الكينوا كنز غذائي يتصدر الأطعمة الصحية

يعد الكينوا  أحد أنواع الحبوب الغذائية الأقرب إلى السبانخ والبنجر، والذي يعود اكتشافه منذ ثلاثة آلاف عام، وهو يشبه كثيراً حبة البرغل وفي نفس الوقت يمكن استخدامه كبديل للأرز أو القمح في العديد من المأكولات، وعلى الرغم أنه أحد المحاصيل الغائبة عن ثقافة بعض الدول، إلا أنه يحتوي على قيم غذائية عالية لاحتوائه على نسب عالية من البروتين والألياف الغذائية.

ويعتبر الكينوا منجماً صحياً للبروتين، خاصة أن الحبوب التي تحتوي على البروتين قليلة جداً، ما يجعلها تتفوق في الفائدة الصحية على كثير من الحبوب، وذلك حسبما أكد "مركز استعلامات المستهلك الألماني"، والذي أوضح أن تلك الحبوب البيضاء الصغيرة تحتوي على العديد من الأحماض الأمينية المهمة التي لا يمكن للجسم تكوينها ذاتياً. كما أنّ الأحماض الدهنية غير المشبعة تُشكّل أكثر من نصف الدهون، التي تحتوي عليها بذور الكينوا.

وبالإضافة إلى ذلك، تمتاز حبوب الكينوا بأنها خالية من الغلوتين، وبالتالي فهي مثالية للأشخاص الذين يعانون من حساسية تجاه البروتين النباتي المتوافر في الحبوب، مثل القمح، ويمكن تناول حبوب الكينوا نيئة أو مطهوة مثل غيرها من الحبوب، كما يراعى عدم طهي حبوب الكينوا لمدة تزيد عن 10 دقائق، كي لا تصبح لينة أكثر من اللازم، ما يُفقدها مذاقها الشهي الذي يحاكي مذاق المكسرات.

من جانبه، يوضح أستاذ التغذية بجامعة حلوان، الدكتور أشرف عبد العزيز ، أن حبوب الكينوا تحتوي على فوائد صحية مذهلة، حيث يحتوي على البروتين والألياف بنسبة تصل إلى ضعف تلك الموجودة في الحبوب الأخرى، ما يضاعف قيمتها الغذائية وأهمية إدراجها إلى النظام الغذائي، فهي تمثل وجبة كاملة من البروتين بل تعتبر أفضل من اللحوم نظراً لعدم احتوائها على أية دهون مشبعة، كما أنها تتميز بسهولة هضمها وبالتالي الحفاظ على مستوى الكوليسترول في الدم، لهذا تعتبر الخيار الأمثل للرياضيين والنباتيين لأنها تمد الجسم بكافة الأحماض الأمينية التي يحتاجها.

ويستطرد "احتوائها على نسب عالية من الألياف الغذائية يساعد في الشعور بالشبع لمدة طويلة والحفاظ على سلامة وصحة الجهاز الهضمي، وكذلك الوقاية من الإصابة بالإمساك ، كما أنها تفيد جداً في إنقاص الوزن لكونها فقيرة بالسعرات الحرارية والدهون وتعتبر مصدر مهم للألياف البروتين ما يجعلها تمد الجسم بالطاقة اللازمة وتعطي شعور بالشبع وامتلاء المعدة يدوم فترة من الوقت على عكس بعض الحبوب الأخرى مثل الأرز والقمح.

ويلفت عبد العزيز إلى فوائد الكينوا أيضاً لمرضى السكري نظراً لقدرتها على السيطرة على مستويات السكر في الدم، وكونها مصدر مهم لمضادات الأكسدة، وبالتالي منع تكون الخلايا السرطانية ومحاربتها، وأخيراً يحتوي أيضاً على نسبة عالية من الحديد والذي يفيد في الحفاظ على صحة الخلايا الحمراء وتزويد العضلات بالأكسجين الضروري لها .