ÙÙŠ أقبية Ùروع المخابرات وصولا إلى سجن دمشق المركزي ÙÙŠ عدرا ومرورًا بسجن المزة العسكري وسجن تدمر الصØراوي وسجن صيدنايا العسكري، رØلة معاناة خاضها "عميد الأسرى السوريين" الطيار الذي رÙض أوامر استهدا٠Øماة رغيد الططري صاØب البضع وستين عامًا والذي قضى أكثر من نص٠عمره Øتى الآن ÙÙŠ سجون الأسد (الأب والابن).
رÙض تنÙيذ أمرًا باستهدا٠Øماة.. Ø£Øيل لمØكمة عسكرية برأته وسرØته من الجيش.. غادر للقاهرة وطلب اللجوء من الأمم المتØدة.. تم اعتقاله لدى عودته إلى دمشق قبل 36 عامًا ÙˆØتى الآن
والططري نموذج من نماذج البطولة ÙÙŠ سوريا، يتم استذكاره اليوم ÙÙŠ ذكرى مجزرة Øماة التي وقعت ÙÙŠ 2 Ùبراير (شباط) 1982 هي أكبر مجزرة ÙÙŠ العصر الØديث، كما جاء ÙÙŠ تقرير منظمة العÙÙˆ الدولية. وهي أوسع Øملة شنها النظام السوري ضد الإخوان. قام النظام بتطويق مدينة Øماة وقصÙها بالطائرات والمدÙعية، ولمدة أربعة أسابيع متواصلة، أغلقت Ùيه مناÙØ° المدينة أمام الÙارين من وابل النيران، وقامت بعمليات التدمير والإبادة والقتل الجماعي.
والططري (مواليد دمشق ÙÙŠ العام 1955) بدأت واقعة اعتقاله منذ رÙضه تنÙيذ أمراً عسكرياً لاستهدا٠Øماة عندما كان طيّاراً برتبة ملازم أوّل، عقب تبرئته من قبل المØكمة العسكرية مع تسريØÙ‡ من الجيش انتقل للعيش ÙÙŠ القاهرة وقدم طلب لجوء للأمم المتØدة، لكنه لم يوÙÙ‚ØŒ وعند عودته إلى دمشق ÙÙŠ العام 1981 تم اعتقاله وتعرض لعمليات تعذيب ÙˆØشية لانتزاع أقواله ÙÙŠ سجن المخابرات العامة ثم ÙÙŠ سجن المزة. عÙرض على Ù…Øكمة استثنائية عسكرية ÙÙŠ 1982 وصدر Øكم ضده دونما إبلاغه بذلك الØكم.
"هو أقدم معتقل ÙÙŠ العالم وليس ÙÙŠ سوريا، صار له 36 عامًا الآن". يروي الناشط السياسي ماهر إسبر والذي زامل الططري ÙÙŠ السجن Ù„Øوالي ست سنوات قصة اعتقاله ومواق٠عنه.
قضى الططري ÙÙŠ سجن المزة العسكري Ùترة قبل أن ينتقل إلى سجن تدمر الصØراوي السياسي ÙÙŠ العام 1982 (ظل هناك 21 عامًا) ثم نقل إلى سجن صيدنايا (أمضى هناك عشرة أعوام) شهد خلال سجنه Ùترة تمرد السجناء والمجزرة الشهيرة ÙÙŠ ذلك الØين، ثم نقل ÙÙŠ العام 2011 إلى سجن دمشق المركزي ÙÙŠ عدرا، ومازال موجد Ùيه Øتى الآن.
يقول ماهر: قضية رغيد الططري الأساسية بدأت عندما كان ÙÙŠ ذلك الØين ضابطًا طيارًا صغيرًا برتبة ملازم أوّل يخدم ÙÙŠ مطار Øلب العسكري، جاءتهم أوامر بضرب Ø¥Øداثيات معينة (لم يكونوا يعرÙوا المنطقة تØديدًا، وكانوا يتبعون الإØداثيات الواردة ÙÙŠ التكليÙات)ØŒ Ùأقلعت أربع طائرات، وتÙاجئوا عندما وصلوا النقطة المستهدÙØ© بأنها ÙÙŠ مدينة Øماة وهي مدينة مأهولة، Ùأبلغهم قائد السرب برتبة عميد (لم يتذكر اسمه) بألا ينÙذوا Øتى يتأكد من النقطة ذاتها، ثم عاد وتأكد وتبين أن المستهد٠Øماة، بعدها قرر قائد السرب عدم التنÙيذ والخروج بطائرته إلى خارج القطر السوري، Ùخرجت طائرتان رÙضتا تنÙيذ أوامر استهدا٠Øماة إلى الأردن، وعادت طائرتان دون أن تنÙذا الأمر من بينهما طائرة رغيد الططري.
وقعت آنذاك أزمة بين الأردن وسوريا استمرت لشهور، لم تنته إلا عقب أن قام الملك Øسين –ÙÙŠ ذلك الوقت- بإعادة الطائرتين ورÙض عودة الطيارين الذي ظلوا ÙÙŠ الأردن بعد ذلك.
