أجندة خارجية تهيئ جيش الإسلام لمرحلة ما بعد الأسد

عاد الاقتتال إلى الغوطة وعاد هدر الدماء مجدداً وعاد المفتون لفتاويهم، حيث أصدر جيش الإسلام، أحد أكبر فصائل المعارضة السورية في ريف دمشق، بياناً أكد فيه عزمه إنهاء وجود هيئة "تحرير الشام" في الغوطة الشرقية، وبذات الوقت وجه رسالة طمأنة لفيلق الرحمن.

هل فعلا هناك أجندات خارجية قررت تصفية هيئة تحرير الشام على يد جيش الإسلام؟ وهل فعلا هذا الاقتتال يصب في مصلحة المخطط الموضوع للإبقاء على فصيل واحد فقط في سوريا؟ إلى أين ذاهبة الأمور في ظل هذا الاقتتال؟

يقول المحلل السياسي حسام نجار لـ أنا برس: هذا الاقتتال والقتل ما هو إلا تنفيذ لإرادة خارجية مقيتة تستخدم الدم السوري حطباً لنيرانها، هذا الاقتتال ما هو إلا للسيطرة على الغوطة وما حولها وإبعاد كل فصيل مهم له تأثير على سير الأمور بعد زوال النظام.

ويوضح النجار، من المعروف أن جيش الاسلام أكبر الفصائل عدة وعتاداً وكذلك معروف للجميع من يمول هذا الجيش، فبعد رفع الغطاء عن الأسد وعصابته لا بد من تهيئة الأجواء وتمهيد الأرض وتثبيت فصيل كبير يستلم زمام المبادرة بعد هذا الزوال لكيلا يكون هناك فراغ أمني ولكي يتم ضبط الشارع فمن الأقرب إلى هذا؟ إنه الفصيل الكبير جيش الإسلام

ويؤكد النجار أنه قد تم اتخاذ قرار خارجي وحسب بنود جنيف ذات الارقام المتعددة وبنود فيينا وكل الاجتماعات أن النصرة مع تغير تسمياتها هي فصيل متطرف يجب تصفيته حتى يتم الركون للحل السياسي طويل الأمد، لأنها من الرافضين له وهذا الاقتتال يصب بشكل أساسي في مصلحة المخطط الموضوع لسورية.

 ويشير النجار إلى إنه إذا عدنا لتسريبات الخطة الروسية نجدها بعد التدقيق فيها أنها عبارة عن مناطق نفوذ وخطوط تماس تتحول إلى كنتونات وسلطة أمر واقع وهذا من مصلحة النظام في المرحلة الأولى لتثبيت بقاء دولته او كنتونه.

 ويردف النجار، المفترض وباعتقادي أنه لن يتوقف حتى يسيطر فصيل واحد على المنطقة القريبة من دمشق كي يسهل التفاهم معه بينما وجود عدة فصائل هناك صعوبة في العمل على تجميعهم ولكل واحد منهم متطلبات تختلف عن الاخر.

ويتساءل النجار، هذا الاقتتال والقتل من يتحمل دماء القتلى فيه برقبة من؟ الفصائل الثورية أو المسلحة أياً كانت التسمية هل لديها بُعد وطني؟ وهل لديها بُعد اسلامي يستمد نفسه من سماحة ولين وقوة الحق في الاسلام؟ هل تعي عناصر الفصائل الثورية ما تأمرها به قادتها من قتل لأخوة العقيدة والدين؟ أم أن الراتب الشهري والمكافأت أغلقت العيون والأذان؟

ويختم النجار حديثه لـ انا برس، كفانا شرزمة وتنفيذ أجندات خارجية لا ناقة لنا فيها ولا جمل ...كفانا أن نكون ألعوبة بيد الأخرين ...فالأن يستفيدون منكم ولاحقاً يدمرونكم.