المزيد  
الموت خارج أسوار الوطن
جهود مكافحة المحتوى الإرهابي عبر الإنترنت (فرص وعقبات)
سامو زين يوجه رسالة لبشار الأسد
أجواء رمضان بين الحاضر والماضي في سوريا
هل تتأثر سوريا بخلافات "التعاون الخليجي" الداخلية؟
قصة سوري فرقته الاتفاقيات عن عائلته
بعد بتر ساقيه صاحب المقولة المشهورة "يا بابا شيلني" يظهر بساقين بديلتين
هذا ما تطلبه المعارضة الإيرانية ضد الأسد وخامنئي

ملفات ساخنة في انتظار رئيس الائتلاف الجديد

 
   
03:23


ملفات ساخنة في انتظار رئيس الائتلاف الجديد

تنتظر الكثير من الملفات الضخمة على طاولة رئيس الائتلاف السوري الجديد أنس العبدة، من بينها قضية بحجم جوازات السفر ومدى اعتمادتها بين الدول الداعمة للسوريين، التي لم يتمكن الائتلاف من حلها، واكتفى فقط بالشجب والتنديد بـ"جرائم العدوان الروسي" أو "الميليشيات الدخيلة في سوريا".

من رحم "الفشل" كما يصفه السوريون ولد رئيس جديد للائتلاف خلفاً خالد الخوجا. أنس العبدة هو "البريطاني السوري" الذي تخصص في التكنولوجيا قد يكون أمامه وقت طويل لبرمجة عقلية جديدة للائتلاف يكون جاهزاً معها لتسلّم مستقبل سوريا.

ملف البيت الداخلي

الكثير من التعقيد يكتنف الائتلاف داخلياً، إذ لا يُفهم شيء من اختصاصات أعضاءه أكثر من تمثيلهم الخارجي لما يسمونهم "الشعب السوري الثائر" أو صفاتهم الاعتبارية بوصفهم سياسيين مخضرمين.. نخب سورية مميزة عاشت حياتها في الخارج، أساتذة جامعات أو مفكرين ثوريين، لكن ما يحتاجه اليوم الشارع السوري هو أفعال.

المحامي والمحلل السياسي طارق الحاج بكري يقول: "من المفروض أن يتم إعادة هيكلة الائتلاف وتشكيله كبرلمان يشرّع قوانين للداخل السوري بدل فوضى القوانين في الداخل ، ودخول قوانين من فصائل إسلامية على الخط ، كما يجب أن تعطي صلاحيات تنفيذية كاملة إلى الحكومة المؤقتة بدل تحكمه هو بالتنفيذ".

لكن البحث بالدرجة الأولى عن مصادر تمويل أكثر جودة – كما يقول مقربون من الحكومة السورية المؤقتة – هو الأهم نظراً لإعلان الحكومة إفلاسها منذ أكثر من سنة.

ويقول الباحث السياسي نهاد طيارة: "رئيس الائتلاف الجديد يجب أن يفهم منذ اللحظة الأولى مسؤولياته ويدرك أن اعتراف دول العالم بالائتلاف ليس حقيقياً مقابل شلل يعاني منه على الصعيد الداخلي يجعله محتاج إلى تعديلات داخلية بسرعة، قد يكون من بينها أيضاً ضبط تصرفات الاتئلاف أكثر بصفته ممثل لثورة شعب لا بصفته شخصيات اعتبارية فقط".

ملف " من يمثّل الائتلاف؟"

قائمة ملفات ضخمة كان ينتظر سوريون كثر "خرجوا بمظاهرات مناهضة للنظام" أن يتم معالجتها عبر الائتلاف، لكن بمجرد إعلانه في عام 2012 ، تحول الائتلاف إلى جهة سياسية أخرى لا تمثل بالمعنى الحقيقي "الثورة".

أبو محمد، 42 عاماً ، موظف سابق من ريف دمشق يقول " كل ما أعرفه عن الائتلاف أنه مجموعة من السياسيين السوريين ، لكن ماذا يفعلون أو ما هدفهم ، فهو ما لا أعرفه أبداً ، وكيف لي أن أعرف طالما أنني لم ألحظ وجودهم على الأرض أبداً".

يوافق الكثير من السوريين رأي أبو محمد، حيث يعتبرون الائتلاف مجرد أشخاص لا كيان واحد ذو أهداف واضحة يسعى إليها بكل جهده ويترقي بمستوى الحدث السوري.

أبو إسماعيل، 48 عاماً ، من ريف حماه يقول " الائتلاف هو عبارة عن أشخاص من الخارج لا يعرفون شيئاً عن معاناة الشعب السوري وهمومه، وحتى يفهمون معاناتنا عليهم أن يكونوا في سوريا لا في فنادق الخارج".

آراء أكثر حدّة للشارع السوري تنتقد الائتلاف ، وتعتبره مجرد أداة للحصول على أموال قدِمت باسم السوريين ويتم توزيعها على أعضائه دون أن يستفاد منها أحد.