وبالعودة لموق٠رغيد الططري، Ùقد تمت Ø¥Øالته للمØاكمة العسكرية، التي قضت بعد عام تقريبًا بتبرئته، استنادا إلى كونه ضابطًا صغيرًا Ù†ÙØ° أوامر قائده بعدم تنÙيذ عملية الاستهداÙØŒ غير أن المØكمة ذاتها قد قامت بتسريØÙ‡ من الجيش، ظل عامًا ÙÙŠ سوريا ثم ساÙر بعدها إلى مصر.
رغيد شخص مثق٠جدًا ولديه عزة Ù†Ùس واتزان.. لم تضعÙÙ‡ ظرو٠السجن ماهر إسبر
مكث رغيد الططري ÙÙŠ مصر Ùترة، Øاول أن يجد عملًا، كما Øاول أن يقدم طلبات لجوء لمكتب الأمم المتØدة عقب Ùصله من الجيش. ثم لما لم ÙŠÙ†Ø¬Ø –بØسب إسبر- عاد إلى دمشق Øيث كان النظام ÙÙŠ ذلك الØين لم يكن قد اطلق يد الامن لاعتقال الضباط وقتلهم والتنكيل بهم لكن تم اعتقاله بعد أن قرر ØاÙظ الأسد تاديب كل من تمرد عليه أثناء مجازر Øماة، ولم يكن اعتقال الططري لأنه قدم طلب لجوء بكل تأكيد ولكن لأنه كان ضمن المجموعة التي رÙضت تنÙيذ أوامر استهدا٠Øماة.
تنقل الططري بين السجون –كما سبق التوضيØ- ويقول إسبر ÙÙŠ معرض روايته التي خص بها "أنا برس" إنه التقاه ÙÙŠ العام 2006 وكان الططري Øينها ÙÙŠ السجن منذ 27 عامًا تقريبًا. "هو شخص متوازن جدًا، ولديه كرامة وعزة Ù†Ùس عالية.. هناك قول خاطئ Ùˆ شائع ÙÙŠ سوريا أن الأشخاص الذين تعرضوا Ù„Ùترات اعتقال طويلة يخرجون من المعتقل ولديهم اعتلال Ù†Ùسي أو عدم توازن عقلي ØŒ بينما أنا أؤكد بالتجربة أن رغيد هو من أكثر الأشخاص الذين قابلتهم ÙÙŠ Øياتي داخل المعتقل وخارجه ØŒ الذين يتمتعون بشخصية متوازنة وبعقل راجع وبنÙسية كريمة مليئة بالرÙعة المراÙقة لخÙØ© الدم ØŒ ولمّ يقبل طوال عمره أنّ يتنازل عن كرامته ÙÙŠ أقسى وأشد الظرو٠التي قدّ يتعرض لها بشر ÙÙŠ Øياتهم".
ÙÙŠ العام 2008 وقعت مجزرة صيدنايا الشهيرة بالسجن، وهي الوقائع التي شهدها إسبر وكان من بين الشهود عليها رغيد الططري، ويقول إسبر عن الططري ÙÙŠ تلك المرØلة "مررنا بظرو٠صعبة وقاسية. بسبب الأØداث تغيرات إدارة السجن وجيء بضابط مشهور بانه جزار، اسمه العميد طلعت Ù…ØÙوظ (تم استهداÙÙ‡ وقتله اثناء عودته من صيدنايا ÙÙŠ كمين بمنطقة التل Ùيما بعد) وكان مدير سجن تدمر قبل غلقه، وكان يتذكر رغيدًا ويتذكره رغيد منذ كان مسجونًا ÙÙŠ تدمر.. رغيد لم يكن يطلب منه شيئًا أبدًا". يرد٠إسبر قائلًا "ÙÙŠ السجن يتمنى الكثيرون أن يكون الضباط راضين عنهم، غير أن رغيد كان مدير السجن Ù†Ùسه ÙŠØترمه، لكن لم يكن يطلب منه شيئًا مطلقًا.. رغيد كان يجبر الجميع على اØترامه".
ويذكر اسبر واقعة عن رغيد ÙÙŠ تلك الÙترة بأن مدير السجن "طلعت Ù…ØÙوظ" كان يمر على السجناء، وكان من المعتاد أنه عندما يدخل يصط٠السجناء صÙين، ولما دخل لدى رغيد الططري لم يقÙØŒ بل ظل مستلقيًا وظهره للباب كما كان، Øتى أن مدير السجن ظل ينادي عليه دون أن يعيره انتباهًا.
ومنذ عامين تقريبًا قررت إدارة السجن ÙÙŠ عدرا أن تÙرض على السجناء السياسيين زيًا Ù…Øددًا (البذلات المخططة) التي يرتديها السجناء الجنائيون، غير أن رغيد الططري قد رÙض الامتثال، Ùهددته إدارة السجن بقطع الزيارات عنه. وهو ما Øدث بالÙعل، Ùمنذ عامين لم تتم زيارته.
لدى رغيد الططري ابن يعيش Øاليًا ÙÙŠ ماليزيا، زاره مرات ÙÙŠ سجن صيدنايا –ÙˆÙÙ‚ اسبر- وبعد الأØداث السورية ساÙر وترك سوريا. ورغيد –ÙˆÙÙ‚ أسبر- شخص متزن ومثق٠وعزيز النÙس. ويعتبر رغيد نموذجًا Øيًا شاهدًا على إجرام آل الأسد ÙÙŠ سوريا، ونموذج من نمائج الإصرار والصمود السوري عبر التاريخ.