تساءل الشاعر السوري، نوري Ø§Ù„Ø¬Ø±Ø§Ø Ø¹Ù† سر تجاهل العرب لجزء كبير من الصراع ÙÙŠ العالم، خاصة وأنه قام على جسدهم الØيّ، وأنهم عندما أوهمهم العالم أنه قبل بهم أمةً ÙÙŠ شعوب٠وكيانات ولها كيان رمزيٌّ جامعٌ، عاد ÙŠÙعمل Ùيهم تÙكيكاً، مستغلاً تلك التناقضات الثقاÙية والسياسية والعرقية بين العرب وجوارهم الØضاري.
ÙˆÙÙ‰ سلسلة من التدوينات القصيرة التى كتبها الشاعر السوري، عبر صÙØته الشخصية على موقع "Ùيس بوك"ØŒ بدأت بتساؤله "أين هم العرب"ØŒ Ø´Ø±Ø Ø®Ù„Ø§Ù„Ù‡Ø§ مايقصده من هذا التساؤل، قائلاً: لا يجدر بنا أن نهمل Øقيقة أن ما Øدث ويØدث من وقائع وتØوّلات ÙÙŠ ما يخص المشرق العربي، أو Øتى أبعد من ذلك ÙÙŠ الشرق الأدنى، إنما جرى ÙÙŠ إقليم نهض Ùيه كيان سياسي جديد لأمّة تطلب من العرب ثأرا هي الأمّة الÙارسية، وهؤلاء قوم لم يخمد Ùيهم لهب الماضي، انضووا، لقرون، تØت راية الإسلام، ومازالوا، لكن قلقهم الهويّاتي ظل ينازعهم ÙÙŠ هويَّتهم المكتسبة على أنÙسهم ÙˆØقيقتهم الØضارية القديمة، وقد أورثتهم هزيمتهم العسكرية والدينية أمام العرب وخضوعهم للدÙّين العربي جرØاً نرجسياً لم تشÙهم منه إقامتÙهم المديدة٠ÙÙŠ الإسلام.
وأضا٠الجراØ: ها قد شبت ÙÙŠ الÙرس، اليوم، من جهة أخرى، نار٠صراع٠مرير متجدّد بينهم وبين القوميات الأخرى المتساكنة معهم ÙÙŠ الهوية الإيرانية تØت علمين، أولا: علم الشاهنشاهية الÙارسية وقد أخضعتهم سياسيا وثقاÙياً، وثانياً: علم الثورة الخمينية، التي أسست لإمبراطورية إسلامية هجينة تقوم على عنصرين متعاديين قومي وديني، واصلت إخضاع الأقوام غير الÙارسية، ÙˆØرمتهم من Øقوقهم الثقاÙية تماما تØت ضغط هيمنة لغوية مقصَّبة بقشرة الدين البراقة. متابعاً: هذه لوØدها قصة غريبة لكيان يقوم على نوازع متصارعة يهيمن من خلالها على العناصر القومية الأخرى المكوÙّنة للنسيج المجتمعي، من عرب وآذريين وكرد ولوريين وبلوش وغيرهم، عنصرٌ Ù…ÙƒØ¨ÙˆØ ÙƒØ¨Øاً عنيÙاً، ومØتقن، تاريخياً، هو العنصر الÙارسي، بوصÙÙ‡ -كما برهنت العقود الثلاثة الماضية- كياناً لا قبل له بالتعايش مع جواره الØضاري من عرب وترك وغيرهم إلا بالتّناÙس العميق وبطلب الصراع.
وتساءل ÙÙ‰ تدوينة جديدة: والسؤال الآن، أين هم العرب من كل هذه العلامات والإشارات المشؤومة؟ أين هم أصØاب اللغة العربية بناة الإمبراطورية التي مشت الخيول والجمال تØت سØابتها وعلى متونها وصهواتها مخطوطات العلوم وثمرات الØضارة من دمشق إلى بغداد ومن دمشق إلى الأندلس؟ أين هم سراة العرب؛ أين هو النسل المتØدّر من صلب بناة المشروع الØضاري العربي؟.
