المزيد  
الموت خارج أسوار الوطن
جهود مكافحة المحتوى الإرهابي عبر الإنترنت (فرص وعقبات)
سامو زين يوجه رسالة لبشار الأسد
أجواء رمضان بين الحاضر والماضي في سوريا
هل تتأثر سوريا بخلافات "التعاون الخليجي" الداخلية؟
قصة سوري فرقته الاتفاقيات عن عائلته
بعد بتر ساقيه صاحب المقولة المشهورة "يا بابا شيلني" يظهر بساقين بديلتين
هذا ما تطلبه المعارضة الإيرانية ضد الأسد وخامنئي

أسامة العابد لاجئ سوري اشتهر صدفة ينتظر لم شمل عائلته في إسبانيا

 
   
12:03


أسامة العابد لاجئ سوري اشتهر صدفة ينتظر لم شمل عائلته في إسبانيا

اشتهر أسامة العابد إثر حادث مؤسف، عندما قامت صحافية مجرية بركله على الحدود، ولا يزال اللاجئ السوري بعد أكثر من سنة ينتظر في مدريد انضمام زوجته وابنته إليه، حتى يتمكن من الشعور بالاستقرار.

"أشعر بالحزن، لكني لم افقد الامل"، يقول أسامة (52 عاماً) الملتحي والأشيب المقيم في ضاحية خيتافي الشعبية جنوب مدريد.

شاء القدر أن يمر مدرب كرة القدم في أثناء محاولته الوصول إلى المجر، وهو يحمل ابنه البالغ من العمر 7 سنوات بين ذراعيه، بالقرب من الصحافية بترا لازلو، في أحد أيام سبتمبر (أيلول) 2015.

وانتشرت في جميع أنحاء العالم صورة الرجل الذي كان يحمل حقيبة ظهر، وهو يقع أرضاً فوق ابنه، عندما ركلته هذه الصحافية محاولة منعه من الجري بعيداً عن الشرطة المجرية، في حادث بات رمزاً للعنصرية حيال تدفق اللاجئين.

وتناقلت شبكات التواصل الاجتماعي رسالة مفتوحة من ابنه البكر الذي بقي في تركيا، بعنوان "لماذا كل هذا الحقد با بترا؟"، بعد أن نشرتها صحيفة "ال موندو" الاسبانية.

على الإثر، حكم على الصحافية بالسجن 3 سنوات مع وقف التنفيذ، وطلبت العفو، مؤكدة أنها تصرفت بدافع الخوف، أما أسامة العابد فتلقى عرضاً من مركز تدريب المدربين في خيتافي التي وصلها في 16 سبتمبر (أيلول) 2015، بعد أن أصبح شهيراً رغماً عنه.

ويقول وهو يجلس في صالون شقته الصغيرة، إنه لا يريد أن يتذكر ذلك الحادث ويفضل "الاهتمام بمستقبلي ومستقبل عائلتي، ليس لدي الوقت".

ويضيف: "لدي 3 من أولادي معي، لكن الصغير يسال عن أمه"، مشيراً إلى ابنه زيد الذي بات في التاسعة من عمره.

ولدى سماع اسمه، يطل زيد عبر الباب ثم يجلس إلى جانب والده، ويقول إنه يتحدث مع أمه كل يوم عبر الإنترنت.

ويضيف الطفل المتقد والخجول معاً، بلغة إسبانية صحيحة أنه يحب كرة القدم ويحب اللعب مع صديقه أليكس في باحة المبنى، ثم يعرض مقتنياته التي تتضمن كرة من فريق ريال مدريد تحمل تواقيع لاعبين وألبوم صور مع كريستيانو رونالدو الذي التقاه بعيد وصول الاب وابنيه إلى إسبانيا، والذي أحيط بتغطية إعلامية واسعة.

انضم إليهم مهند البالغ من العمر 19 عاماً في 2016، وما زالت الأم وابنته البالغة من العمر 15 عاماً في تركيا تنتظران موافقة السلطات التركية للسفر بعد الحصول على تأشيرة لدخول أسبانيا.

وقال أسامة بالإنجليزية التي يتحدثها قليلاً مثل الإسبانية، "أتمنى ان تصلا غداً".

تسبب عدم اتقانه اللغات بفقدان الأب وظيفته كمدرب في سبتمبر (أيلول) 2016، إلا ان المركز قرر الاستمرار في دفع ايجار منزله مدة سنة، حتى لا يصبح في الشارع، كما قال مديره ميغيل انخيل غالان.

وهو يمكنه العودة إذا تعلم اللغة، في حين أنه يجيد العربية والألمانية.

وقال أسامة العابد إنه لم ينصرف إلى تعلم اللغة إلا بعد ان فقد وظيفته، فقد كان منهمكاً جداً بالعمل والاهتمام أيضاً وحده بولديه، وخصوصاً زيد الذي يرافقه إلى المدرسة.

إلا ان أسامة العابد ينوي الرحيل إلى ألمانيا أو هولندا، عندما يلتئم شمل العائلة، وقال: "إذا لم أجد عملاً علي أن أبحث عن عمل في مكان آخر"، موضحاً أنه يسعى لمساعدة أمه البالغة من العمر 84 عاماً والتي بقيت في دمشق.

وهو يتحدث مع أمه عندما تكون الاتصالات ممكنة، لكنه لا يعرف شيئاً عن أصدقاء طفولته في مدينة دير الزور التي يحاصرها تنظيم داعش.

ويقول إنه إذا ما قرر الرحيل إلى بلد أوروبي آخر، فإنه سيأسف لخسارة حرارة الاستقبال التي لقيها من سكان مدريد "الذين لا يفرقون بين الأجانب والإسبان".