المزيد  
الموت خارج أسوار الوطن
جهود مكافحة المحتوى الإرهابي عبر الإنترنت (فرص وعقبات)
سامو زين يوجه رسالة لبشار الأسد
أجواء رمضان بين الحاضر والماضي في سوريا
هل تتأثر سوريا بخلافات "التعاون الخليجي" الداخلية؟
قصة سوري فرقته الاتفاقيات عن عائلته
بعد بتر ساقيه صاحب المقولة المشهورة "يا بابا شيلني" يظهر بساقين بديلتين
هذا ما تطلبه المعارضة الإيرانية ضد الأسد وخامنئي

"بريد المغتربين".. مُبادرة لتسهيل تبادل الهدايا بين السوريين بالداخل والخارج

 
   
10:48


"بريد المغتربين".. مُبادرة لتسهيل تبادل الهدايا بين السوريين بالداخل والخارج

 Ù‚صص إنسانية خلف كل "هدية" شاهدة على حجم المعاناة التي يعيشها السوريون.. شباب سوريون يشحنون الهدايا من المغترب إلى أهله بالداخل السوري في تعبير إنساني يحمل بين طياته معاناة شعب بأكمله

 

الرسالة الإنسانية لبريد المغتربين، هي تسهيل التواصل بين المغترب وأهله من خلال تقديم الهدايا 

لن يشعر أحد غيرنا كسوريين بنفس شعورنا، فالهدية التي تأتي من الحبيب إلى حبيب آخر -في ظروف كالتي نعيشها اليوم- تبعث على حالة إنسانية لن يستطيع شخصًا آخر وصفها غير الذي عايشها، فالهدية هي تعبير إنساني يحمل بين طياته معاناة شعب بأكمله تحمَّلَ التهجير واللجوء والنزوح، علاوة على القتل والتشريد؛ لذا كانت فكرة (بريد المغتربين) هي العامل الأساسي الذي انطلقنا منه لكي تصل الأحبة المتفرقين في شتى بقاع الأرض بأشياء مادية بسيطة لكنها تحمل معاني كبيرة".. بهذه الكلمات استهل مؤسس فكرة "بريد المغتربين" دريد لبابيدي، حديثه لـ "صوت دمشق".

وتستند فكرة "بريد المغتربين" على المساهمة في نقل الهدايا من وإلى سوريا من مختلف دول العالم، يقوم خلالها مندوبون بالمبادرة بشراء تلك الهدايا وتوصيلها إلى أي مكان في سوريا، بما ساهم في "تقريب المسافات" بين السوريين بالخارج وأهاليهم بالداخل

وبدأت الفكرة لدى الشاب السوري دريد لبابيدي وزوجته كوثر أحدب (من حمص)، عندما أرادا أن يرسلا هدية لوالدته بمناسبة عيد الأم، في الوقت الذي خرج فيه هو من السعودية إلى الدنمارك لتوفير سبل حياة كريمة له ولزوجته ولأطفاله، تاركًا زوجته في السعودية، وتواصل مع زوجته لكي ترسل لوالدته قالبًا من "الجاتوه" بمناسبة عيد الأم.. ومن وقتها بدأ يفكر هو وزوجته في تعميم الفكرة ونشرها على نطاق واسع، واستخدموا مواقع التواصل الاجتماعي للترويج لها.

يقول مؤسس "بريد المغتربين": "بدأنا بتنفيذ الفكرة أولًا بمناسبة عيد الأم، ووزعنا 100 قالب كاتو، وتوقف العمل بعد ذلك لفترة ثم عاد من جديد مرة أخرى".

ويصف لبابيدي ردود فعل من تصل إليهم الهدايا، قائلًا: "شفنا قصص كتير، ودموع وفرح وصلحة بين العالم والأخوات، لحتى صرنا نحس إنه بكل هدية في دمعة وكل دمعة إلها قصة وكل قصة إلها معاناه سورية".

واستكمل حديثه: الصفحة التي أسسناها للترويج لبريد المغتربين دخلت بيوت الكثيرين داخل سوريا، وبدأ الكثيرون في كتابة حكايا تلك الهدايا ومردودها النفسي، وازداد التجاوب مع الصفحة، وعرض البعض مساعدتهم في إيصال الهدايا بطريق عكسي، أي من سوريا إلى الخارج، وكذلك من الخارج إلى الخارج، وهذا ما حدث فعلًا.

وحول آلية سير العمل يوضح أن المغترب يقوم أولًا بالتواصل مع الصفحة ويُحدد نوع الهدية التي يريد إن يبعث بها إلى أهله في سوريا، ويترك العنوان داخل سوريا بالتفصيل، ويتم توصيل الهدية من خلال مندوبين بشكل مفاجئ إلى أهله، نظير رسوم يدفعها السوري بعد توصيل الهدية.

وعن المناطق التي يعملون فيها، يقول لبابيدي: "لدينا العديد من الوكلاء الذين يقومون بتنفيذ المهمة في عدد من الدول والبلدان السورية، وفي الخليج ومصر والأردن ولبنان والعراق وتركيا واليمن وفلسطين وأوروبا وأمريكا (في 12 ولاية أمريكية)، و بعض الدول الإفريقية والأسيوية.

أما عن الصعوبات التي تواجههم فيذكر مؤسس "بريد المغتربين" بعضها قائلًا: بُعدنا عن بعض كأعضاء بالبريد من ضمن الصعوبات، فهذا الشيء يضعفنا إداريًا. فضلًا عن عدم وجود تراخيص لقنين تلك الفكرة.

وشدد على الرسالة الإنسانية التي يقومون بها من أجل تسهيل التواصل بين المغترب وأهله من خلال تقديم الهدايا، ضاربًا المثل بشخص لم ير أهله منذ أربع سنوات وأرسل لها هدية في عيد ميلادها "فهذه القصة المؤثرة قد لا تكون مؤثرة لغير السوريين، كما هي وقعها على أنفسنا؛ لأن الجنسيات الأخرى ليست في نفس المعاناة التي نحن فيها ولا يؤرقها حلم لمّ الشمل مثلنا"، وفق قوله.

ويردف قائلًا: من بين القصص الإنسانية التي كانت المبادرة طرفًا فيها، هي قصة مغترب أراد مصالحة زوجته المقيمة بسوريا، فأرسل لها هدية عن طريق الصفحة، وتمت عملية المصالحة بنجاح. كما توجد قصص أخرى تحمل معاني الشعور بالغربة والحنين إلى البلد والأهل.




معرض الصور