يرد بعض أعضاء الائتلاف على الاتهام بالنفي ، لكن ما يزال أمام هؤلاء الأعضاء بالإضافة إلى الرئيس الجديد الكثير من المهام لينفذوها ويقنعوا "الشعب السوري" أن الدعم الدولي الذي حظيوا به لم يذهب هباءاً. وإنما عاد إلى المناطق التي تخضع لسيطرة المعارضة وخدمتها.

أكثر من عشرين فصيل عسكري معارض بمساحات ضخمة مسيطر عليها يتلقون دعماً خاصاً به بعيداً عن الائتلاف السوري المعارض والحكومة المؤقتة ومجلس القيادة العليا للجيش السوري الحر ، وبدا كأن القضية خرجت من يد الائتلاف في قيادة الثورة العسكرياً.

يقول الخبير العسكري محمود أبو الوفا أن " الفصائل العسكرية المعارضة لم تعد بحاجة الائتلاف ، بل في كثير من الأحيان بات الائتلاف بحاجة لإرضائهم وهو ما يعني خروج القيادة العسكرية من حضن الائتلاف ، وبالتالي يجب إعادتها وضم الفصائل من جديد إلى القيادة المشتركة ويكون هنالك توحد عسكرياً بدل هذا التشرذم".

ملف المناطق والمدن المحاصرة

أكثر من نصف مليون محاصر في سوريا – بحسب إحصائيات دولية -  يعانون من أبشع أنواع الحصارات والتي وصلت إلى حد الموت جوعاً أو الموت خلال محاولات كسر الحصار.

مضايا، معضمية الشام ، داريا والغوطة الشرقية ومناطق من ريف حمص بالإضافة إلى مناطق سورية عديد تعاني منذ أشهر وحتى سنوات من حصار النظام لها ، بالإضافة إلى مناطق أخرى تعاني من حصار تنظيم الدولة "داعش".

ورغم دخول بعض المساعدات إلى تلك المناطق إلا أنها تبقى محاصرة، لكن أهالي تلك المناطق ينظرون إلى الائتلاف السوري كهيئة "مشلولة" الحركة وسط معاناتهم ØŒ لا يسعها – كما يقول ناشطون – إلا أن توجه نداءات وتندد بالحصار وتداعياته.

اللجوء والنزوح السوري

يعتبر ملف النازحين واللاجئين السوريين الأضخم، إذ نزح ولجأ أكثر من 12 مليون سوري، من دون مأوى أو أساسيات الحياة يعيش معظم النازحون.

ورغم كون نصف النازحين – كما يقول النظام السوري – توجه إلى مناطق سيطرته إلا أنه لا يزال كثيرون يعيشون في مدن خاضعة لسيطرة المعارضة ØŒ فمدينة التل بريف دمشق نزح إليها عشرات آلاف السوريين من القلمون وحمص فيما هي تعاني من حصار منذ نصف عام.

أما بخصوص اللاجئين فيتطلب ملفهم عناية خاصة ، وتحديداً أولئك الذين مازالوا في بلاد الجوار ، ملفات كالرعاية الصحية والعمل والتعليم وغيرها تنفتقر إلى وجود الائتلاف وحكومته المؤقتة فيها.

الناشط الإعلامي محمد سعدون من لبنان يقول " في لبنان الكثير من الملفات التي من الواجب أن تطلع بها الحكومة المؤقتة وممثليها هنا ، لا يتحملون مسؤوليتهم فيها ، وحجتهم في ذلك عدم اعتراف لبنان بهم كممثلين شرعيين للشعب السوري، لكن ماذا عن تركيا التي تعترف بهم ومع ذلك هنالك الكثير من الأشياء تنقص اللاجئين؟".

ملف مستقبل سوريا

ورغم كون الهيئة العليا للمفاوضات المعارضة والتي تم تشكيلها مؤخراً في العاصمة السعودية الرياض ، هي المسؤولة عن التفاوض مع النظام وبالتالي التوصل إلى حل سياسي باتجاه مستقبل سوريا.

إلا أن أحد أهداف الائتلاف "تشكيل حكومة انتقالية بعد الحصول على الاعتراف الدولي" وبالتالي سيكون من مهام الائتلاف السوري في المرحلة المقبلة تشكيل مستقبل سوريا السياسي.

المحلل السياسي عبد الوهاب المصري يوضّح " كثر الحديث عن حكومة انتقالية في الفترة الأخيرة ØŒ ويبدو أن العالم – بما فيه روسيا -  بدأ بالسعي باتجاه هذه النقطة، لكن إذا كان الائتلاف سيساهم في تشكيل هذه الحكومة التي ستحكم البلاد لاحقاً، فنحن أمام كارثة ØŒ إذ لا يبدو الائتلاف جدياً في مواجهة هذه الحقيقة ØŒ ويتعامل مع قضايا أبسط بسطحية دون عمل فعلي على الأرض".

ملفات أخرى كملف المعتقلين في سجون النظام وتنظيم الدولة "داعش" بالإضافة إلى جبهة النصرة وفصائل المعارضة، وملف تعليم اللاجئين ، بالإضافة إلى ملفات التنقل والسفر بين الدول للسوريين ، قضايا يجب أن يطلّع عليها رئيس الائتلاف الجديد أنس العبدة، مباشرة بعد أن يتحسس كرسي المنصب الجديد ويتلقى برقيات التهنئة.