصيل حياة السوريين في ظل جحيم الموت الذي يلاحقهم على يد نظام الأسد وحلفائه