المزيد  
الموت خارج أسوار الوطن
جهود مكافحة المحتوى الإرهابي عبر الإنترنت (فرص وعقبات)
سامو زين يوجه رسالة لبشار الأسد
أجواء رمضان بين الحاضر والماضي في سوريا
هل تتأثر سوريا بخلافات "التعاون الخليجي" الداخلية؟
قصة سوري فرقته الاتفاقيات عن عائلته
بعد بتر ساقيه صاحب المقولة المشهورة "يا بابا شيلني" يظهر بساقين بديلتين
هذا ما تطلبه المعارضة الإيرانية ضد الأسد وخامنئي

المساعدة المبكرة تحمي الطفل من مشاكل الخجل المرضي

 
   
11:21


المساعدة المبكرة تحمي الطفل من مشاكل الخجل المرضي

رغم أن الحياء والخجل من السمات المحببة لدى البعض، لما يتركه من انطباع تهذيبي عن الشخص، إلا أنه من الممكن أن يكون مرضيًا، ويعبر عن خلل في الشخصية، يجب الانتباه إليه خاصة مع الأطفال، لتقويم سلوكهم في أسرع وقت.

وبحسب علماء النفس، فإن الخجل سمة طبيعية تظهر في نحو 15% من الأطفال، وكثيرا ما يلاحظ الخجل مع بداية المشي، ولكنه يكون زائدًا في نسبة من الأطفال وهو ما يسمى بالخجل المرضي، والذي يتوجب معه التوجه إلى أخصائي تربوي أو حل الأهل الأزمة بأنفسهم.

فيما يؤكد علماء النفس أن الخجل صفة وليس عيبا في الشخصية، حيث أن الطفل لا دخل له في كونه خجولًا أو لا، كما أن بالمساعدة المبكرة يستطيع الطفل عيش حياته بعد ذلك بعيدا عن قفص الخجل.

من جانبها، قالت أستاذ علم الاجتماع بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية بالقاهرة، الدكتورة سوسن فايد، إن هناك فرقًا ما بين الخجل الطبيعي والخجل المرضي، فهناك مرحلة يظهر فيها أن الخجل الذي يعاني منه الطفل هو خجل مرضي.

وتابعت قائلة:"مع عمر الخمس سنوات، تتضح ملامح الشخصية وتتبلور بصورة أولية، ومعها تتلور الملامح الاساسية في الشخصية ومنها الخجل، وهناك تصرفات تعكس معاناة الطفل من الخجل المرضي".

 

مع عمر الخمس سنوات تتضح ملامح الشخصية لدى الطفل بصورة أولية وتتبلور معها بعض الملامح الأخرى منها "الخجل"

واستطردت: "أول هذه التصرفات يكون الانطواء عن أقرانه وعدم اللعب معه والجلوس دون كلام أو حركة، فضلا عن تفضيل عدم الخروج والبقاء في كنف الأم، كذلك عدم القدرة على توضيح موقفه في مواقف الدفاع عن النفس، إلى جانب عدم قدرته على الدفاع عن نفسه أو حقه ومقتنياته في المدرسة".

وترجع فايد أسباب الخجل المرضي إلى عدة أسباب أولها العنف الذي يمارس على الطفل منذ الصغر وزرع الخوف بداخله وتوبيخه على أقل خطأ، فضلا عن عدم زرع الثقة به أو دعمه وحثه على الفعل والإقدام.

فيما أشارت إلى أن حل أزمة الطفل الذي يعاني من خجل مرضي هو معرفة أسباب المرض نفسه حيث أنه يعد نصف العلاج، وذلك ينتج من متابعة الأم والأب للطفل وسلوكه، وهذا يتطلب ثقافة نفسية لدى الأب والأم، وذلك لسرعة ملاحظة ما يعاني منه الطفل، ومحاولة حث الطفل على التحاور والخروج وتدعيمه من خلال كلمات تحفيزية إلى جانب اشراكه في أنشطة اجتماعية ومع أطفال من عمره، فضلا عن توضيح الأمر لمعلميه، حتى لا يكون عرضه لأي مشكلة بالمدرسة، لاسيما أنه يعد طفل حساس بصورة زائدة.

فيما شددت على ضرورة التوجه إلى طبيب نفسي أو أخصائي تربوي في حالة عدم استجابة الطفل لكافة السبل التي يسلكها الأباء والأمهات، ومحاولتهم لكسر حاجز الخوف لدى الطفل، حيث يعرفون من الطبيب الطريقة المثلى للتعامل مع الطفل، وذلك لتقويم سلوكه بصورة صحيحة تجعله طبيعي ويتعامل بصورة طبيعية مع أقرانه وعائلته.

وأكدت بدورها أن التعامل مع حالة الطفل المبكرة توفر على الأسرة جهد وعناء، كما تجنب الطفل عناء فترة تحمله لخجله، الذي قد يتطور ويجعله انطوائيًا، ومن الممكن أن يؤثر على تحصيله المدرسي.

وهناك دراسات ترجع الخجل الزائد إلى أسباب وراثية، حيث يعاني أحد أفراد الأسرة نفس الصفة بصورة زائدة، ولكن هذا لا يمنع المحاولة مع الطفل لحل تلك الأزمة. 

وفي السياق يكشف خبراء النفس عن أن هناك إيجابيات لحالات الخجل، ومنها أنها تدفع الطفل عند بلوغه مرحلة النضج إلى تبنى التفكير العميق، والتدقيق فيما حوله، لاسيما أنه يهتم بالتفاصيل إلى أبعد الحدود، ومن الممكن أن توفر له التفوق الدراسي.