وأضا٠متسائلاً: أين هم العرب؟ هل هم موجودون ÙÙŠ غير تلك المواقع التي مرّت Ùيها سكاكين الثأر على أعناق Ø£ØÙاد الأمويين ÙÙŠ دمشق وأرياÙها، ÙˆØلب وأرياÙها، ÙˆØمص وأرياÙها، وكذلك ÙÙŠ Øوران وسهولها التي هلكت Ùيها منذ ما قبل الإسلام جيوش الغزاة؟.
وتابع "الجراØ" تساؤلاته قائلاً : أين هم العرب من أصوات الرعاع من لبابنة إيران وعراقيي Ùارس وأÙغانهم ÙˆÙيلييهم وهزارتهم واللور وكل من أمكن تجنيده من الدهماء بمال قليل، ليعيثوا ÙÙŠ Øواضر الشام Ùساداً ويعملوا القتل ÙÙŠ أهل البلاد الثائرين على الاستبداد، وقد رÙعوا عقيرتهم بالشتم والسباب واللعن Ù„ÙاتØÙŠ الشام والعراق وقادتهما عمر وخالد ÙˆØµÙ„Ø§Ø Ø§Ù„Ø¯ÙŠÙ†ØŒ مصØوبين بمسلØين قرويين نزلوا من كهو٠الساØÙ„ السوري وقد لعب الطاغية بعقولهم الصغيرة، وجعلهم أدلاّء للغزاة.
واستكمل قائلاً: أين هم العرب؟ هل هم موجودون ÙÙŠ ظلال أخرى غير تلك الظلال الراشØØ© دماً للمآذن المكسورة تØت صرخات: “يا Øسين”ØŒ Ùˆ”لن تسبى زينب مرتين”ØŒ من مئذنة الجامع الأموي ÙÙŠ Øلب، إلى مئذنة الجامع العمري ÙÙŠ درعا والتي أزيلت من الوجود؟. مضيÙاً: أين هم العرب؟ وهل إن ما نشهده اليوم من Ù…Øاولات Ù„ÙƒØ¨Ø Ø´Ù‡ÙˆØ© الغزاة من Ùرس وغيرهم، تنطلق من جزيرة العرب، يمكن أن تÙضي إلى تعري٠جديد للهوية ÙŠÙخرج٠العربَ من كه٠الدم والظلام إلى دنيا النور، ومن أوهام الماضي إلى دروب المستقبل.
وأجمل "نوري" بعد تÙصيل، قائلاً: ÙÙŠ ضوء ما سل٠من عجائب الØاضر نقرأ الوعيد الذي أطلقه عباس عراقجي باسم السيد روØاني ضد شركائه الاÙتراضيين ÙÙŠ العقيدة الإسلامية إثر الهزيمة المذلَّة التي Ù…Ùني بها Øضوره ÙÙŠ المؤتمر الإسلامي:ستندمون على Ùعلتكم.
"ولكن، أهو شيء آخر غير صوت النزق القومي Ø§Ù„Ø¬Ø±ÙŠØ Ù„Ù„Ø¥Ù…Ø¨Ø±Ø§Ø·ÙˆØ±ÙŠØ© المهانة ÙÙŠ استعلائيته وعدوانيته، مرة أخرى، من عرب Ø·ÙØ Ø¨Ù‡Ù… الكيل وشرعوا ÙÙŠ الرد على العبث القومي الÙارسي ببلادهم وكياناتهم ومصيرهم الوجودي، هو ما نسمعه اليوم من صل٠بلسان Ùارسي؟."
وعاد ليتساءل من جديد قائلاً: الترك والÙرس ومعهما شريكهما الإسرائيلي يعرÙون ماذا يريدون، ولكلّ منهم مشروعه الØاضر ورؤيته للمستقبل، وعلاقاته مع هاتين الهويَّتين، ولديه تعريÙات لهويَّته تتأسس على سرديَّته، وداخل تلك السرديَّة يوجد العرب ولهم صورة، وأØيانا صور. وغرÙØ© المرايا بأضلاعها الثلاثة تتبارى Ùيها الصور ÙÙŠ تهشيم وتغييب وجه العرب. ولكن ماذا يريد الأخيرون؟ وكي٠يريدون ما يريدون؟.
