http://anapress.net/a/245492101412967
خرجنا منذ عام 2012 بثورةٍ سلمية، تعالت الأصوات والمناشدات للنظام القمعي مطالبة فقط بالحرية والإصلاح في بلاد... أصغر شجرة زيتون فيها أكبر من حكم الاسد وتاريخه.
خرجنا بمظاهرات لم يكن حلمنا وغايتنا في حينها الا القليل وهو ما يعتبر بمثابة حق مشروع لكل انسان في هذه الدنيا... هو حق اقرته كل الكتب السماوية جميع الاعراف البشرية... لكن قابلنا النظام الفاشي بالرصاص والقتل والتدمير والاعتقال لكل من نادى بالحرية ومازلنا على هذه الحال إلى يومنا هذا... مازال شعبنا الصامد يتمسك بثوابته، فكل ليل لابد له من نهار وكل طريق لابد له من نهاية... لكن ما يؤلمني ويؤلم كل ثائر نادى بالحرية التي خرجنا من أجلها ان نُهجر من بيوتنا ومناطقنا التي عشنا طفولتنا وشبابنا فيها إلى مناطق اخرى.. كنا نظن انها لا تختلف عن بلادي في شيء فكل بقعه في وطني نادت بالحرية والعتق من هذا النظام الاستبدادي، في واقع الامر هي ثائره على نظام الاسد وحزب البعث.... وبدون سابق إنذار نجد انه في هذه المناطق الأغلبية العظمى هم من الثائرين المطالبين بالحرية الكثير منهم هجروا من منازلهم، من حمص ودرعا والزبداني وداريا ومظايا وبانياس ومن كل المدن السورية ممن رفضوا سياسة القتل الممنهج الذي اتبعه النظام الاسدي.
وجدنا أنفسنا عند بعض ممن يسمون أنفسهم ثائرين وماهم إلا مجموعات وتكتلات وتحزبات، فقط يتاجرون بدماء القتلى والمعتقلين والثكالى والايتام ...نجد منهم من يتاجر بالإنسان من خلال المعابر.... وعن طريق المخدرات والسلاح... منهم أشخاص عاديين كانوا قبل الثورة لا يملكون محلات للبقالة او سيارة، نجد اطفال ورجال ونساء يعملون في طول النهار ليحصل الواحد منهم على دولارين او ثلاثة لإطعام أطفاله بينما هؤلاء ممن صعدوا على اشلاء وبكاء الايتام والثكالى يصرفون في اليوم الواحد الالاف على أنفسهم وحاشيتهم بل زاد في قبحهم انه حتى المساعدات التي تأتي للمخيمات او للأيتام كبار السن يضعون يدهم عليها بقوة السلاح فكل واحد منهم يسيطر على منطقه ويعتبرها مملكته الحصينة والتي لا يجب على احد في هذه المملكة ان يخرج عن طاعته... واذا تخاصم شخصان فلقول الفصل هو للسلاح الذي لا يكاد يخلو بيت منه ومن الطبيعي جدا ان يقوم احدهم بقتل الاخر هذا كله دون اي سلطه، لنكرر قولنا "الثورة إلى اين".