المزيد  
الموت خارج أسوار الوطن
جهود مكافحة المحتوى الإرهابي عبر الإنترنت (فرص وعقبات)
سامو زين يوجه رسالة لبشار الأسد
أجواء رمضان بين الحاضر والماضي في سوريا
هل تتأثر سوريا بخلافات "التعاون الخليجي" الداخلية؟
قصة سوري فرقته الاتفاقيات عن عائلته
بعد بتر ساقيه صاحب المقولة المشهورة "يا بابا شيلني" يظهر بساقين بديلتين
هذا ما تطلبه المعارضة الإيرانية ضد الأسد وخامنئي

"لا تستسلموا.. حياتنا مستمرة".. رسالة سوري لم يمنعه فقد ساقيه عن مواصلة الكفاح

 
   
13:19


"لا تستسلموا.. حياتنا مستمرة".. رسالة سوري لم يمنعه فقد ساقيه عن مواصلة الكفاح

لم تعد تخفى على الكثيرين سوء الأوضاع المعيشية التي يعاني منها أهالي الداخل السوري بفعل القصف المتكرر والحصار الذي تفرضه قوات الأسد وحلفاءها على المناطق الخارجة عن سيطرتها، ما يزيد من عبئ الحياة اليومية للمدنيين لاسيما أولئك الذين فقدوا أطرافهم بفعل القصف.

"حياتنا ستستمر".. رسالة وجهها أحد المصابين، والذي فقد سابقيه في العام 2014، لجميع المصابين، تحملًا قدرًا من القوة والصلابة والصمود، والحث على الحياة والمواصلة والكفاح، وألا تكون الإعاقة عائقًا عن الكد والبذل.. نماذج إيجابية تاريخية يضربها السوريون بإصرارهم، كل من واقع تجربته وظروفه الخاصة.

"محمد الضحيك" أحد أبناء مدينة تلبيسة بريف حمص يروي تفاصيل إصابته التي تسببت ببتر ساقيه في قرية الغنطو أثناء نزوحه من مدينته بسبب إحدى الحملات العسكرية التي شنتها قوات الأسد بهدف إعادة السيطرة على ريف حمص الشمالي في العام 2014.

بدأ محمد حديثه مؤكدًا على أن القصف الممنهج على الأحياء السكنية أدى إلى هجرته وأطفاله من المدينة نحو مناطق أكثر أمناً، حيث أقام في قرية الغنطو وبدأ العمل كبائع للمحروقات على إحدى البسطات الصغيرة في شوارعها، وما إن استقر في مسكنه الجديد نسبياً، بدأ يعتاد على حياته الجديدة حتى باغتته قذيفة مدفعية أدت لبتر ساقيه وإصابة من حوله من الزبائن.

وأضاف أنه نظراً للحصار المفروض على المدينة لم تسمح له الظروف بإخراجه نحو الشمال السوري لتلقي العلاج اللازم، ما اضطره للعلاج في النقاط الطبية والمشافي الميدانية المتواجدة في ريف حمص على الرغم من ضعف الإمكانيات الطبية وافتقار القطاع للأخصائيين في الجراحة العظمية والعصبية، لينتهي المطاف به مؤقتاً على كرسي متحرك لا يستطيع العيش بدونه، بعد أن فشل في التأقلم على الأطراف الصناعية التي حصل عليها بعد نحو عام ونصف من تاريخ إصابته.

إصرار محمد دفعه لترك الكرسي المتحرك في العديد من الأحيان ليبدأ بالاعتماد على قوة ذراعيه للعمل في حفل الآبار السطحية لدى الأهالي، إذ لم تثنه إصابته عن العمل والكدّ من أجل إكفاء متطلبات منزله واسرته، بعيداً عن مذلة الوقوف على أبواب المنظمات الإغاثية الخيرية التي لا تجد في معظم الأحيان ما توزعه لأصحاب الإصابات القاسية.

وأشار إلى أنه حاول سابقاً فتح محل صغير لبيع الخضار والسمانة، لكن نسبة البطالة الكبيرة في صفوف الأهالي أجبرته على البيع بالدين وهو ما أفشل مشروعه الأول ودفعه للتفكير بالعمل في حفر الآبار التي وجد خلالها أرباح لا بأس بها تعينه على قضاء حوائج المنزل التي لا تنتهي.

وفي معرض حديثه توجه محمد إلى المصابين ببتر في أحد أطرافهم قائلاً: حياتنا ستستمر وأرجو من الجميع التأقلم على وضعهم الحالي، وأن يعيشوا حياتهم بعيداً عن اليأس لأن الاستسلام للأمر الواقع يتسبب بضياعهم بشكل رئيسي، مؤكداً بان الحياة ستستمر والأمر متوقف على الإرادة فقط.

وكشفت دراسة تقريبية، في وقت سابق، لعدد حالات الإصابات والإعاقة التي تسببت فيها الحرب الدائرة في سوريا منذ اندلاعها في مطلع العام 2011 عن قرابة 3.1 مليون جريح يتوزعون على المحافظات  السورية.