واستنتج الشاعر السوري أنه بإزاء سؤال تنهض معه أسئلة أخرى، ومنها سؤال الهوية، الذي ÙŠØ·Ø±Ø Ø§Ù„ÙŠÙˆÙ… بطريقة يستجاب معها للتعريÙات التي طالما Ø·Ùت على Ø³Ø·Ø Ø§Ù„Ø£Ø¯Ø¨ÙŠØ§Øª الكولونيالية مع رواج مشروعات “شركة الهند الشرقية” ومعها مصطلØات Ù…Ùكريها الاستعماريين ومÙاهيمهم الإثنوغراÙية عن شعوب الشرق. وبالتالي Ùإن تقعيد تعري٠الهويَّة ÙÙŠ إطار Ù…Ùهوم الأقلية والأكثرية الاستعماري، إنما القصد منه ÙÙŠ النهاية خلق تشويش ÙÙŠ الأذهان لا نهاية لتداعياته الانشطارية. Ùضلا عن أن كل استعمال لهذا المÙهوم إنما يكشÙØŒ بالضرورة، عن ضرب من الإنصياع للمÙهومات الموروثة من عهود الصراع على الشرق، وما ØÙÙ„ به هذا الصراع من عناوين منها، بطبيعة الØال، ما سمّي بـ”المسألة الشرقية” Ùˆ”تركة الرجل المريض” وغيرهما. والتاريخ كتب لنا أدوار القناصل الغربيين ÙÙŠ الشرق وصولاً إلى تأسيس دول الطوائ٠ونموذجها الأكمل لبنان البلد المريض بطوائÙÙ‡ مرضاً لا Ø´Ùاء منه. ÙˆÙÙŠ هذا السياق Ø£Ùنتج Ù…Ùهوم الأقلية الخائÙØ© من أكثرية مخيÙØ© Ùˆ”Øماية الأقليات” وغيره.
ودوّن قائلاً : لا ينطبق هذا المÙهوم، ÙÙŠ نظرنا، على التجارب المجتمعية الأكثر وزناً ÙÙŠ العالم العربي، العراق سوريا، مصر. بل على العكس من ذلك، ÙÙÙŠ النص٠الثاني من القرن العشرين أمكن لنخبة عسكرية تنتمي، غالباً، إلى طائÙØ© قليلة العدد ÙÙŠ سوريا، أن تØكم الأمّة السورية كلها تØت شعار أيديولوجي قومي مراوغ يتØدث عن “أمّة عربية واØدة ذات رسالة خالدة”ØŒ سرعان ما Ùرّغته ممارساتها القمعية من Ù…Øتواه، تماماً، وعلى مدار نص٠قرن، أمكنها أن تطØÙ† الأكثرية المجتمعية Ø·Øنا Øتى لم يعد لهذه الأكثرية من كيان تلوذ به سوى الماضي المتوهَّم، ولم يتبقّ من المشهد السوري خلال نص٠قرن سوى مشهد: العسكر والØظيرة والرعاع والأيديولوجيا القاتلة. أما الناس ÙÙÙŠ ظلام الكهÙ.
وأكد على أنه لا خلاص للعرب من Øلقة الضباع التي Ø£Øاطت بهم وراØت أنيابها تعمل النهش بجسدهم، ولا خروج لهم من الجØيم الذي رماهم التاريخ ÙÙŠ أتونه، إلا بعروة عربية جديدة بعيدة عن أيديولوجيا الأوهام، ÙŠÙمكÙّنهم منها مشروعٌ جديدٌ ÙŠØªÙŠØ Ù„Ù„Ø¹Ù‚Ù„ العربي تØرير Ù†Ùسه من أوهام الماضي وآلام الØاضر، ويجعلهم أقرب من أنÙسهم ÙÙŠ سجيتها الطبيعية، وأكثر استعداداً، بالتالي، للخوض ÙÙŠ شراكات عقلانية تقوم على Ø§Ù„Ù…ØµØ§Ù„Ø Ø§Ù„Ù…Ø´ØªØ±ÙƒØ©ØŒ ÙÙŠ إطار مشروعات واقعية خلاقة ØªØªÙŠØ Ù„Ù‡Ù… اللقاء على أرض الÙكرة المشتركة والأÙكار المختلÙØ©ØŒ لتØقيق تطلعات تستجيب لتØديات Øضارية لا يمكن تØقيقها دون القطع مع Ø£Øلام اليقظة الماضوية، ولكن لا سبيل إليها أيضا دون الØلم بالمستقبل.