المزيد  
الموت خارج أسوار الوطن
جهود مكافحة المحتوى الإرهابي عبر الإنترنت (فرص وعقبات)
سامو زين يوجه رسالة لبشار الأسد
أجواء رمضان بين الحاضر والماضي في سوريا
هل تتأثر سوريا بخلافات "التعاون الخليجي" الداخلية؟
قصة سوري فرقته الاتفاقيات عن عائلته
بعد بتر ساقيه صاحب المقولة المشهورة "يا بابا شيلني" يظهر بساقين بديلتين
هذا ما تطلبه المعارضة الإيرانية ضد الأسد وخامنئي

ريم الصابوني: هناك نخبة من السيدات السوريات اللاتي يستحقن أن نسلط الضوء على تجاربهن

 
   
12:51


ريم الصابوني:  هناك نخبة من السيدات السوريات اللاتي يستحقن أن نسلط الضوء على تجاربهن

" لاشك أنني واجهت صعوبات قد تتعرض لها المرأة بشكل عام في مجتمعاتنا العربية وبالأخص المرأة المطلقة المتفردة بآرائها وذات الكيان المستقل تحاول أن تجد لها في هذا المجتمع مكاناً ودوراً بارزاً يسمع لها صوت وتحاول أن تثور من خلاله على القيم المجتمعية البالية والموروثة وهو أمر يجابه بالرفض تارة والعداوة تارة أخرى فكيف إن كانت هذه المرأة في مجتمع جديد ستتعايش من خلاله وتتغلغل بداخله ." كانت هذه الكلمات المقتبسة هي جزء من حوار"صوت دمشق" مع رئيس القطاع الثقافي لدى الإتحاد العربي للمرأة المتخصصة فرع سوريا، ريم الصابوني."

 

 Ø§Ù„مرأة السورية اليوم تحظى بفرصة نادرة (من باب النظر إلى إيجابيات الأزمة) فقد مرت بتفاعلات رهيبة أعادت تشكيل شخصيتها من جديد وأضافت إليها مكونات أخرى زادت في وعيها Ùˆ إدراكها أكثر إلى جانب دورها ومسؤوليتها في منزلها وتجاه أسرتها

ريم عبد الحميد صابوني، حاصلة على إجازة في اللغة العربية وآدابها من جامعة دمشق ، بالإضافة إلى دبلوم تأهيل تربوي من الجامعة الافتراضية السورية ,و دبلوم في منهج المونتيسوري للطفولة المبكرة من مؤسسة ميبي الأمريكية، أما حالتها الإجتماعية فهى مطلقة , ولديها طفل واحد "مصطفى" 6 سنوات.

كانت من أوائل الذين وصلوا إلى القاهرة في بداية الأحداث في سوريا وهذه هي السنة الخامسة لها في جمهورية مصر العربية، وهرعت وعائلتها إلى لبنان ثم توجهت إلى مصر في اليوم التالي وسط حالة من الخوف الذي سيطر على دمشق إثر الحدث التاريخي 18 تموز/2012  Ùˆ سبب اختيارها لمصر هو أن والدها يملك إقامة استثمار لكونه مستثمر في مصر منذ سبع سنوات، حسبما قالت.  

تخرجت ريم من كلية الآداب في جامعة دمشق قسم اللغة العربية و آدابها وواصلت دراستي العليا وحصلت على الدبلوم في التأهيل التربوي من الجامعة الافتراضية السورية ثم دبلوم في مرحلة الطفولة المبكرة لمنهج مونتيسوري .

وأضافت : لم أكتف بالتعليم الاكاديمي بل عملت على التثقيف الذاتي و الدورات التدريبية في اللغات والتنمية البشرية والإبداع الأدبي , هذا وقد نبغت موهبتي في الكتابة منذ سن مبكرة إلى أن وجدت فرصة لنشر قصصي القصيرة الموجهة للأطفال في مجلة محلية خاصة عندما كنت في الثامنة عشرة واستمر عملي كقاصة ومحررة للأطفال حتى اليوم .

