يوميات عابر في حلب (الحلقة الأولى).. هنا كل شيء مختلف بتفاصيله

البارحة كنا متجهين من أرياف حلب إلى مدينة حلب ليلا، صادفنا بالسيارة شاب ورجل كبير يطلب توصيله ونحن نسأله عن اتجاه سيرنا، رافقنا في طريقنا، كانا قادمين من منطقة الباب المسيطر عليها من داعش.

قال الشاب إنه كان هناك يحضر مازوت فهو يعمل ببيعه من مناطق داعش لمناطق المعارضة، فسألته عن أوضاع المناطق التي تسيطر عليها داعش فقال: "الوضع جدًا صعب، فالطيران لا يرحم"، وأضاف على ذلك أن شيشاني أوقفه بالشارع وقال له "مظاهرة.. مظاهرة" بركاكة، فأجابه أعوذ بالله أنا معكم، واتضح عند استفسارنا أن منطقة الباب ومنطقة منبج وغيرهما يخرج بها المواطنون بمظاهرات طيارة يطالبون بخروج داعش من مناطقهم، وطبعا داعش تبحث عنهم لقمعهم.

أما عن الرجل الستيني فهو رجل كهل تعب، سألناه "شو قصتك يا عم"، قال بما يشبه صوت البكاء: "منذ خمسة عشر يوما وأنا نائم بالشارع عند الحاجز، أطلب منهم السماح لي بالعبور لحلب؛ لأني أريد أن أذهب لبيتي وعائلتي، وأنا أصلا نازح من حماة، ولكن مهاجرًا يقلعني بفظاظة ويقول لي لا نريد أن نسمح لك بالذهاب عند الكفار"، وطبعا يقصد بالكفار النصرة والفصائل المعارضة، فأجابه صديقي "يا عم كنت قلهم أنا بدي روح أهديهم للإسلام".

أحداث كثيرة طبعا سأقصها عليكم محاولا إشراككم بتفاصيل بسيطة تجرى يوميا ولا تنقلها بالضرورة وسائل الإعلام.. "هنا كل شيء مختلف بتفاصيله".