عقود ستة قضاها المÙكر والأديب السوري الراØÙ„ مطاع صÙدي ÙÙŠ تتبع أزمات الواقع العربي Ù…Øملًا بهموم وقلق ÙلسÙÙŠ لم ÙŠÙارقه سوى برØيله ÙÙŠ Øزيران من عام 2016. بØØ« صÙدي طوال سنوات عمره إشكالية النهضة العربية ومقاربتها بظرو٠الواقع من جهة وبالتجربة العالمية من جهة أخرى.
ولد المÙكر السوري مطاع صÙدي عام 1929ØŒ بدأ مساره الÙكري والثقاÙÙŠ منذ خمسينات القرن الماضي عبر بوابة الأدب، التي قدم من خلالها أعمالًا روائية بارزة هي "ثائر Ù…ØترÙ" Ùˆ"الآكلون Ù„Øقوقهم" Ùˆ"جيل القدر". ثم جذبته عوالم الدراسات الÙلسÙية التي بدأها متأثرًا بالنزعة الوجودية القومية ثم تØوّل لاØقًا Ù„ÙلسÙØ© ما بعد الØداثة.
ليÙقدّم عبر عقود عصارة Ùكرية لمؤلÙات Ùكرية بارزة منها " نقد العقل الغربي- الØداثة ما بعد الØداثة"ØŒ "ÙلسÙØ© القلق"ØŒ "الثورة ÙÙŠ التجربة"ØŒ "استراتيجية التسمية ÙÙŠ نظام الأنظمة المعرÙية"ØŒ بالإضاÙØ© لترجمات لمؤلÙات هامة منها ترجمته اكتاب "الØب والØضارة" لهربرت ماركوز Ùˆ"استعمال اللذات- تاريخ الجنسانية" لميشيل Ùوكو. هذا Ùضلًا عن تأسيسه لمركز "الإنماء القومي" ورئاسة تØرير مجلة "الÙكر العربي المعاصر".
Øزب البعث
انضم صÙدي إلى Øزب البعث وقت نشأته ÙÙŠ الأربعينات، غادر سوريا بعد ذلك بأربع سنوات إلى بيروت وانضم Ù„Øزب البعث العراقي، إلا أنه تخلى عن النشاط الØزبي Ùيما بعد وكتب مؤلÙًا ÙÙŠ نقد الØزب الذي انضم له لسنوات وهو "Øزب البعث.. مأساة المولد مأساة النهاية".
هذا الكتاب الذي جاء ÙÙŠ تقديمه "يتضمن هذا الكتاب التاريخ الذاتي Ù„Øزب البعث كما عاشه من الداخل الكاتب Ù†Ùسه الذي كان Ø£Øد Ù…Ùكريه Ùˆ قادته، ولقد شهد الكاتب على Ù†Ùسه وجيله، عندما Øلل تناقضات Øزب البعث، Ùˆ كش٠عن العقد المزمنة التي Øكمت تصرÙات قادته، Øتى أودت بالØزب إلى انØلاله الأخير عن أهداÙÙ‡ القومية، وجعلت منه تجسيداً رهيباً للثورة المضادة، Ùجاء هذا الكتاب شهادة خطيرة يؤديها الكاتب. شهادة تكش٠لأول مرة عن أمراض الØزب الÙكرية Ùˆ التنظيمية Ùˆ عن تناقضات قادته ÙÙŠ المنعطÙات الخطيرة من تاريخ الوØدة Ùˆ الانÙصال. إن هذا الكتاب وثيقة موضوعية Ùˆ شهادة قومية انسانية تعري البعث من صميمه Ùˆ تضع قضاياه Ùˆ انØراÙاته أمام الرأي العام العربي الثوري".
الأزمة السورية
المÙكر السوري الذي لم ينقطع عن الكتابة ومقاربة الأزمات العربية Øتى واÙته المنية، ساند الثورة السورية وكان داعمًا Ù„ØÙ‚ الشعب الثوري، واعتبر، ÙÙŠ Øوار أجري معه بعد عام من قيام الثورات العربية، أن الثورة السورية من أكبر أزمات الربيع العربي، "هي أزمة لذاتها وأزمة أمام التØولات التاريخية الراهنة، إذ إن التعقيدات التي دخلت Ùيها، هي من التنوع ومن التراكم، بØيث Ø£ØµØ¨Ø Ù„ÙƒÙ„ دخيل طريقه للوصول الى تخريبها من داخلها. المشكلة ÙÙŠ هذه الثورة أنها بقدر ما هي سلمية على صعيد قواعدها الشعبية بقدر ما ØªØµØ¨Ø Ù‚Ø§Ø¨Ù„Ø© للتØري٠والتوظي٠من القوى الأخرى التي تدعي أنها قائدة لها، وكل هذه الاجراءات التي نسمع عنها دائماً تØاول أن تغطي على واقع الثورة الØقيقي".