وتابعت : احتل أدب الطفل قائمة اهتماماتي فكتبت القصة القصيرة والسيناريو القصصي والمسرحي وحضرت ورش عمل ضمت كتاب أدب الطفل على مستوى القطر و من شغفي هذا توجت خبرتي بالدراسة الأكاديمية كان أولها دبلوم التأهيل التربوي ثم توجهت إلى التخصص في منهج المونتيسوري العالمي في الطفولة المبكرة انتهاء بعملي الخاص كمدرب ومحاضر في هذا المنهج . إلى جانب عملي التطوعي و كان آخره الاتحاد العربي للمرأة المتخصصة كرئيس للقطاع الثقافي فرع سوريا

وعن دورها في التوفيق بين حياتها الخاصة والعملية ، قالت الصابوني : في الحقيقة إنها لم تكن مهمة سهلة على الإطلاق لاسيما وأني منفصلة منذ أن كان طفلي الوحيد في السنة الأولى من عمره أعاني ما تعانيه المرأة المطلقة في مجتمعنا خاصة إن كانت تلك المرأة غير عادية تملك شخصيتها ووعيها بدورها المجتمعي لكن الفضل لله أولاًو والدتي ثانياً حفظها الله لنا إذ لم تبخل عليي بجهدها ووقتها و والدي الذي وقف إلى جانبي وطفلي في المحنة

وروت ريم الصابوني مسيرة حياتها على مدى الأعوام الخمس المنصرمة، فقد عملت و تطوعت و انتسبت إلى كيان نسوي يجمع سيدات سوريات تواجدن في أرض مصر الحبيبة بالإضافة إلى مشاركتها في أعمال تطوعية بشكل خاص كنشر المبادرات وتشبيك بعض الحالات بجهات معنية وعلاقات عامة مع كيانات أخرى كالمنظمات غير الحكومية NGOs ، بالأضافة إلى عملها مع منظمة اليونسيف لفترة قصيرة كمنسق لأحد مشاريع الدعم النفسي والاجتماعي للأطفال السوريين وصولاً إلى مبادرتها بإطلاق مشروع تطوعي خدمي و انتهاءًا بآخر منصب تقلدته كرئيس للقطاع الثقافي في الاتحاد العربي للمرأة المتخصصة فرع سوريا .

وأضافت خلال حديثها لـ "صوت دمشق" : إن العمل مساحة لاتقل إبداعاً بالنسبة للمرأة عن بيتها وأرى أنه من الأنسب لها أن تعمل ما تحب لا أن تحب ماتعمل (من منظور شخصي قد يخالفني فيه البعض) إلا أنني لم أصل بعد إلى ما تمنيته أو طمحت إليه وإن قلت إني قد وصلت فقد حكمت على ذاتي بالجمود !

وعن عملها في الاتحاد العربي للمرأة المتخصصة، فقد قالت عنه : بلاشك قد أضاف لي الكثير من خلال انتسابي إلى كيان واسع ومتنوع لايقتصر على جنسية واحدة وإنما يضم نساء العرب في اتحاد أشبه ما يكون بجامعة الدول العربية لكن للنساء المتخصصات في مجالات متنوعة وآمل أن أضيف خبرتي في مجال تخصصي بثقافة الطفل.

وأكدت على أن عملي في الاتحاد تطوعي ولم تبذل بعد الجهد الكافي إنما أبذل وقتي وفكري في المشاريع والمبادرات التي أطلقناها في فرع سوريا والمزيد من الجهد آت بإذن الله.

وأضافت الصابوني : دائما أؤمن بأن الإنسان هو من يصنع الفرصة ولا ينتظرها أن تأتي إليه على طبق من ذهب Ùˆ من خلال سعيي جذبت العديد من الفرص التي وجدت أنها قد تنهض بي قدماً أو تصقل مهاراتي Ùˆ تضيف إلى خبراتي حتى أكون ذاك الشخص الملائم في المكان الملائم  ولاشك أن هناك قاعدة أولية من المواصفات التي تؤهلني لهذا العمل أو ذاك

