المزيد  
الموت خارج أسوار الوطن
جهود مكافحة المحتوى الإرهابي عبر الإنترنت (فرص وعقبات)
سامو زين يوجه رسالة لبشار الأسد
أجواء رمضان بين الحاضر والماضي في سوريا
هل تتأثر سوريا بخلافات "التعاون الخليجي" الداخلية؟
قصة سوري فرقته الاتفاقيات عن عائلته
بعد بتر ساقيه صاحب المقولة المشهورة "يا بابا شيلني" يظهر بساقين بديلتين
هذا ما تطلبه المعارضة الإيرانية ضد الأسد وخامنئي

فسحة من الأمل.. مراكز معنية بتدريب الفتيات على نشاطات الحياة في سوريا

 
   
11:30


فسحة من الأمل.. مراكز معنية بتدريب الفتيات على نشاطات الحياة في سوريا

لعل تسميتها بقصص نجاح شيء من الاجحاف بالمسمى لأنها ليست بالصورة التي يحملها الاسم من معنى، لكن مجرد أن يكون الناجح في سوريا التي لا يخفى على أحد ما تعرضت له من انهيار على كافة المستويات اذا ما استثنينا الحرب والدمار، كافٍ لأن تكون قصص نجاح لمجرد التغلب على الواقع المرير الذين يعيشونه، من خلال الاستمرار والاصرار على التعلم عبر دورات تأهيلية تجمع العشرات من الفتيات لتلقينهن مبادئ عملن يرغبن في ممارسته خلال الحياة العملية وكسب القوت.

عدد كبير من مراكز التدريب انتشرت خلال أعوام الثورة السورية في المناطق المحررة، هدفها تلقين الفتيات ممن لم تتوفر لهن الظروف على تحقيق أحلامهن بكسب شيء من العلم في مجالات تعددت "تمريض - خياطة - حاسوب - الحلاقة - إضافة إلى دورات تعليمية في عدة مجالات".

قبل يومين تمكن مركز التدريب المهني في منظمة “هذه حياتي” بتخريج الدفعة الأولى من الطالبات اللواتي التحق بأقسام "الخياطة والحاسوب والحلاقة النسائية" في مدينة أريحا بريف إدلب، وذلك بعد اكمال الدورة التي استمرت لشهرين متتاليين وهو موعد افتتاح مركز التدريب. (اقرأ أيضًا: Ù…راكز تدريب وتأهيل للنهوض بواقع المرأة المتدني في سوريا).

فتيات سوريات يتحدين الأزمات ويقتحمن عالم العمل بعد تلقيهن دورات تدريبية مختصة

أفادت مديرة المركز بأن "المركز تم افتتاحه قبل شهرين واستقبل 55 طالبة قمن بالتسجيل في المركز الذي ابتدأ نشاطاته بثلاثة أقسام هي "الخياطة والحاسوب والحلاقة النسائية" وقد تم الانتهاء من الدورة الأولى ومنح الطالبات شهادات حضور بعد تعلم كل واحدة منهن المهنة التي تحب والتي باتت مستعدّة لممارستها في حياتها العملية".

يسرى 27 عاماً من ريف ادلب التحقت بهذه الدورات وتعلم الحلاقة النسائية التي تملك هواية في العمل بها إلا أن ضعف الامكانيات وقلة السبل التي تتيح لها تعلم هذه المهنة حالت بينهما خلال الفترة الماضية حسب تعبيرها، تقول: "بعد التحاقي بالدورة وتعلمي للحلاقة النسائية تمكنت من افتتاح صالون للحلاقة النسائية في بلدتي وقمت بتشغيل عدد من الفتيات معي وأقوم حالياً على تعليمهن المهنة التي أكسب من خلالها مردوداً مالياً جيداً، علماً أنني بحثت طويلاً عن عمل أعين به نفسي، فأنا غير متزوجة أعيش مع والدتي وليس لي سوى أخ صغير يعمل في تركيا".

تضيف يسرى: "بعد أن تعلمت وبدأت العمل والكسب وتعليم غيري ممن يرغبن في التعلم، أحسست بأنني أصبحت فاعلة في المجتمع ولي مكان فيه خلافاً للسابق حيث الانطواء وعدم الرضى والتبصّر بيني وبين نفسي عن فراغ الحياة التي ليس لي فيها أي دور، أما حالياً فأنا راضية تماماً، حياتي مليئة بالعمل والعطاء فعندما أدرب غيري أحس بأنني أفعل شيء عظيماً يساعد هذه الفتاة على تغيير حياتها كما تغيّرت حياتي أنا".

العنصر النسائي الأكثر تعرضاً للكبت وانتقاص الحقوق خلال أعوام الثورة الماضية من أطراف تعددت، كالكبت الذي مارسه الأهالي خوفاً على بناتهم من الاعتقال والخطف وغيرها من المخاطر فبقيت الفتاة حبيسة جدران منزلها، إضافة إلى التغيرات الدينية في المجتمع السوري الذي منع خروج الفتاة وعملها واختلاطها بالرجال والذي بدورة خلق حواجز كبيرة أمام تحقيق أحلامها، فكانت الدورات التأهيلية السابقة الذكر بمثابة تعويض عما تم فقده ولو بشيء يسير يمكن الفتاة من ايجاد فسحة زرقاء في سماء الحرب التي اتشحت السواد لأعوام مضت وأخرى لازالت مستمرة.