ورأى صÙدي أن الثورة الØقيقية ÙÙŠ سورية هي ثورة أصيلة وصادقة مع ذاتها، لكن "ثمة Ù…Øاولات لتوظيÙها من الخارج ÙˆØتى من الداخل، من هنا هذا التعقيد على مستوى التداخل الدولي والعربي، الذي يريد أن تصل الثورة الى أهدا٠أخرى ليست أهداÙها. الخطر على الثورة السورية آت٠من المجتمع الدولي الذي يديرها بطريقته الخاصة، وما زالت هي ممتنعة على التكي٠مع اليد التي تريد أن تقبض عليها. Ù†ØÙ† نراهن على هذه الثورة العنيدة والصامدة ÙÙŠ وجه أعن٠نظام استبدادي عرÙÙ‡ تاريخ الاستبداد، ليس العربي ÙˆØده بل العالمي، وهذا الصمود هو الذي سيمنع أي توظي٠دولي لها. لثورة ÙÙŠ Øد ذاتها ليست طائÙية وليس هناك Ùئة ÙÙŠ سورية إلاّ ومتضررة من هذا النظام الاستبدادي، باستثناء الجماعات التي تقبع ÙÙŠ قمة الهرم.
الغالبية الساØقة مع الثورة وقد Øاول النظام إثارة الطائÙية عبر عمليات قيصرية بهد٠استرداد قلعته الطائÙية، ولكن ثبت أن وعي الثوار كان أقوى من هذه العمليات، Ùهم يعتبرون أن شعبهم واØد وأن قضيتهم واØدة. على الهامش الثورة تØدث بعض الاÙخاخ الطائÙية سواء مع الكتلة السنية الساØقة أو الÙئات العلوية الاخرى. هناك Ø£Ùخاخ تركب ويÙشتغل عليها من أجل تØويل هذه الØوادث الجزئية الى Øوادث كلية بغية قلب الأمور من ثورة شعبية كاملة الى ثورة تأكل الأخضر واليابس بالنسبة لبعضها البعض، ولمكوناتها المجتمعية المختلÙØ©. الÙØ® الطائÙÙŠ هو أشنع ÙØ® يمكن ان تسقط Ùيه أي ثورة وأملنا أن شبابنا تخطوا العقبات التي Øاولت أن تسقط ثورتهم".
سؤال النهضة
آمن صÙدي بأن سؤال عصر النهضة لم تأت أي إجابات عليه، ÙˆÙÙŠ مقال له Ø£ÙˆØ¶Ø Ø£Ù†Ù‡ "بدءًا من رواده أنÙسهم الذين أعلنوه (وخاصة شكيب أرسلان ÙÙŠ كتابه المعروÙ: لماذا تأخر المسلمون ولماذا تقدم غيرهم!)ØŒ باكتشاÙات Ùكرية أو بنيوية واقعية إلا من خلال سيطرة لثنائية جديدة، ذات رنة بلاغية. وهي الأصالة والØداثة، وتناظر ثنائية الذات والآخر. Ùتغدو الذات Ù…Øلاً مرجعياً للأصالة، ويظل الآخر مالكاً Øصرياً للØداثة، وموزّعاً Ù„ØÙصَص٠منها على بقية العالم. وبذلك Ùات الوعيَ النهضويّ، ÙÙŠ مختل٠Øقباته. طرْØ٠إشكالية الØداثة من أصولها الوجودية (الأنطولوجية)ØŒ تØت وطأة طغيان التقييم المعياري الذي يمارسه الÙرز الاØتكاري لمصطلØيْ الأصالة والØداثة؛ وذلك كلما لاØت ÙÙŠ منعطÙات الØدث التاريخي، ملامØ٠موضوعية لثقاÙØ© التأسيس ÙÙŠ المختل٠وضرورتها المطلقة الØيوية بالنسبة لتØولات المصير العام، كما تَتَبيّنه النّخب٠الÙكرية، من أزمة كارثية إلى أخرى.
Ùكي٠يمكن الكلام عن الØداثة بدون عقل Øداثوي، يكتÙÙŠ بوظيÙØ© التقاط أقانيم وطقوس وشعارات تتداول أشباه الأÙاهيم الشائعة عن التقدم والتغيير، دون أن يكون العقل هو Ù†Ùسه Ù…Ùنْتجَ الأÙكار التي تغيره، قبل أن يكون متلقياً لأÙكار سواه".
وتابع: Ø§Ù„ÙˆØ§Ø¶Ø Ø¥Ù† إشكالية الØداثة، ترجع أساساً إلى اشكالية العقل التي لم ØªØ·Ø±Ø Ù„Ø¯Ù‰ Ù…Ùكري النهضة عامة إلا من خلال ما ينبغي تبنيّه سواء من الأÙكار أو المذاهب وصولاً إلى الأيديولوجيات وعصرها، أو ما لا ينبغي الأخذ به. لم يجر٠التنبّه إلى المبدأ القائل أن العقل الØداثوي هو ما ينبغي أن يكون أولاً موضوعَ استÙهامه البدئي لذاته عبر مختل٠إنتاجاته. Ùقد اقتصر التعامل مع العقل بصورة عامة، وليس الموصو٠بالØداثوي بَعدÙØŒ كما لو كان جهازَ اختيار٠وانتقاد للأÙكار الجاهزة التي يلتقطها من لدن متØÙيْن Ø£Øدهما لبضائع الغرب، والآخر لمأثورات التراث