المزيد  
الموت خارج أسوار الوطن
جهود مكافحة المحتوى الإرهابي عبر الإنترنت (فرص وعقبات)
سامو زين يوجه رسالة لبشار الأسد
أجواء رمضان بين الحاضر والماضي في سوريا
هل تتأثر سوريا بخلافات "التعاون الخليجي" الداخلية؟
قصة سوري فرقته الاتفاقيات عن عائلته
بعد بتر ساقيه صاحب المقولة المشهورة "يا بابا شيلني" يظهر بساقين بديلتين
هذا ما تطلبه المعارضة الإيرانية ضد الأسد وخامنئي

قضاء فترات طويلة داخل المنزل يهدد عيون الأطفال

 
   
09:26


قضاء فترات طويلة داخل المنزل يهدد عيون الأطفال

قال باحثون صينيون إن تشجيع الأطفال على اللعب في الهواء الطلق لمدة 40 دقيقة يوميا قد يساعد في تقليل معدلات الإصابة بقصر النظر، استناداً إلى فكرة أن قضاء بعض الوقت يومياً في الهواء الطلق يساعد الطفل بشكل كبير في تقليص الساعات التي يقضيها في نشاطات تتطلب قضاء وقت طويل أمام شاشات الكمبيوتر أو الهواتف الذكية، إضافة إلى أن على مزيد من الضوء الطبيعي يساعد في نمو العين ووظيفتها.

وقد طلب الباحثون من 6 مدراس اتباع هذا الأسلوب على مدار 3 سنوات، وتبين أنه مفيد، وتدعم هذه التجربة النظرية التي تقول إن على الأطفال إيجاد توازن بين قيامهم بنشاطات ذهنية مثل القراءة، وتلك التي تتطلب منهم الرؤية عن بعد.

وقال الخبراء إن "الإصابة بقصر النظر أمر شائع جداً، إلا أن الأسباب التي تؤدي إليه غير معروفة".

ويعتبر الإصابة بقصر النظر مرضاً وراثياً، إلا أنه ثمة عوامل أخرى تساعد في الإصابة به مثل قضاء أوقات طويلة أمام شاشة الكومبيوتر أو القراءة، وشارك في الدراسة التي أجراها الدكتور مينغونج وزملاؤه نحو 12 مدرسة ابتدائية في الصين، وامتدت الدراسة لمدة 3 سنوات.

وأجبرت 6 من هذه المدراس على إعطاء التلاميذ 40 دقيقة ليقضوها في اللعب في الهواء الطلق، فيما طلب من المدارس الباقية إبقاء التلاميذ داخل المدرسة خلال فترات الاستراحة.

كما حذرت دراسة طبية أخرى أشرف عليها باحثون من أستراليا وعلماء من جامعة أوهيو ستيت الأمريكية من المخاطر الصحية الناجمة عن مكوث الأطفال فترات طويلة بالمنزل وعدم الخروج والتعرض لأشعة الشمس ما يؤثر بالسلب على صحة عيونهم، حيث كشفت النتائج أن قضاء فترات طويلة داخل المنزل قد يدمر عيون الأطفال الصغار ويضعف قدرتهم على الإبصار .

وقد تابعت الدراسة أن نقص التعرض لضوء الشمس الطبيعى يرفع معدلات إصابة الأطفال الصغار بقصر النظر، لافتة إلى أنه كان يُعتقد أن القراءة لساعات طويلة أو النظر إلى الشاشات الإلكترونية يرفع فرص الإصابة بهذا الاضطراب البصرى، ولكن يعتقد الباحثون حاليًا أن كلا من هذه الممارسات (القراءة والنظر إلى الشاشات الإلكترونية) يتم القيام بها داخل المنزل، ولذا فهى المسئولة عن رفع فرص الإصابة بقصر النظر وضعف الإبصار.

ولفت الباحثون أن 80% من الطلاب الصينيين فى مرحلة المراهقة يعانون من ضعف الإبصار، ولذا لجأ المسئولون إلى تصميم بعض الفصول التى تتمتع بشفافية كبيرة وتساهم فى إنفاذ قدر كبير من الضوء الطبيعى. وكشفت النتائج أن كل 40 دقيقة يتعرض خلالها الطلاب لضوء الشمس الطبيعى يقل معها فرص إصابتهم بقصر النظر بنسبة 23% وتتعزز قدرتهم على الإبصار بشكل ملحوظ.

وفي هذا الإطار، يوضح د. إيهاب السعيد، أستاذ طب وجراحة العيون، أن مشكلة قصر النظر تعد إحدى مشكلات الإبصار الشائعة التي تصيب الكبار والصغار، بحيث لا يستطيع الشخص رؤية الأشياء البعيدة عنه، بينما يتمكن من رؤية كل ماهو قريب فقط، مشيراً أن مشكلة قصر النظر لدى الطفل أحد المشكلات التي تنقسم إلى ماهو وراثي وآخر مكتسب، فهناك من الأطفال الذين يولدون بالإصابة بدرجة عالية من القصر والتي تظهر بظهور أعراض "الحول" في عين الطفل، وهناك نوع آخر من قصر النظر المكتسب والذي يصاب به الطفل نتيجة لبعض الممارسات الحياتية الخاطئة، موضحاً أن مشكلة قصر النظر قد تظهر لدى الطفل من خلال عدة أعراض مثل عدم قدرة الطفل على رؤية "السبورة" أثناء تواجده في الفصل، وكذلك عدم رؤيته للملصقات أو الإشارات المرورية والرغبة المستمرة في التواجد بالقرب من الأشياء كي يستطيع أن يراها .

ويؤكد السعيد أن أغلب الدراسات أثبتت التأثير السلبي لاستخدام الأطفال للتكنولوجيا الحديثة ومساوئها على العين، إذ أن الاستعمال اليومي المستمر للأجهزة الذكية والنظر لساعات طويلة إلى شاشات التلفاز والكمبيوتر والهواتف من شأنه أن يؤثر سلباً على صحة عيون الطفل وإصابته بقصر النظر، خاصة أن العين لم تأخذ شكلها النهائي بين سن الثامنة والخامسة عشر، وهو ما يؤثر على نمو عيونهم في المستقبل، لهذا جاءت النتائج مشددة على ضرورة إشغال الطفل وإلهائه باللعب في الهواء الطلق والخروج خارج المنزل لتقليل عدد الساعات التي يقضيها أمام شاشات التلفاز والكمبيوتر وغيره .