وعلى الجانب الآخر، سردت لنا الصابوني، كيفية قضائها يوماً مع أسرتها الصغيرة، قائلة : بعد يوم عمل شاق أحاول مكافئة أسرتي بأن نبق على تواصل روحي ووجداني وليس افتراضي هو من أعظم أشكال المكافئة و الدعم الذي بتنا نفتقده أو نفتقد إليه . ولا أنسى طفلي في قضاء وقت معه والقيام معه بأنشطة متنوعة بعيدة عن الالكترونيات

وعن الداعمين لها في مسيرة حياتها، قالت الصابوني : لدي العديد من الأصدقاء السوريين والمصريين الذين يعملون في إطارات موازية أو غير موازية يشكلون دعماً معنوياً كبيراً لي بالإضافة إلى زميلاتي في الاتحاد من السيدات السوريات المثقفات.

وتحرص الصابوني دوماً على متابعة كل جديد في مجال اختصاصها، قائلة : لقد حضرت إلى الآن ثلاث مؤتمرات سنوية تقام على مستوى مصر في منهج المونتيسوري بالإضافة إلى متابعتي للحركة الثقافية و الندوات والبرامج التدريبية وحضوري ما أتمكن من حضوره لكني لست متفرغة دوماً بسبب مسؤولياتي تجاه طفلي ولاشك أن الفضاء واسع و الطموح لا سقف له لذلك بدأت بخطوات عملية نحو إنشاء مشروع خاص بي و العمل على تطوير ذاتي بالإضافة إلى سعيي أكثر دخول عالم النشرلما أكتبه بشكل حر .

أما عن الصعوبات والمتاعب التي تواجهها كإمرأة سورية خارج وطنها، قالت: " لاشك أنني واجهت صعوبات قد تتعرض لها المرأة بشكل عام في مجتمعاتنا العربية وبالأخص المرأة المطلقة المتفردة بآرائها وذات الكيان المستقل تحاول أن تجد لها في هذا المجتمع مكاناً ودوراً بارزاً يسمع لها صوت وتحاول أن تثور من خلاله على القيم المجتمعية البالية والموروثة وهو أمر يجابه بالرفض تارة والعداوة تارة أخرى فكيف إن كانت هذه المرأة في مجتمع جديد ستتعايش من خلاله وتتغلغل بداخله , إلا أنني بعد التجربة لم أشعر أنني في غربة ولا أسميها كذلك (كما يسميها البعض) فنحن في المجتمعات العربية تجمعنا بيئات مشتركة وفكر جمعي واحد . فإذاً هي ليست غربة كوني خارج حدود الوطن بل هي غربة مجتمعية حتى وإن كنت بين أحضان الوطن ."

واستطردت في حديثها ، لقد قدمت سابقاً بالتعاون مع أصدقاء مصريين مشروعاً خدمياً تطوعياً حراً للمرأة العاملة التي تنتج في منزلها منتجاً يدوياً وتواجه السوق والاستهلاك بعقلية لم تختبر معها أسس التسويق وكانت فكرة المشروع هو التسويق الالكتروني للمنتجات يدوية الصنع كبادرة لردم الفجوة الحاصلة بين المنتج اليدوي والزبون ، ثم قدمت من خلال الاتحاد مبادرة (كتابي إليه) بالتشبيك مع حملة ثقافة للحياة (المصرية) بإدراة باسم الجنوبي وهي مبادرة خيرية تدعو إلى التبرع بالكتاب للطفل السوري في مصر وهي لاتزال قائمة الآن.

وأضافت : من خلال تخصصي في منهج تربوي للطفولة المبكرة عملت على إنشاء أول قناة عربية مجانية متخصصة في منهج المونتسوري للأمهات العربيات على برنامج التلغرام ولا أزال أعمل على تقديم هذا المنهج التعليمي بالمجان للمرأة السورية بالأخص والمرأة العربية عامة ، لدي خطط بصدد تنفيذها في إطار الاتحاد كمبادرة الرائدات السوريات و مبادرة إحياء التراث السوري.

وعما يقدمه الاتحاد العربي للمرأة المتخصصة فرع سوريا للاجئات السوريات، قالت الصابوني : لازلنا نعمل على تمكين المرأة السورية المتخصصة في مجالها بالإضافة إلى الورش والدورات التدريبية Ùˆ التثقيفية للمرأة السورية المتخصصة وغير المتخصصة والعمل على رفع نسبة الوعي لديها فهي اليوم في أمس الحاجة أن تكون امرأة ناضجة ومستقلة وتمتلك الوعي عن ذي  قبل.

 ÙˆØ£ÙƒØ¯Øª على أن المجتمع المصري يجد ترحيباً وقبولاً واسعاً وخاصةً أنه اتحاد وليد ولديه العديد من الآمال والتطلعات Ùˆ فكرة التخصص بحد ذاتها فكرة فريدة ونفتقد لها في عالمنا العربي.

وترى أن المرأة السورية  بحاجة إلى التنوير أكثر Ùˆ تعميق الوعي لديها بدورها الحضاري الذي كانت تتبوأه عبر التاريخ لذلك أرى أنها بحاجة إلى تثقيفها لتعرف حقوقها أكثر Ùˆ السعي لسن قوانين وتشريعات تحفظ لها هذه الحقوق .

وأشارت إلى أن الصورة الذهنية عن المرأة السورية انحصرت في غالبية العقول بأنها ربة المنزل الماهرة والطباخة الممازة وفقط، وقد وقد نشرت هذه اللفتة في مقال كتبته في إحدى الصحف الالكترونية حول الصورة النمطية للمرأة السورية  في مصر Ùˆ أطلقت تساؤلاً:  "لماذا كلما ذكر فيه الوجود النسوي السوري شممنا رائحة التلذذ بطبيخ السيدة السورية والتغزل بنظافة السيدة السوريةلماذا لا نرى معه ظهورا لفكر وثقافة المرأة السورية Ùˆ فنها Ùˆ ريادتها Ùˆ علمها وعملها ØŸ ".

وترى أن السبل لتغيير هذه الصورة النمطية من خلال عرضنا لنماذج مشرقة سورية تواجدت في أرض مصر أو غيرها تشكل حالة من لفت النظر للإنجاز و الريادة الذي حققته و تحققه السيدة السورية متحدية بذلك الظروف ومتجاوزة العوائق وأن نحث الإعلام كي يسلط الضوء أكثر على النماذج المشرقة وأن يعدل عن الصورة القديمة التي يسط الضوء فيها على جانب أحادي اهترئ لكثرة متناوليه بأشكال وصور متعددة ومكررة إلى حد الإشباع وهي صورة السورية الضعيفة والمستكينة لظروفها

وتطمح الصابوني على مستوى الصعيد العام أن ترى كل سيدة عربية أو سورية واعية لذاتها ومقدرة لإمكاناتها و واثقة من علو قدرها ,حرة في إرادتها لا تخضع لأحد .

أما على الصعيد الخاص فتطمح أن تصل إلى بيت كل أم و امرأة عربية و تشد علي يدها و تساعدها كي تنهض و تتعلم أكثر عن الطفل والتربية وتؤهل نفسها ذاتياً لمهمة الأمومة قبل أن تمارسها لأن صلاح الأجيال القادمة مسؤولية عظيمة وقد وقعت على عاتقها بشكل أو بآخر و تراجع عنها الرجل في أحيان كثيرة و إن أردنا أن نحكم على أمة فلننظر إلى نسائها، على حد قولها.

واختتمت حديثها قائلة : "إن المرأة السورية اليوم تحظى بفرصة نادرة (من باب النظر إلى إيجابيات الأزمة) فقد مرت بتفاعلات رهيبة أعادت تشكيل شخصيتها من جديد وأضافت إليها مكونات أخرى زادت في وعيها و إدراكها أكثر إلى جانب دورها ومسؤوليتها في منزلها وتجاه أسرتها ، مضيفة : أرى أن هناك نخبة من السيدات السوريات اللواتي ازددن اشراقاً و يستأهلن بجدارة أن نسلط الضوء على تجربتهن ليكنّ أنموذجاً مشرقاً يحتذى بهن على مرأى ومسمع العالم .